اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: نتنياهو لترامب: المنطقة لن "تعانق" إسرائيل حباً بل خوفاً!!

خاص الهديل: نتنياهو لترامب: المنطقة لن "تعانق" إسرائيل حباً بل خوفاً!!

klyoum.com

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة 

هل تم نقل كمية اليورانيوم المخصب ب٦٠ بالمئة من موقع فوردو قبل الضربة الأميركية، أم أنها لم تنقل(؟؟)؛ هل أتلفت القنابل الأميركية البرنامج النووي الإيراني بالكامل، أم عطلته لفترة؛ أم لم تصبه بضرر يذكر؟؟ أسئلة تثار في الفترة ما بين وقف النار مع إيران واحتمال العودة للتفاوض معها.

.. لا شيء واضح بخصوص الإجابات عن هذه الاسئلة؛ ذلك أن أطراف الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأميركية مشغولون بترتيب احتفالات النصر؛ وأمس قال السيد خامنئي أن إيران انتصرت، ورد عليه الرئيس ترامب: هو – أي السيد خامنئي – يعرف أنه لم ينتصر!!؛ وردت تسريبات لل سي ان ان من مصادر استخباراتية أميركية على ترامب بالقول: الضربة الأميركية كانت ضعيفة!؟. 

الحقيقة الوحيدة في ظل كل هذا السجال هي أنه لم يتم العثور على أي مهزوم في حرب ال١٢ يوماً؛ فجميع المشاركين فيها اعترفوا بأنهم تكبدوا خسائر فادحة ولكنهم بالمقابل أعلنوا انتصارهم. 

يقول التاريخ أن هناك نوعاً من الحروب لا يوجد منتصرين فيها، ولكن التاريخ لم يذكر أن الحروب تنتهي من دون طرف خاسر وطرف ثان أقله غير رابح. ويقول التاريخ أيضاً – وربما هنا الحقيقة في وصف نتائج حرب ال١٢ يوماً – أن هناك نوعاً من الحروب هناك جهة وحيدة رابحة فيها وهي التي لم تشارك فيها. 

وبكل الأحوال كان ينتظر أن يسفر وقف النار عن العودة للتفاوض بين الوفدين الأميركي والإيراني؛ غير أن ما حدث هو أن وقف النار أسفر عن تحديد موعد قريب للقاء بين ترامب ونتنياهو منتصف الشهر المقبل. 

يؤكد لقاء الحليفين أن ترامب غير وبدل أولوياته – أقله حتى صياح الديك – فلم يعد استئناف التفاوض مع طهران هو الخطوة التالية بعد توقف الحرب، بل باتت الخطوة التالية هي التحرك إقليمياً لعزل إيران سياسياً من خلال تسريع تطبيق خطة إنشاء الحلف الإقليمي الذي بضمنه إسرائيل وعنوانه الصلح الإبراهيمي العربي الإسرائيلي. 

في حال تبين أن لقاء ترامب نتنياهو سيسبق بالتوقيت لقاء عراقجي – ويتكوف، أو سيكون بديلاً عنه؛ فهذا يعني أن ترامب ذاهب نحو استكمال المواجهة مع إيران: إما بالضغوط القصوى اقتصادياً وسياسياً وإما بإضافة الضغوط العسكرية أيضاً.

خطة المواجهة الأميركية الإسرائيلية ضد إيران ستكون هي عنوان لقاء ترامب – نتنياهو بعد أسبوعين؛ وأغلب الظن أن ترامب يريدها مواجهة سياسية وذلك من خلال إقناع نتنياهو بوجهة نظر واشنطن القديمة – الجديدة التي تقول أنه على "بيبي" حل ملف غزة وإعلان نيته ولو اللفظية لحل القضية الفلسطينية حتى يستطيع البيت الأبيض أن يبدأ بتوسيع الصلح الإبراهيمي والحلف الإقليمي الذي يضم إسرائيل ويعزل إيران.. 

.. لكن نتنياهو يتمسك بوجهة نظر تقول أن العرب لن ينضموا للصلح الإبراهيمي مع إسرائيل والحلف الإقليمي مع أميركا ضد إيران في المنطقة، إذا لاحظوا أن تل أبيب فشلت في القضاء على حماس، وأن واشنطن لم تستطع فرض الاستسلام على إيران. 

وفي هذا المجال سوف يذكر نتنياهو ترامب بأن شعاره عن "سلام القوة" يعني أن القوة هي مدخل السلم الإسرائيلي في الشرق الأوسط لأن هذه المنطقة – بحسب نتنياهو – لن تعانق إسرائيل حباً بها بل خوفاً منها.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة