اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

بابا الفاتيكان يختتم زيارة لبنان اليوم: للعالم نطلب السلام

بابا الفاتيكان يختتم زيارة لبنان اليوم: للعالم نطلب السلام

klyoum.com

بيروت ـ ناجي شربل وبولين فاضل

نسي اللبنانيون التهديدات الإسرائيلية بحرب موسعة جديدة على بلدهم، أسوة بتلك التي شنتها إسرائيل بين 20 سبتمبر و27 نوفمبر 2024. نسي اللبنانيون اليوميات المضنية التي يرزحون فيها تحت أزمات عدة وانهيار مالي ونقدي واقتصادي، وعاشوا الأمل بالنهوض من جديد ومواجهة التحديات، واستمدوا من كلمات بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر خشبة خلاص. كذلك، لفتت كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الأنظار خلال استقباله البابا في القصر الجمهوري ببعبدا، والتي وجه فيها رسائل مباشرة حول ثوابت البلاد.

باختصار، نجح لبنان في الإفادة من زيارة البابا قبل انتهاء مفاعيلها الزمنية اليوم، بتأكيد استمرار الهوية والكيان ودولة لبنان الكبير التي نشأت في الأول من سبتمبر 1920. وكانت «جمعة وطنية» شاملة حول الزائر بردائه الأبيض اللون، ودفعة إلى المضي بتثبيت هوية الوطن وركائزه.

ولفت ما كتبه الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال: «إن إشارة البابا إلى ضرورة التعالي عن الجراح الخاصة أو الجماعية، وان الحوار واجب وطني في كل لحظة وفي كل يوم، أفضل رسالة إلى دعاة التقوقع أو الفيدرالية أو هواة التبشير بالحروب». توازيا، تتجه أنظار اللبنانيين إلى الكلمة الوداعية التي سيقولها البابا بمطار بيروت في ختام زيارته الرسمية والرعوية إلى لبنان.

وقال مصدر كنسي رافق الترتيبات والتحضيرات التنظيمية للزيارة لـ«الأنباء»: «كلمة البابا ستكون مهمة جدا وبمثابة زوادة يتركها للبنانيين، وأيضا رسالة قوية إلى العالم لمساعدة لبنان»، مضيفا ان «البابا الذي لا يملك عصا سحرية بطبيعة الحال ترك خارطة طريق، ولكن يعود إلى اللبنانيين أن يتحملوا المسؤولية».

وعن توقف كثيرين عند توصيف البابا الدقيق في الكلمات التي ألقاها لواقع لبنان بتفاصيله وأوضاع شعبه وهواجسه وانتظاراته، قال المصدر: «التحضير المسبق للزيارة مع الدوائر الفاتيكانية لم يشمل فقط الجوانب اللوجستية والتنظيمية، وإنما شمل وضع البابا بكل أجواء لبنان ومشاكله وأوضاعه، وبالتالي فإن البابا وبعد هذه الزيارة سيحمل أينما كان قضية لبنان والسلام الذي يتوق إليه». وعما إذا كان البابا سيحمل صوت لبنان إلى الدول المؤثرة، أجاب: «بالتأكيد».

وفي اليوم الثاني من الزيارة، والذي كانت محطته الأولى عنايا، لم يشكل الطقس الماطر عقبة أمام اندفاعة اللبنانيين بعشرات الآلاف كبارا وصغارا لـ «الانتشار» الكثيف بالتوازي مع الانتشار الأمني للجيش اللبناني على طول الطريق التي سلكها البابا من مقر إقامته بالسفارة البابوية في حريصا وصولا إلى ضريح القديس شربل في دير مار مارون في عنايا، وكأن اللبنانيين، وبهذه الاندفاعة لملاقاة البابا ولمحه ولو من قريب أو بعيد، وجدوا في الزيارة بارقة أمل وتفاؤل بأيام أفضل عليهم، أساسها السلام المنشود.

البابا، ومع دخوله إلى دير مار مارون، كان في استقباله رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وعقيلته السيدة نعمت عون والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ورئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي هادي محفوظ وأكثر من 100 راهب. وبعد جولة في أرجاء الدير برفقة الرئيس عون، وعلى صوت التراتيل المتصاعدة من جوقة دينية داخل الدير، أضاء البابا شمعة أمام ضريح القديس شربل، قبل كلمة للأباتي محفوظ رد عليها البابا بكلمة بالفرنسية، وقال فيها: «السلام من أجل العالم».

وقال «نطلب السلام بصورة خاصة من أجل لبنان وكل المشرق». ومن عنايا إلى حريصا مزار سيدة لبنان حيث كانت عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون في استقبال البابا لمناسبة لقائه الأساقفة والكهنة والمكرسين والمكرسات والعاملين في الرعايا، وفي الكلمة التي ألقاها، قال البابا: «هذا الموقع الموحد للشعب اللبناني يعطينا دفعا لمواصلة الصلاة رغم صوت السلاح».

وتلا لقاء حريصا خلوة بين البابا والبطاركة الكاثوليك في السفارة البابوية بحريصا. وتوجه البابا إلى ساحة الشهداء بوسط بيروت حيث التقى رؤساء الطوائف اللبنانية ومساعديهم في خيمة أقيمت خصيصا للمناسبة. وعاد البابا إلى بكركي، حيث كان اللقاء مع الشبيبة في الباحة الخارجية للصرج البطريركي. وذكر المنظمون أن العدد تخطى 12 ألفا.

وفي برنامج اليوم الأخير من الزيارة البابوية، ثلاث محطات أولاها زيارة أرادتها دوائر الفاتيكان ببعد إنساني واجتماعي، فوقع الاختيار على مكان يجتمع فيه أنين الألم مع بسمة العطاء هو مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية في بلدة جل الديب المتنية. وسيجول البابا على المرضى الكبار وأيضا على الصغار في مبنى سان دومينيك، حيث سيقدمون إلى «الزائر الكبير» مسابح من صنع أيديهم.

وبعد ذلك ستكون للبابا وقفة صلاة صامتة أمام مرفأ بيروت بحضور عدد من أفراد عائلات ضحايا انفجار المرفأ التي لاتزال تنتظر تحقيق العدالة، قبل أن يتوجه إلى الواجهة البحرية في بيروت ويخترق بالعربة البابوية البيضاء الحشود التي ستفوق الـ120 ألفا جلوسا ووقوفا للمشاركة في القداس الذي سيحتفل به البابا ثم يأتي موعد الوداع، حيث تقام في مطار بيروت مراسم الوداع الرسمي للبابا.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة