اخبار لبنان

هنا لبنان

سياسة

لبنان يحتفل بـ"يوم الأمم المتحدة": 80 عامًا من السلام والعمل المشترك

لبنان يحتفل بـ"يوم الأمم المتحدة": 80 عامًا من السلام والعمل المشترك

klyoum.com

يحيي لبنان والأمم المتحدة اليوم مناسبة سنوية خاصة تعتمدها "اليونيفيل" منذ بدء انتدابها في منطقة جنوب الليطاني في آذار 1978، وفق قرارَيْ مجلس الأمن 425 و426، إذ تعدّ هذه المناسبة جزءًا من نشاطات المنظمة الدولية في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

في هذا السياق، عايد رئيس الجمهورية جوزاف عون الأمم المتحدة في يومها، وقال: "24 تشرين الأول. إنّه يوم الأمم المتحدة. يوم الذين تعاهدوا قبل 80 عامًا على إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب وعلى العيش معًا في سلام وحسن جوار، وبالحقوق المتساوية لجميع الأمم كبيرها وصغيرها. كأنّه ميثاق عن رسالة لبنان وعن نضال لبنان، من أجل سيادة دولته واستقلال قراره وحرية شعبه. كلّ التهاني للأمم المتحدة بيومها، وكلّ التمنيات لهذه المؤسسة العظيمة بتحقيق أهدافها النبيلة، وكلّ العهد لكل لبنانية ولبناني بأن يكون الحق والخير رفيقي دربنا كل يوم، أيًّا كانت تقلبات العهود والأيام".

"اليونيفيل" تعزز السلام والشراكة في لبنان

وفي هذه المناسبة، أحيت قوات الطوارئ الدولية المعزّزة "اليونيفيل" في جنوب لبنان يوم الأمم المتحدة. وجرى الاحتفال في المقر العام لقيادة هذه القوات في بلدة الناقورة، التي تعقد على أرضها اجتماعات متتالية للجنة "الميكانيزم" المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، بحضور وزير الخارجية يوسف رجّي.

وجاء في بيان الأمم المتحدة: "في الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش عبارةً لامست قلبي بعمق: قال: "حوّل مؤسّسو الأمم المتحدة رماد الحرب إلى مخططٍ للسلام. واليوم، علينا أن نحوّل أزمات عصرنا إلى فرصٍ للتجديد". قبل ثمانين عامًا، كان العالم مدمّرًا، مدنًا مهدمةً، عائلات ممزقة، وأملٌ يتلاشى. ومع ذلك، ومن قلب هذا الدمار، ولد فعل شجاعة وإيمان: توقيع ميثاق الأمم المتحدة. ذلك الميثاق لم يكن مجرّد كلمات على الورق، بل كان وعدًا أخلاقيًا، وعدًا بحماية الأجيال القادمة من ويلات الحرب. وأتساءل أحيانًا: ما الذي منحهم تلك القوة؟ لقد رأوا أسوأ ما في البشرية، ومع ذلك اختاروا أن يؤمنوا بأفضل ما فيها. اختاروا الأمل على الخوف، لأنّهم أدركوا أن السلام ليس حلمًا مثاليًا، بل هو أشجع، وأعمق، وأكثر المهام ضرورة على الإطلاق".

تابع البيان: "نحن اليوم نحتفل بالأمم المتحدة لأنها، في عالمٍ من الانقسام، ما زالت المساحة المشتركة للحوار بين الأمم، وما زال ميثاقها يُخاطب ضمير الشعوب وآمال الناس، وعلى الرَّغم من أن مبادئها تتعرض لهجوم غير مسبوق، فإنّها في الوقت نفسه ضرورية أكثر من ذي قبل. في العالم اليوم، يتمّ تجاهل القانون الدولي، ونسبة الجوع والفقر في ارتفاع، والتقدم نحو أهداف التنمية المستدامة يتباطأ، والكوكب يحترق: حرائق، فيضانات، وحرارة قياسية. والجواب على كل هذا يجب أن يكون واضحًا: أن نقف معًا، أن نعمل على تعزيز نظام التعاون الدولي، لا أن نتخلى عنه أو نقوّضه. هذه هي روح مبادرة "الأمم المتحدة الثمانين"، وروح "الميثاق من أجل المستقبل"، وروحية "جدول العمل 2030″، لبناء الثقة وتجديد أسس التعاون الدولي، حتى تكون الأمم المتحدة قادرةً على خدمة الناس في كل مكان".

أضاف: "هنا في لبنان، قصة الأمم المتحدة، من خلال اليونيفيل وجميع وكالات الأمم المتحدة العاملة في البلاد، ليست قصة نظرية، بل هي واقع نعيشه كل يوم – جسر بين المجتمعات، قناة للحوار، ويد ثابتة في لحظات التوتر. إنّها قصة تروى يوميًا من خلال النساء والرجال الذين يخدمون في ظلّ الراية الزرقاء، بزيّ عسكري أو مدني، بإخلاص وأمل. ونواصل العمل إلى جانب الجيش اللبناني من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وخلق مساحة يمكن للسلام أن ينمو فيها. وعندما أزور مواقعنا على طول الخط الأزرق، كثيرًا ما أسأل نفسي: ماذا يعني أن نخدم السلام في عالم معقّد؟ إنه اختيار ضبط النفس على ردّ الفعل، والإيمان بأنّ الحوار ما زال قادرًا على منع الكارثة، وأن نتذكّر أنّ كل عمل صغير من الواجب يُساهم في شيء أعظم من أنفسنا. حفظ السلام ليس عملًا سلبيًا، بل هو شجاعة وصبر، هو الإصرار الهادئ على منع الحرب بالفهم، وردع العنف بالحضور، وحماية الحياة من خلال أن نكون قدوة. إنّ بعثة اليونيفيل، كالأمم المتحدة نفسها، تدخل مرحلة انتقالية – وقت لتثبيت ما أنجزناه، وللاستعداد لما هو قادم. مهمّتنا ليست فقط من أجل الحفاظ على الاستقرار، بل ترك إرث من القوة الدائمة: مؤسّسات لبنانية أكثر صلابة، وثقة أعمق بين المجتمعات، وأسس متينة للمستقبل. وهذا هو المعنى الحقيقي لشعارنا: نبني مستقبلنا معًا. نريد أن نبني بالشراكة، بالتضامن، وبالاحترام الكامل للشعب اللبناني ومجتمعاته".

