لقاء حواري في المجمع الثقافي الجعفري: الرؤية الشيعية للنظام والدولة في لبنان
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
جعجع يدعو لإقرار سريع لقانوني الهيكلة والانتظام الماليبدعوة من رئيس المجمع الثقافي الجعفري العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، عُقد لقاء حواري بعنوان: "الرؤية الشيعية للنظام والدولة في لبنان" وذلك بتاريخ 29 نيسان 2025 الساعة الخامسة عصراً، في صالة El Comandante قرب وزارة التربية في الأونيسكو، شارك فيه عدد كبير من الشخصيات السياسية، وفي مقدمها السفير الياباني، والفكرية والأكاديمية والإعلامية ورؤساء الجمعيات والمراكز الإجتماعية.
تمت إدارة اللقاء من قبل الدكتور الصحافي والمحلل السياسي قاسم قصير، الذي دعى الى إنشاد النشيد الوطني اللبناني ورحّب بالحضور وأكد في كلمته على أن الفكر السياسي الشيعي يدعو الى الدولة، وأنه لا يوجد تعارض بين الإلتزام الديني بفتاوى وتقليد المراجع الدينية عند الشيعة، وبين الإلتزام بقوانين الدول التي يعيشون فيها في كل أنحاء العالم. متسائلاً هل كان المسلمون الشيعة ضد قيام لبنان بحدوده الحالية؟ وعارضاً لتطور نظرة الشيعة الى الدولة في لبنان عبر تاريخه منذ إعلان دولة لبنان الكبير 1920، داعياً الى النقاش حول هذا الموضوع بكل إنفتاح فكري واحترام للآراء كافة. داعياً العلامة الحاج لإلقاء كلمة الإفتتاح لهذا اللقاء.
شدد العلامة الحاج على أهية الحوار بين الناس، وهو نقطة أساسية في الحياة، فالله بعظمته حاور إبليس. وأن الشيعة لم يكونوا دعاة حرب في يومٍ من الأيام. وخير دليل على ذلك هو خروج الإمام الحسين من المدينة لحقن الدماء، وقوله في كربلاء أني أكره أن أبدأ في القتال. فالشيعة لا يعملون على إقصاء أحد، ويحرّمون التعرض للأخرين، ويريدون من الدولة أن تعطيهم الأمان، وهم يتقيدون بفتاوى المراجع الدينية التي تحرّم مخالفة النظام العام والى التقيد به حتى في الأنظمة الجائرة. لذلك فهم يؤمنون بالنظام ويدعون الى الدولة المدنية دولة الحقوق والواجبات.
أعطيت بعدها الكلمة للدكتور محمد علي مقلد، الذي قال أن الحوار هو عبارة عن احتكاك الأفكار مع بعضها البعض، وتُصحح باحتكاكها بالحياة، وبأنه خرج من الشيوعية بمجموعة من الدروس أهمها أن الحرب الأهلية كانت خسارة لكل اللبنانيين، وأن إغتيال المناضل الشيوعي حسن حمدان (مهدي عامل) الذي كان يناضل ضد الصهيونية والإمبريالية والإستعمار تم من قبل رفاق الخندق الواحد. وقال في جميع مؤلفاته ومنها كتاب الأصوليات وكتاب الشيعة السياسية وكتاب أحزاب الله، أن كل شيء ما عدا الدولة هو باطل
وأضاف أنه كانت هناك قيمة للسلاح في تحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي عام 2000، واليوم يجب تسليمه الى الدولة اللبنانية لأن الأرض تحررت. كما قال أن البند الأول لبناء الدولة الحديثة هو الدستور، وهذا ما لم تلتزم به الشيعية السياسية التي هي حزب وليست طائفة، وأنه لم يكن هناك موقف موحّد للطوائف اللبنانية من إنشاء دولة لبنان الكبير، مطالباً بإلغاء التسمية لأنها تذكرنا بالبنان الصغير، لتصبح لبنان الجمهورية، ورأى أنه علي الشيعة اللبنانيين أن ينخرطوا في المواطنية وعلى البنانيين أن يعيشوا مع بعضهم البعض ضمن القانون.
أعطيت الكلمة بعدها للاستاذ عمر غندور الذي دعى الى إلغاء الطائفية السياسية من النظام اللبناني، فالتمسك بها هو أساس خراب لبنان. وأن أميركا ترفض إستخدام السلاح الأميركي الذي بحوزة الجيش اللبناني ضد إسرائيل مذكراً بحادثة عديسة، وأن اسرائيل كيان عدو لا يمكن إنهاء إحتلاله سوى بالقوة.
تعاقب على الكلام من بعده الدكتور حسن قبيسي الذي أشار الى الفرق بين النظام السياسي والدولة، متسائلاً ما إذا كنا نريد دولة رعاية أم دولة جباية؟ وإلى الخلاف على الهوية والإنتماء في لبنان، وأن المسألة هي أي نظام سياسي نريد؟
كما سأل الأستاذ غازي سرحان، لماذا على الطائفة الشيعية أن تقدّم شهادة حسن سلوك في وطنيتها دون الطوائف الأخرى؟ وأين هي هذه الدولة وخاصة في القرى الحدودية؟ فنحن لدينا مشكلة نظام سياسي وعلينا أن نتفق على صيغة للعيش المشترك، ثم نصل الى الدولة.
كما دعى الاستاذ أحمد كوثراني الى تحديد قاعدة متفق عليها بين اللبنانيين لبناء دولة في لبنان.
أشار الدكتور علي بزي الى وجود دوائر إنتماء خاصة في لبنان، ولكن هناك دائرة إنتماء وطني كبيرة، وأن الدين هو مقدس وأن السياسة هي المدنس الذي هدم الدولة التي لا يمكن أن تقوم إلاّ بفصل الدين عن الدولة، وأن الكيانات الطائفية تصب في خدمة العدو حتماً.
الأستاذ محمد شري قال أن معايير بناء الدولة معروفة، فهل نحن قادرون أن نجتمع على هذه المعايير كالبنانيين بمعزل عن طوائفنا؟ وأن الشيعة في لبنان هم من أكثر الناس لهم مصلحة في قيام الدولة، لأنهم يدفعون ثمن غياب الدولة التي يجب أن تأخذ دورها في ردع الإعتداءات الإسرائيلية وفي المجالات الحياتية كافة.
الدكتور حسن شقور قال أنه لا توجد رؤية شيعية للبنان بل هناك تطورات سياسية ألزمت الشيعة بأن يكون لهم مواقف من النظام السياسي.
العميد توفيق سليم رأى أن الشيعة حملوا السلاح بسبب غياب الدولة، وأنهم إنحازوا الى الدولة تاريخياً مهما كانت هذه الدولة في جميع المراحل.
الإعلامية مارلين خليفة إستنتجت أنه لا يوجد أزمة مع الدولة، بل يوجد أزمة مع النظام، وسألت هل نحن بحاجة الى تغيير النظام؟
الإستاذ فادي أبي علاّم قال نحن في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية، مذكراً بانتصار اليابان بالعلم والعمل والأخلاق المرتبطة بالدين نعد الحرب العالمية الثانية، وأنه لدينا مشكلة في الأخلاق والإنتماء وتعدد الولاءات، فنحن الدولة ويجب محاسبة أنفسنا، وأن الشيعة هم أكثر الناس يريدون الدولة.
العميد علي الحاج الذي قال أن الدستور والطائف تم بناؤهما على توازنات معينة، وأن الأحزاب في لبنان هي طائفية تأخذ موقفها من الدولة بحسب مصلحتها، وأن النظام الطائفي لا يبني دولة ويجب التخلص منه.
أكد الدكتور أدونيس عكره أن المشكلة ليست في الشيعة بل في بنية المجتمع الطائفي، وأن النظام الطائفي هو الذي يرسخ المساوىء، وأنه يجب وضع الدين في خدمة الدولة، لذلك على البطرك أن يقول أن أرض الجنوب مقدسة، وعلينا أن نحدد من هو المواطن، فطائفية الشخص ليست معيار للمواطنية، فالمواطنية تجمع كل الإختلافات ولا تٍُفرق.
الإعلامية رجينا صنيفر قالت أن لبنان يجب أن يكون دولة مدنية، وأنه يجب فصل الدين عن الدولة، كما يجب مصالحة الدين مع الدولة.
العميد حسين الشيخ علي قال أنه لا خلاف على توصيف الدولة العادلة بين اللبنانيين، وأننا لم نكون معرفة علمية من التجارب السابقة لحل مشكلة الطائفية في لبنان، وأننا بحاجة الى جسر للعبور من الطائفية الى الدولة وهذا يعمل من أجله المجمع الثقافي الجعفري بالحوار بين الأطراف اللبنانية.
الأستاذ حسين عثمان قال أن الطائفة الشيعية هي أم الدولة وهي دافعة عنها، فنحن نريد بناء الدولة العادلة.
السفير الياباني وجه كلمة شكر للدعوة لحضور هذا اللقاء.
عقّب الدكتور محمد علي مقلد على المداخلات حيث قال أنه بين 1943 و 1975 كان لدينا دولة، لكن الميليشيات خرّبتها، وكل من حمل سلاح خارج الدولة خرّب الدولة. بعدها أشرفت سوريا على خراب الدولة حتى العام 2005، وبعدها تولت الأحزاب الشيعية السياسية تخريب الدولة. فنحن مع القضية الفلسطينية ولكن علينا أن نختار كيف ندعم القضية الفلسطينية.
في الختام قال العلامة الحاج أن هذا اللقاء هو مقدمة لمؤتمر عام سيعقد في المستقبل. وهدفنا أن نظهّر الرؤية الشيعية للنظام السياسي وللدولة في لبنان، لأننا نسمع عبر وسائل الإعلام أن الشيعة لا يريدون الدولة في لبنان. ومن خلال اللقاء والكلمات التي استمعنا اليها تبين أن الشيعة يريدون الدولة ولكن يطالبون بتعديلات يؤمن العدالة والمساواة وتبدد المخاوف لديهم. وأن السلاح كان نتيجة حاجة وردة فعل على غياب الدولة، وأن الشيعة هم تحت رعاية الدولة ويطلبون منها أن تكون على قدر المسؤولية.