اخبار لبنان

المرده

سياسة

في الجنوب قصص لا تخلو من البطولة والتحدّي

في الجنوب قصص لا تخلو من البطولة والتحدّي

klyoum.com

لا يزال العدوان الإسرائيلي يفرض ايقاعه على الجنوبيين وما جرى من عدوان همجي عصر امس على ميس الجبل ودبين كفرتبنيت وبرج قلاويه، يؤكد ان العدو مصمم على منع العودة للنازحين الجنوبيين الى قراهم الامامية شبه المدمرة بالكامل.

ومع دخول عملية "طوفان الاقصى" عامها الثاني، يتحضر الجنوبيون المهجرون من قراهم في القرى الامامية او القرى الحدودية، لقضاء خريف وشتاء جديدين خارج قراهم. وبالتالي يفرض هذا النزوح المتواصل، الاستمرار في العيش في منازل مؤجرة وايجاد موارد مالية للعيش ومن خلال افتتاح مصالح تجارية صغيرة يعتاشون منها.

وهذه المصالح التجارية الصغيرة التي كان يملكها أو يديرها النازحون قبل تدميرها في قراهم، كانت تمثل مصدر دخل حيوياً للعديد من العائلات.

وغالبية النازحين من قرى الحافة الامامية فقدوا متاجرهم، مطاعمهم، أو ورشاتهم بسبب الدمار أو الهجرة المؤقتة.

البدء من الصفر

بهيج رب اسرة من عيتا الشعب، فقد مطعمه الصغير لبيع الدجاج بالكامل، وأُجبر على البدء من الصفر في محيط بلدة معروب الجنوبية قضاء صور.

وحال بهيج تشبه حال عائلة سرور من البلدة نفسها حيث افتتح ابنها هادي ايضاً متجراً لبيع الالبسة الرياضية في معروب الجنوبية ايضاً.

اما أحمد فحص، من جبشيت فيتحدث عن معاناته في النبطية بعدما فقد منزله ودكانته لبيع السمانة في جبشيت بسبب العدوان الإسرائيلي. ولاحقاً اكتشف انه مريض سرطان في البنكرياس ولا يزال يعاني منه ويضطر الى الاستدانة لإكمال علاجه في احد مستشفيات بيروت المتخصصة.

وتلتقي معاناة بهيج وهادي واحمد مع معاناة آلاف الجنوبيين والذين يئنون من الضغوط اليومية على النازحين، من ارتفاع الإيجارات إلى صعوبة تشغيل المشاريع الصغيرة، ويصف واقع الحياة الاقتصادية في مناطق النزوح.

ووفق احد المتابعين لملف النزوح الجنوبي لـ "الديار"، فإن هناك صعوبة في تحديد عدد هذه المصالح الصغيرة للنازحين فهي غير موثقة رسمياً.

كما تظهر التقارير للجمعيات المحلية والدولية، أن تأثير النزوح كبير في قدرة العائلات على الصمود اقتصاديًا. وهناك فجوة واضحة بين ما يقدمه الإعلام الدولي من بيانات اقتصادية وما يقدمه الإعلام المحلي من قصص إنسانية وشهادات مباشرة.

ويلفت هذا المتابع الى ان هناك حاجة لتعزيز الدعم المالي والتدريب وإعادة تأهيل البنى التحتية. والذي يمكن أن يساهم في صمود هذه المصالح وتحويلها إلى مشاريع دائمة تدعم الاقتصاد المحلي.

ويكشف المعني ايضاً ان المبادرة الفردية بالاضافة الى دعم الاقارب المغتربين يساهم في تحسين وضع النازحين ويمكنهم من اعادة فتح مصالحهم في حين يغيب دعم الدولة.

ويلفت الى ان حزب الله قدم اخيراً مساعدات مالية للنازحين من القرى الامامية ودفع بدل ايجارات جديد لهم لثلاثة اشهر اضافية، في حين تغيب الدولة والحكومة ومؤسساتهم بالكامل عن القرى الجنوبية.

*المصدر: المرده | elmarada.org
اخبار لبنان على مدار الساعة