خاص الهديل: مرسيدس-بنز وبي إم دبليو: تعاون غير متوقع في عالم المحركات
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
استشهاد ضابط وعسكري أثناء الكشف على مسيرة تابعة للعدو الإسرائيليخاص الهديل…
سدرة المنتهى الجاسم
هل يمكن أن نرى سيارات مرسيدس بمحركات بي إم دبليو قريبًا؟ سؤال كان يبدو مستحيلاً قبل سنوات، لكنه اليوم بات قريبًا من الواقع. فقد دخلت الشركتان الألمانيتان العريقتان، مرسيدس-بنز وبي إم دبليو، في مفاوضات متقدمة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في صناعة السيارات الفاخرة.
خلفية تاريخية
لطالما ارتبط اسم مرسيدس-بنز وبي إم دبليو بالمنافسة المباشرة في الأسواق العالمية. فمنذ عقود، تتبارى الشركتان في تقديم أحدث الابتكارات في التصميم والتكنولوجيا والأداء. ولهذا، فإن مجرد الحديث عن تعاون بينهما في مجال المحركات يُعتبر خطوة غير مسبوقة وصادمة لعشاق السيارات.
تفاصيل التعاون المحتمل
وفقًا لتقارير صحفية أوروبية، تسعى مرسيدس إلى استخدام محرك بي إم دبليو B48، وهو محرك توربو رباعي الأسطوانات بسعة 2.0 لتر يولّد قوة تقارب 255 حصانًا مع عزم دوران يبلغ 400 نيوتن.متر. هذا المحرك يُستخدم بالفعل في عدة طرازات من بي إم دبليو مثل الفئة الثالثة (3 Series) وX3.
تشير المعلومات إلى أن مرسيدس قد تعتمد هذا المحرك في مجموعة واسعة من طرازاتها، تشمل: GLA، GLB، CLA، C-Class، E-Class وGLC، إضافة إلى SUV صغيرة مرتقبة يُشاع أنها قد تحمل اسم "Baby G-Wagen". ومن المتوقع أن يتم إنتاج هذه المحركات في مصنع بي إم دبليو بمدينة شتاير في النمسا، وهو مصنع أنتج أكثر من مليون محرك في عام 2024.
أسباب التعاون
هذا التوجه يأتي في وقت تواجه فيه مرسيدس تحديات تقنية وتشريعية. فمعايير الانبعاثات الأوروبية الجديدة Euro 7 تفرض على شركات السيارات الاستثمار في تقنيات حديثة ومكلفة، وهو ما جعل مرسيدس تبحث عن بدائل أسرع وأكثر اقتصادية.
محرك بي إم دبليو B48 يُعتبر خيارًا مثاليًا، كونه متوافقًا مع هذه المعايير، إضافة إلى أنه يسمح لمرسيدس بخفض التكاليف وتوسيع إنتاج السيارات الهجينة دون الحاجة لتطوير محركات جديدة من الصفر. كما يساعدها ذلك على موازنة استثماراتها في السيارات الكهربائية التي لم تحقق النتائج المرجوة في بعض الأسواق.
ردود الفعل والتأثير على الصناعة
الخبر أثار دهشة واسعة في أوساط عشاق السيارات. فبينما اعتبره البعض "تنازلًا" من مرسيدس عن هويتها، رأى آخرون أنه خطوة ذكية وواقعية تواكب متغيرات السوق. أما المحللون، فاعتبروا أن هذه الخطوة تعكس التحول الكبير في صناعة السيارات الفاخرة، حيث باتت المنافسة التقليدية تتحول أحيانًا إلى تعاون استراتيجي لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية. وإذا تم تنفيذ هذا التعاون بحلول عام 2027، فقد نشهد بداية مرحلة جديدة من التعاون بين عمالقة السيارات الألمان. خطوة كهذه قد تُعيد رسم ملامح المنافسة في السوق العالمية، وربما تفتح الباب أمام تحالفات أخرى مشابهة بين شركات سيارات كبرى.
وبين المنافسة والتعاون، يبدو أن مصلحة السوق وصرامة القوانين البيئية دفعت مرسيدس وبي إم دبليو إلى كسر الحواجز التقليدية. ويبقى السؤال الأهم الذي يثير فضول الجميع:
هل سنشهد مستقبلًا سيارات مرسيدس تحمل قلبًا نابضًا من بي إم دبليو؟