اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: قصة "عربات النار" ضد إيران: نتنياهو قال لأوباما "أنت لست الله".. فأجابه: "..وأنت لست موسى"..

خاص الهديل: قصة "عربات النار" ضد إيران: نتنياهو قال لأوباما "أنت لست الله".. فأجابه: "..وأنت لست موسى"..

klyoum.com

أخر اخبار لبنان:

بالفيديو: صواريخ وسهر

 خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

تعود قصة حرب نتنياهو على إيران إلى أكثر من عشرين سنة إلى الوراء.. ومنذ لمع اسم نتنياهو كشخصية سياسية في إسرائيل وضع نصب عينيه أن مهمته الأساسية هي الإمساك بمقاليد السلطة في إسرائيل وليس فقط الوصول للسلطة ورئاسة الحكومة وأيضاً ضرب المنشآت النووية الايرانية.

 

بعد انسحاب أرييل شارون من الليكود وتأسيسه حزب كديما أصبح نتنياهو الرجل الأول في الليكود؛ وأصبح بنفس الوقت الملك المتوج على معسكر اليمين الذي يهيمن اليوم على كل القرار الإسرائيلي، وكل المؤسسات الإسرائيلية تقريباً.

ويمكن إيجاز قصة عشرين عام من سعي نتنياهو للوصول للحظة ضرب إيران وتدمير منشآتها النووية؛ بالمحطات الأساسية التالية: 

حينما شكل نتنياهو حكومته الأقوى التي تواجد فيها شمعون بيرس، وجه الأخير له نصيحة بخصوص فكرة ضرب إيران التي يعارضها سيد البيت الأبيض باراك أوباما حينها؛ قال له بيرس: إن الله اختارك لتكون موسى العصر بالنسبة لإسرائيل ومواجهة خطر الوجود النووي الإيراني؛ وعليه عليك التمسك بتحقيق هذا الهدف؛ ولا يجب عليك أن تنتظر أن يعطيك البيت الأبيض إذناً لتنفيذ هذه المهمة الوجودية. وقال له بيرس أن نابليون حينما خرج في حروبه لم يكن أحد موافق على أفعاله ولكنه حينما كان ينتصر كان العالم يتبعه؛ ولذلك عليك أن تخرج للحرب على إيران وحينها سوف يتبعك البيت الأبيض وكل الغرب. 

آنذاك كانت نصيحة بيرس لنتنياهو أن يكون موسى العصر قد وصلت لأوباما الذي كان مصراً على عقد اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وحينها التقى نتنياهو أوباما وقال له: أنت لست الله ولست قدر إسرائيل حتى تفرض عليها عدم التخلص من التهديد النووي الإيراني الوجودي.  

فرد عليه أوباما: صحيح أنا لست الله ولكن أنت أيضاً لست موسى!!.

أبرم آنذاك أوباما رغماً عن نتنياهو الاتفاق النووي مع إيران وهنا انتقل نتنياهو إلى مرحلة إسقاط هذا الاتفاق؛ وحصل له ذلك مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لقد فرض ترامب خلال ولايته الأولى أقصى العقوبات الاقتصادية على إيران وبالموازاة كان نتنياهو ومعه القيادة الوسطى الأميركية يعملون على إعداد ما أسموه الجيل الجديد من الحرب على إيران. وكلف هذا المشروع مليار و٨٥ مليون دولار؛ وعام ٢٠١٧ كان المشروع قد تجسد على شكل خطة عسكرية جرى إجراء عدة مناورات لتطبيقها فعلياً وذلك في قبرص وفي إسرائيل. وقد أسميت هذه الخطة ب"بعربات النار"؛ وهي تتكون من ثلاث مراحل: الأولى: الحرب على حزب الله في لبنان؛ المرحلة الثانية الحرب على النظام السوري وتغيير الملعب الاستراتيجي انطلاقاً من سوريا؛ المرحلة الثالثة ضرب إيران. 

والواقع أن "فذلكة" خطة عربات النار تحدثت عن نظرية "تشذيب العشب"؛ أي ضرب أذرع إيران الإقليمية قبل ضرب الجمهورية الإسلامية في إيران ويشمل هذا التوجه اغتيال دائم لقادة إيران العلماء الفيزيائيين وضباط الحرس الثوري الفعالين.. وفي حالة حزب الله كما في حالة إيران حالياً تم تطبيق نظرية "تشذيب العشب" أي القيام بحملة اغتيال من تحت إلى فوق؛ بمعنى البدء بعملية تصفية كوادر الحزب العسكرية من أسفل إلى أعلى؛ ومن ثم اغتيال رؤوس الهرم فيه بما فيهم السيد حسن نصر الله ونائبه السيد هاشم صفي الدين، الخ.. وكانت الفكرة أنه إذا تم تفريغ الحزب من أذرعه التحتية والتنفيذية فإنه حينما يتم اغتيال رأسه السيد نصر الله لن يكون هناك قدرة للحزب للرد على هذا الاغتيال على نحو مزلزل.  

والفكرة الثانية الأساسية في خطة عربات النار كانت تتعلق بتحديد ساعة الصفر لبدء هذه العملية وهي قبل العام ٢٠٢٦. وتقول فذكلة خطة عربات النار أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية والأميركية العميقة تؤكد أنه بحلول العام ٢٠٢٦ ستمتلك إيران الطاقة النووية العسكرية؛ وعليه يجب ضرب المشروع النووي الإيراني قبل حلول العام ٢٠٢٦.

طبعاً جرت تعديلات باستمرار على خطة عربات النار؛ ومن هذه التعديلات هناك أمور جوهرية بمثلما هناك أمور شكلية تتعلق بتسمية مراحل الحرب.. فمثلاً كانت خطة عربات النار أطلقت على المرحلة الثالثة الخاصة بضرب إيران تسمية "شهر حرب" ثم تم تغيير التسمية لتصبح "وراء الأفق"؛ وقبل أيام غير نتنياهو التسمية فأصبحت "الأسد الصاعد"؛ وأغلب الظن أن نتنياهو يقصد بالأسد الصاعد الإشارة إلى نفسه. 

ولكن بتحليل بارد للتسميات الثلاث فيعتقد أن تسمية "شهر حرب" هي التسمية المهنية للحرب ضد إيران؛ حيث يمكن الافتراض أن واضعي هذه الخطة قدروا أن مدة الحرب على إيران ستحتاج شهراً كي تحقق إسرائيل وأميركا أهدافهما منها.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة