خاص الهديل: نتنياهو و"عقيدة أنا المجنون"!!
klyoum.com
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
أطلق نتتياهو على الاعتداء الذي نفذه أمس لاغتيال قياديين من حماس في العاصمة القطرية (الدوحة) إسم "قمة النار"؛ وهي تسمية تدعو لشيء من الغرابة؛ وربما كان لها أساس توارتي ولكن اللافت بهذه التسمية أن نتنياهو من خلالها يحاول جعل حريق المنطقة وليس فقط حريق غزة والضفة وسورية ولبنان يبلغ قمته وأعلى مستوى له. والفكرة التي تطرح نفسها هنا هو لماذا يريد نتنياهو القول بشكل مباشر ومن مداورة أن مشروع الحرب الذي يسير به لا حدود للنيران التي سيشعلها؛ وأن حربه إقليمية قبل أن تكون إسرائيلية فلسطينية. وكان مصيباً رئيس وزراء ووزير خارجية قطر أمس حينما تساءل عما إذا كان نتنياهو يفكر بتغيير الخليج العربي.
بكل الأحوال فإن عملية "قمة النار" تطرح أكثر من رسالة أولية يمكن إدراجها على النحو التالي:
أول رسالة ليست من نتنياهو إلى المنطقة وإلى العرب وإلى الخليج، بل هي من ترامب – راعي نتنياهو – إلى كل هؤلاء؛ ومفاد هذه الرسالة هو السؤال عن ما إذا لا يزال بالمقدور التفريق بين ما يفعله نتنياهو وبين مدى الدعم الذي يقدمه ترامب لما يفعله نتنياهو!؟. وعن ما إذا كان السؤال القطري بخصوص عما يريده نتنياهو في الخليج، يمكن أن يوجّه أيضاً لترامب، أو أقله لمن حوله في إدارته؟!
بالأمس قال ترامب كلاماً عاتباً على نتنياهو لكونه اعتدى على قطر؛ ووعد بأنه سيقول كلاماً أوضح اليوم.. والسؤال هو لماذا لم يقل كل كلامه بالأمس (؟؟)، ما الذي يمنعه؟ أو لماذا امتنع؟؟.
كان يمكن لأي مراقب أمس أن يلحظ أن ترامب يواجه حيرة ليس بخصوص كيف يدين اعتداء نتنياهو، بل كيف يبرر عدم وجود دعم وغطاء من قبله لاعتداء نتنياهو؛ وكيف يجد صيغة تقول أن ما فعله نتنياهو يخص نتنياهو وحده!!
تعرف الدوحة المنخرطة في العلاقات الدولية، أكثر من أي جهة في الدنيا؛ أن كل فعل يحدث في العالم يكون لأميركا حصة فيه أو موقفاً منه؛ فكيف إذا كان هذا الفعل تقوم به إسرائيل التي تعتدي بسلاح أميركي؛ وتتغطرس بحماية أميركية، وتعيش بنفس أميركي؛ وعليه فأن يقول ترامب أنه ليس على دراية بما يفعل نتنياهو وأنه "لم ير ولم يسمع" فهذا كلام يمكن لأي رئيس في العالم أن يقوله عدا رئيس الولايات المتحدة الأميركية الذي "يرى ويسمع" كل شيء في العالم، والذي – بخاصة – تعيش إسرائيل بفضله.
وما تقدم يجعل السؤال الخطر بخصوص البحث عن خلفيات عملية "قمة النار" هو ليس فقط ماذا يريد نتنياهو من / وفي منطقة الخليج(؟؟)؛ بل ماذا يريد ترامب في / ومن منطقة الخليج ومن العرب(؟؟)..
الرسالة الثاني التي تثيرها "عملية قمة النار" هي ما إذا كانت "عقيدة أنا المجنون" المنسوبة إلى ترامب قد انتقلت أيضاً إلى نتنياهو أو أن الأخير يحاول استغلالها والتغطي بها.
ومعروف أن "عقيدة أنا المجنون" تهدف إلى الإيحاء لخصوم الولايات المتحدة الأميركية وأصدقائها على حد سواء؛ أن الرئيس الأميركي مجنون، وأنه من الأفضل عدم استفزازه أو معارضته لأنه لا يمكن التحكم بردود فعله.. اليوم تريد عملية قمة النار القول للمنطقة أنه لم يعد هناك مجنون واحد في المنطقة بل أصبح هناك مجنونان "ترامب رئيس أقوى دولة في العالم وأقوى حليف له في المنطقة نتنياهو"!!.