اخبار لبنان

هنا لبنان

سياسة

البطريرك الراعي يخترق الأجواء المشحونة من الجنوب… وبحث سياسي لمعالجة الأزمة برويّة!

البطريرك الراعي يخترق الأجواء المشحونة من الجنوب… وبحث سياسي لمعالجة الأزمة برويّة!

klyoum.com

لا يزال لبنان تحت تداعيات تجمّع صخرة الروشة، وسط أجواء مشحونة سياسيًّا تسيطر على المشهد، فيما تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس النواب التي تعقد اليوم على أمل أن تشكّل متنفسًا للأجواء التي جرّ الحزب إليها لبنان في الأيام الماضية.

في هذا السياق، اعتبرت مصادر سياسية مطّلعة عبر صحيفة "اللواء" أنّ "تداعيات تجمّع الروشة لم تنتهِ بعد، بدليل أن ردود الفعل عليها لا تزال قائمة، والحديث عن اختلاف بين المعنيّين في مقاربة الموضوع منذ حصوله".

وأشارت المصادر إلى أنّه "لا يوجد موعد دقيق لجلسة مجلس الوزراء بانتظار التوافق عليها بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، مع العلم أنّ هناك رغبة في انعقاد الجلسة قريبًا تفاديًا للقول إن مجلس الوزراء معلّق".

ودعت المصادر إلى "انتظار إشارات محددة بشأن معالجة ما جرى وعودة الأمور إلى سابق عهدها، وسط معلومات عن اجتماع قريب بين الرئيسين عون سلام قبل الجلسة، للتداول في تطوّرات الأيام الماضية ومناقشة مسار عمل الحكومة".

إلى ذلك علمت "نداء الوطن" أنّ تواصلًا حصل بين الرئيسين عون وسلام بعد واقعة الروشة، وكان عون قد تابع الأوضاع من نيويورك وتمّ الاتفاق على معالجتها بحكمة ورويّة وعدم توتير الأرض.

من جهة ثانية، يستأنف الرئيس عون نشاطه اليوم وسيركّز على معالجة الأوضاع الداخلية، لكن الأهم بالنسبة إليه هو وضع الجنوب حيث يعتبر هذا الملف أساسيًّا لحل بقية الملفات.

وقد رأى الرئيس عون من خلال تواصله مع مسؤولين أميركيين تفهّمًا لموقف لبنان حيث ستتحدّث واشنطن مع الجانب الإسرائيلي لمحاولة معالجة الأمور.

في المقابل، وعلى الرغم من الأجواء المأزومة، شكّلت الجولة الثانية الواسعة التي قام بها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب بدءًا برعية صور، اختراقًا حقيقيًّا، إن من خلال الدلالات الإيجابية التي أشاعتها جولته على بلدات مسيحية وشيعية ومختلطة من سائر الطوائف، وإن عبر العظة والكلمات التي ألقاها متضمّنة مواقف متقدّمة في التعاطف مع أبناء الجنوب وإظهار أولوية مكانة الجنوب وطنيًّا والتشديد على دور الجيش حصانة وحيدة للبنان.

وشملت جولة البطريرك الراعي أمس "القليعة الصامدة" و"البلدات العزيزة" الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والنبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية.

وفي عظته من القليعة، قال البطريرك: "أحيّيكم جميعًا، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحرية. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتعدّيات الإسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أن الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام".

وقال: "نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن، الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتعايش والكرامة في جنوبي لبنان ويكتبون تاريخًا واحدًا من العيش معًا والصمود".

وأضاف الراعي: "نحن نتأمل السلام القريب، سلامًا يترسّخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانيّة سيادتها الشرعية على كامل أراضيها. وهنا، لا بدّ أن نؤكّد أن الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إن انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلبًا، بل هو حق سيادي وواجب وطني".

وشدّد الراعي على أنّ "الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان، ولقد حان الوقت أن تتحوّل تضحياتكم إلى ثمار وطنيّة سياسيّة واقتصاديّة وإنمائيّة". ولفت إلى أن "بقاء الجنوب قويًّا ومحصّنًا هو ضمانة لبقاء لبنان، وأن تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعًا، مواطنين ومسؤولين وسياسيين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسسٍ متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، اقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق".

وليس بعيدًا عن هذا الموقف، اعتبر ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده "أنّنا مدعوون أن نثبت في حب وطننا وأن نعمل من أجل خلاصه، محترمين دستوره وصائنين هيبته وسلطته ومكانته، غير متعدّين على قراراته أو خارجين على قوانينه أو محملينه وزر أخطائنا".

وتابع في عظته: "اللبنانيون مدعوون للعيش معًا في رعاية دولة قوية وعادلة، ضمن الاحترام المتبادل وقبول الآخر وعدم السخرية منه أو استفزازه أو كيل الشتائم له. كما أنّهم مدعوون إلى أن يكونوا لبنانيين قبل أن يكونوا من هذه الطائفة أو تلك، وأن يبتعدوا عن التعصّب والتطرّف والتبعية والتحريض والتشبّث بالرأي".

وختم عودة أنه "مهما قسَت الظروف واسودّت الآفاق، إن ثبتنا على الأمانة لوطننا والرجاء بالرب، ووضعنا ثقتنا به، لا بدّ أن يمدّ يده لانتشالنا من الغرق، أو يدعونا إلى القيام بما يراه مناسبًا لنا".

*المصدر: هنا لبنان | thisislebanon.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com