لبنان بين تثبيت مشروع الدولة والبقاء رهينة السلاح
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
واشنطن على لسان باراك: لا تفاوض عبر الإعلام ونزع السلاح هو المدخل!كتب معروف الداعوق في "اللواء":
ضاق هامش المناورة كثيرًا، بين خيار تسليم سلاح حزب االله للدولة اللبنانية، وبين المماطلة المتعمدة بحجة ابقائه ورقة قوة لمواجهة اسرائيل، بعد ان فشل الحزب في الحرب التي شنّها ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي لدعم وإسناد حركة حماس في قطاع غزّة، بعد عملية طوفان الاقصى، واضطراره للموافقة على وقف اطلاق النار والالتزام بتنفيذ القرار ١٧٠١، الذي ينص على تسليم سلاحه ومواقعه للدولة على كل الاراضي اللبنانية.
البديل لرفض الحزب تسليم سلاحه، تنفيذا لقرار حصر السلاح بيد الدولة وحدها، واستنادا للبيان الوزاري واستجابة للضغوط الداخلية الشعبية وللخارجية معاً، مع استمرار تذرع الحزب بوجود الاحتلال الاسرائيلي في بعض المواقع جنوباً، يترتب عنه استمرار حرب الاستنزاف التي تشنّها اسرائيل يومياً ضد مواقع الحزب وكوادره جنوباً وفي اي منطقة لبنانية اخرى، دون اي رادع او قدرة له، للتصدي لها ومواجهتها، كما حصل خلال الساعات الماضية، ما يؤدي الى اهتزازات سياسية وامنية وابقاء لبنان رهينة هذا الواقع المترجرج، وانطلاقة مشروع الدولة متعثرا.
اكثر من ذلك، امور كثيرة مرتبطة بنزع سلاح الحزب، لا يمكن اغفالها، واهمها مساعدة لبنان على حل الازمة المالية التي يتخبط فيها منذ سنوات ودعم النهوض الاقتصادي، والحصول على المساعدات المالية من الدول الشقيقة والصديقة، للمباشرة بعملية اعادة الاعمار وتمكين العائلات المتضررة من العودة الى قراها ومناطقها.
هذا الواقع يضغط على الجميع، يضعف موقف الحزب، ويحتم عليه التعاون الطوعي مع الدولة اللبنانية لتسليم ما تبقَّى من سلاحه، خلافا لكل مواقف وتصريحات قادته ونوابه، التي باتت فارغة من مضمونها، مادام الحزب غير قادر للرد على استهداف اسرائيل لمواقعه وكوادره، وبعدما اصبح وجود السلاح لديه، لا يقدم او يؤخر في مجرى المواجهة مع اسرائيل، وباعتبار الدولة تبذل جهودها الحثيثة، لإيلاء مطالب الحزب، لسحب قوات الاحتلال الاسرائيلي من التلال الاستراتيجية جنوبا، اهتمامها الاقصى، وتسعى لاطلاق سراح اسرى الحزب لدى اسرائيل، والاهتمام بعملية اعادة اعمار ما هدمته الاعتدات الاسرائيلية على لبنان.
الوقت بات ضيقاً جداً، امام الدولة اللبنانية لتحزم امرها، لانهاء حال المراوحة واضاعة مزيد من الوقت سدى، واتخاذ القرار الصائب بنزع سلاح الحزب، لوقف حرب الاستنزاف الاسرائيلية ضد الحزب اولا، ولوقف تداعيات استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على مسار مشروع الدولة، واعادة النهوض العام، ولاثبات قدرتها وهيبتها على بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، وتنفيذ وعودها بحصر السلاح بيدها وحدها، واظهار صدقيتها امام الشعب اللبناني والخارج، بعدم التهاون مع كل محاولات، ابقاء الحزب سلطة فوق الدولة، كما كان سائدا في السنوات الماضية.