حين يصمت الأقرباء ويهتف الغرباء: غزة وحدها في مواجهة الإبادة
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
شقير التقى سفير الأردن: لبنان دخل مرحلة جديدة وواعدة#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أبو شريف رباح
2072025
في مشهد مؤلم ومخزي تغرق غزة في دمائها وسط صمت مدوي من الإخوة الأقربين وصوت مرتفع من الغرباء البعيدين، لقد أصبحت فلسطين وتحديدا غزة في ذيل أولويات الحكومات والشعوب العربية والإسلامية رغم أن المجازر والإبادة مستمرة والدماء لم تجف والأنين لا ينقطع.
653 يوما من الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير الشامل لم تحرك ضمائر أولئك الذين يتغنون ليل نهار بالعروبة والإسلام ولم تنجح صرخات الأمهات الثكالى ولا بكاء الأطفال الجوعى في إيقاظ الضمير العربي والإسلامي الغارق في نوم عميق.
أكثر من مئتي ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود وأسير ولم نرى مئتي عربي من المحيط إلى الخليج يخرجون في مظاهرة أو اعتصام أو حتى بيان يسمي الأشياء بمسمياتها ويدين العدوان ويستنكره، وحدها اليمن الجريحة المنكوبة بالحروب والفقر والحصار تنبض بالعزة والكرامة وتخرج كل جمعة بمسيرات مليونية تهتف لفلسطين وغزة وتلعن المتخاذلين قبل الاحتلال.
وفي المقابل تتصدر فلسطين قلوب الشعوب الغربية البعيدة دينيا وعقائديا تلك الشعوب باتت ترى في نضال الشعب الفلسطيني رمزا للعدالة والكرامة والحرية فهناك في شوارع لندن وباريس ونيويورك وبرلين وبروكلين وبريمن وبروكسل، تخرج المسيرات الحاشدة، ترفع أعلام فلسطين وتردد الهتافات الداعمة لغزة وفلسطين، وتحاصر مصانع السلاح وتمنع سفن الموت المحملة بقذائف الموت من الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية.
هناك في الغرب أصبحت فلسطين وغزتها معيارا للموقف الأخلاقي فإما أن تكون مع الضحية أو مع الجلاد، وهناك الشعوب تحاكم السياسيين الذين يدعمون الاحتلال الإسرائيلي وتسقط شرعية الحكومات بسبب مواقفها من العدوان على غزة، بينما هنا في بلادنا العربية يزج بالشباب في السجون بتهمة التضامن مع فلسطين ويعتقل الأطفال لأنهم يرفعون علم فلسطين ويحرقون علم إسرائيل وتمنع قوافل الإغاثة من الدخول إلى غزة خوفا من الإحراج الدبلوماسي للحكام.
أي مفارقة هذه، أين اختبأ الشرفاء من الأقرباء، لماذا أصبح الغرباء أكثر غيرة وجرأة وإنسانية من الأقرباء، غزة اليوم تذبح من الوريد إلى الوريد، وأهلها كما يحتاجون إلى الغذاء والدواء وحليب الأطفال كذلك هم بحاجة إلى نخوتكم وضمائركم وكرامتكم العربية والإسلامية التي دفنتها الحكومات تحت أنقاض الصفقات والتحالفات الملوثة.
اليوم تستعد عواصم العالم لتنظيم إضراب عالمي دعما لغزة وتعبيرا عن تضامن الشعوب الحية مع أهل القطاع الذين يتعرضون للإبادة والمجاعة، فهل سنرى في العواصم العربية إضرابا مماثلا؟ وهل سنشهد موقفا عربيا واسلاميا يليق بشعب يباد ويجوع منذ ما يقارب العامين؟ أم سيبقى الصمت هو اللغة الوحيدة التي يتقنها الأقرباء؟
ورغم الإبادة ومع كل هذا الخذلان العربي والإسلامي ما زال أهل غزة صامدون وثابتون ينتظرون من الأمة أن تعيد تصويب بوصلتها التائهة بين الحق والباطل بين فلسطين وإسرائيل، فالحق الفلسطيني يجب أن ينتزع والاحتلال الإسرائيلي يجب أن يزول والسكوت عن الحق جريمة، فهل سيبقى العرب والمسلمين متفرجين، أم أن دماء أطفال غزة ستنتصر على هذا الصمت المعيب؟!