تابع: "كما قلت في بداية كلمتي، نحتفل هذا العام أيضًا بالذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن 1325، القرار الذي غيّر إلى الأبد وجهة نظر العالم بالسلام والأمن. يذكرنا هذا القرار بحقيقة بسيطة وعميقة في آن معًا: أنّ النساء لسنَ فقط ضحايا للنزاعات، بل هن من يعِدن البناء، ويُصالحن، ويُبقين الأمل حيًّا. وفي "اليونيفيل"، أشعر بالفخر لرؤية النساء يخدمن في كل مكوّنات البعثة – العسكرية والمدنية – يقدن الدوريات، ويدرن الوحدات، ويقدمن المشورة للمجتمعات، ويسهمن في صياغة الاستراتيجيات. إنّ شجاعتهن ومهنيتهن وتعاطفهن يعزّزن مهمتنا، ويذكرننا بأنّ السلام من دون النساء هو سلام ناقص. فالقرار 1325 يعني أنّ المساواة ليست مجرّد سياسة، بل مبدأ، وأنّ صوت كل امرأة يزيد من صلابة مجتمعاتنا. وعندما ننظر إلى الماضي، نرى تقدمًا عظيمًا، لكن كما حذرنا الأمين العام: نحن مرة أخرى على مفترق طرق – بين الوحدة والانقسام، بين الأمل واليأس، بين السلام والأزمة الدائمة. فأي طريق سنختار؟ الجواب يكمن في أعمالنا اليومية، في صدق خدمتنا، في تواضع قيادتنا، وفي إنسانية خياراتنا".

وختم البيان: "والآن، اسمحوا لي أن أعبّر عن أعمق امتناني لما يقارب 11.000 رجل وامرأة من "اليونيفيل"، من عسكريين ومدنيين ممّن يخدمون بمهنية وشجاعة وإخلاص. أنتم التجسيد الحي لوعد الأمم المتحدة. وأتوجّه بالشكر أيضًا إلى شركائنا في القوات المسلحة اللبنانية، الذين يُشكّل ثباتهم الأساس في نجاح مهمتنا. كما أشكر سكان جنوب لبنان، الذين منحنا صمودهم وثقتهم المعنى الحقيقي لوجودنا. وبينما نحتفل بثمانين عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، وخمسة وعشرين عامًا على برنامج المرأة والسلام والأمن، دعونا نجدّد التزامنا اليومي: أن نخدم بنزاهة، أن نقود بتعاطف، وأن نبنيَ معًا عالمًا أفضل للأجيال القادمة. التحديات أمامنا كبيرة، لكن قدرتنا على الأمل أكبر. فإذا وقفنا متّحدين في الهدف، متمسكين بالمبادئ، وبالقيم الخالدة لميثاق الأمم المتحدة، فسيبقى مستقبلنا المشترك مشرقًا بالأمل. أخيرًا، السلام لا يُمنح، بل يُبنى – كل يوم – بالحوار، بالشجاعة، وبالقناعة الهادئة بأنّ الوحدة أقوى من الانقسام. يبدأ ميثاق الأمم المتحدة بكلمات بسيطة وعميقة: نحن الشعوب… تلك الكلمات تذكّرنا بأنّ السلام ليس امتياز الحكومات، بل حقّ الشعوب، وأنّ من واجبنا المشترك أن نحميه. يوم أمم متحدة سعيد لكم جميعًا، وشكرًا جزيلًا".

بلاسخارت: الأمم المتحدة تقف إلى جانب الدولة

في سياق متصل، صدر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، بمناسبة يوم الأمم المتحدة، البيان الآتي:

"بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظلّ سعي دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان في مرحلة مفصلية من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمرّ التحولات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهد أمني وجيوسياسي جديد".

في العام 1945، كان لبنان أحد الدول التي شاركت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة كمحاولة لتجنيب البشرية المزيد من المعاناة بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، نشأت شراكة قوية بين المنظمة ولبنان، الذي شقّ طريقه في ساحة العمل الدولي متعدّد الأطراف، ولا سيما من خلال مساهمته في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وعلى امتداد العقود، واكبت الأمم المتحدة الشعب اللبناني في مختلف المحطات، لا سيما خلال الفترات التي طغت عليها الأزمات والاضطرابات، وذلك عبر بعثاتها السياسية وعمليات حفظ السلام، إلى جانب وكالاتها المتخصصة وصناديقها وبرامجها الإنمائية.

يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظل حالة من عدم اليقين يمر بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرةً أعادت الحياة لعدد من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنوات من الجمود. ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني يُعاني من دمار واسع، في ظلّ نقص حادّ في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلي بالصبر.

لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكررة في الماضي من دون معالجة حقيقية. ومع ذلك، فإنّ الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرة. وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا ويتطلب عملًا دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يومًا مصدر هذا الفشل.

ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع".

*المصدر: هنا لبنان | thisislebanon.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com