السيد نصرالله في ذكرى العاشر من المحرّم: جبهة الإسناد في لبنان لن تتوقف طالما استمرّ العدوان على غزة.. والتمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة لاستهداف مستعمراتٍ جديدة
klyoum.com
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مواصلة جبهة الإسناد في لبنان جهادها وعملها وأنها لن نتوقف ما دام العدوان مستمر على غزة وأهلها، مشدداً على أن التهديدات والتهويل بالحرب ليس يخيفنا.
وخلال الكلمة التي ألقاها في ختام المسيرة العاشورائية المركزية التي نظّمها حزب الله، اليوم الأربعاء، في ذكرى العاشر من المحرّم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، حذر السيد نصر الله العدو "الإسرائيلي" من أن التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها سابقاً.
كما أكد الأمين العام لحزب الله أن كلّ ما يُشاع عن اتفاقٍ جاهز بشأن الوضع على الحدود الجنوبية غير صحيح، لافتاً إلى أن مستقبل الوضع في الجنوب يتقرر على ضوء نتائج المعركة، وأضاف: "سنعيد إعمار بيوتنا ومنازلنا ونشيّد قرانا الأمامية كما كانت لأنّ كل قرانا الأمامية هي رمز صمودنا ومقاومتنا".
وتوجّه السيد نصر الله في مستهل كلمته بالتحية إلى شهداء وجرحى المقاومة وعوائلهم والصامدين في بلدات الجنوب والنازحين من بيوتهم والمجاهدين المقاتلين المرابطين وعائلاتهم المنتظرة وبالتحية لغزّة وأهلها وشهدائها وجرحاها ونسائها ورجالها وأطفالها.
وأشار سماحته إلى أن الكيان الصهيوني يعيش أسوأ أيامه منذ تأسيسه، حيث للمرة الأولى يتحدّث الصهاينة عن خراب "الهيكل الثالث" بعد خراب "الهيكلين" السابقين عبر التاريخ، وقال: "للذين يريدون منا الاعتراف بهذا الكيان الغاصب وأن نعترف به ونطبّع معه نقول ما قاله أبو عبد الله الحسين (ع) وسط الحصار: لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد".
وأضاف السيد نصرالله: "للذين يطلبون منا أن نتوقف عن إسناد المظلومين والمُعتدى عليهم في غزّة ويهوّلون علينا بالحرب نقول لهم ما قاله الإمام الحسين (ع): "ألا إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلة، وهيهات منا الذلّة".
وتابع: "نحن هنا لننتصر لفلسطين ولقطاع غزة المظلوم وللضفة الغربية ولشعب لبنان ومنذ 8 تشرين الأول دخلنا معركة مختلفة وفتحنا جبهة الإسناد لمعركة طوفان الأقصى لأنها معركة الأمة كلها إضافة إلى جبهات الإسناد في اليمن والعراق ومعنا سوريا وإيران الداعميْن"، مشدداً على أن الكيان الصهيوني وللمرة الأولى يجد نفسه عاجزًا عن تحقيق أهدافه ويعاني في جيشه وأجهزته الأمنية وحكومته وأحزابه وهجرته المعاكسة وثقته بنفسه وثقة شعبه بالبقاء فيه ونظرة العالم كله له، معتبرًا أن كل ذلك هو حصيلة المقاومة والقتال والصمود.
وقال السيد نصرالله: "أمام معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين وأمام حصار أكثر من مليوني إنسان في غزّة والتهديدات التي يتعرّض لها المسجد الأقصى وأمام سكوت العالم وتجاهله لقضية فلسطين.. نحن نجد أنفسنا منسجمين تمامًا مع هذه المعركة.. مع الإمام الحسين (ع)".
ولفت سماحته إلى أن كلّ محاولات الكيان الصهيوني لإخفاء خسائره البشرية والمادية سواء في قطاع غزّة أو الضفّة أو جنوب لبنان بدأت تظهر.. 9254 فردًا بين ضابط وجنديّ بينهم 3 آلاف بُترت أطرافهم و650 شلل و185 أصيبوا بالعمى الكامل وعدة آلاف صدمات نفسية حادّة.
وتوجّه السيد نصرالله إلى العدوّ الصهيوني بالقول: "إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوبه لن تعانوا نقصًا في الدبابات لأنه لن تبقى لكم دبابات"، ودعا إلى تضامن الأمة والأحرار والشرفاء في العالم مع غزّة وأهلها ومقاومتها كما دعا الشعب الفلسطيني إلى التوحّد اليوم في معركة المقاومة التي تصنع مصير فلسطين والمنطقة والأمة.
وأكد السيد نصر الله أن جبهة المقاومة الإسلامية في لبنان لن تتوقف ما دام العدوان الصهيوني مستمرًا على غزّة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة، محذراً العدو الصهيوني من أن التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمراتٍ جديدة لم يتم استهدافها في السابق.
وقال السيد نصر الله: "سنشيّد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت"، معتبرًا أن هذه البلدات والقرى "هي رمز لصمودنا ومقاومتنا"، وأضاف: "لا بدّ من أن نعيد توجيه التحيّة للبيئة الصامدة الواعية التي تستند إليها المقاومة وما حضوركم هذا إلا تعبير واضح عن الالتزام والوعي والصبر".
وأكّد الأمين العام لحزب الله أن كلّ ما يشاع عن اتفاق جاهز حول الوضع على الجبهة اللبنانية غير صحيح ومستقبل الأوضاع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج المعركة التي ستنتصر فيها المقاومة وجبهات الإسناد". مشيرًا إلى أنه في حال توقف إطلاق النار فإن الجهة المعنية بالتفاوض وإعطاء الأجوبة هي الدولة اللبنانية.
وختم السيد نصر الله كلمته بالقول: "ما تركناك يا حسين، أنت تعلم وكلّ العالم يعلم، ودليلنا هو شهداؤنا وجراح جرحانا وبيوتنا المهدّمة..".