نائب رئيس الوزراء الكويتي زار عون وبري وعقد محادثات في السراي والداخلية: ندعم لبنان في مجال التعاون الأمني انطلاقاً من الحرص على استقراره وسلامته
klyoum.com
أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي استقبله أمس في قصر بعبدا في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، «ان لبنان حريص على تعزيز التعاون مع دولة الكويت الشقيقة لان ما يجمع بين شعبي البلدين من أخوّة ومحبة كفيل بأن يشعر الكويتي عندما يأتي الى لبنان بانه في بلده الآخر، وهذا ما نريده أن يستمر وأن نرى اخوتنا الكويتيين في لبنان خلال هذا الصيف بين أهلهم وفي ديارهم». وشكر رئيس الجمهورية الكويت أميرا وحكومة وشعبا على الدعم الذي قدمته للبنان ولا تزال والوقوف الى جانب اللبنانيين في المحن التي مرّوا بها، مؤكدا على أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة وخصوصا التعاون الأمني لمكافحة تهريب المخدرات وكل ما يخل بالأمن في البلدين.
وحمّل الرئيس عون الوزير الضيف تحياته الى أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وتمنياته كل التوفيق ودوام النجاح في قيادة الكويت نحو شاطئ الأمان مستذكرا المحادثات المثمرة التي أجراها معه خلال زيارته الرسمية الى الكويت في تاريخ 11 أيار 2025.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، نقل الى الرئيس عون تحيات أمير الكويت وولي العهد ورئيس الوزراء معربا عن سعادته لوجوده في بيروت في زيارة رسمية تسنّى له خلالها لقاء عدد من الكويتيين الذين يمضون فصل الصيف في لبنان. وأكد الوزير الكويتي على دعم بلاده للبنان في كافة المجالات لا سيما التعاون الأمني انطلاقا من حرص الكويت على استقرار لبنان وسلامته، داعيا الى تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية - الكويتية للبحث في مجالات مساعدة لبنان، لافتا الى انه سيبحث مع نظيره وزير الداخلية اللبناني في تفاصيل هذا التعاون.
وبعد انتهاء اللقاء، تحدث الوزير الصباح للصحافيين فقال: «جئت اليوم (أمس) لأنقل تحيات صاحب السمو وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الى الرئيس عون وجميع القيادة في الجمهورية اللبنانية. وزيارتي هي لتقديم الدعم من دولة الكويت لأشقائنا في الجمهورية اللبنانية. واستمعت الى توجيهات ونصائح الرئيس عون وتكلمنا في الجانب الأمني، وهو هاجس جميع الدول، لا سيما وان أمن واستقرار كل بلد يشكّل عامل الاستقرار لشعبه».
أضاف: «ان الشعب الكويتي عانى نفس ما عاناه ولا يزال يعانيه الشعب اللبناني من عدم الاستقرار لفترة من الزمن. وبفضل الله سبحانه تعالى، فإن الأمور الأمنية والاستقرار يتطوران يوما بعد يوم في الجمهورية اللبنانية. وهذا ما يتمناه الشعب الكويتي ودولة الكويت: الاستقرار والأمن والأمان في لبنان».
وردّا على سؤال عن التعاون بين البلدين، قال: «هناك لجنة مشتركة لم تتفعّل منذ 13 سنة لبحث الأمور التي تهم البلدين، وسأبحث الأمر مع رئيس مجلس الوزراء لجهة تفعيل هذه اللجنة، بحيث تعقد اجتماعات لنرى حاجات كل من الكويت ولبنان. ان الكويت بحاجة الى لبنان، ولبنان بحاجة للكويت. فلبنان والكويت بلدان أقرب ما يكون لبعضهما البعض. والكويت لن تنسى موقف لبنان في دعمه لها، والإعتراف بدولة الكويت أيام الغزو العراقي. فلبنان كان أول دولة في العالم عارضت الاحتلال. وكل ما يعيشه لبنان عاشته الكويت، من هذا المنطلق من الواجب أن تكون الكويت الأقرب الى شعب لبنان. والشعب الكويتي مقيم في لبنان من كثرة محبته لطبيعة لبنان، والشعب اللبناني، شعب كريم ومبدع. وأنا سأتكلم مع أخي وزير الداخلية بأمانة. أنا لي سنة ونصف في وزارة الداخلية، وأقل جالية لديها مشاكل في الكويت هي الجالية اللبنانية»،
وعما إذا كان لا يزال لحزب الله من دور في الكويت، بعدما كانت محكمة التمييز الكويتية وضعت الحزب على لوائح الإرهاب، قال: «ان كل الأمور التي ستؤدي الى عدم إستقرار أي بلد سنواجهها. وأنتم تلاحظون التطور الأمني الحاصل في الكويت. والكويت كانت محتاجة في الوقت الذي نمرّ به، مثلما لبنان محتاج لفخامة الرئيس، الى رجل أمن لأنه يفهم الأمور الأمنية، وما تمرّ به البلاد من مشاكل ذات طابع أمني. حزب الله خط أحمر، وأنا شخصيا لن أسمح بأي تجاوز لأي إنسان زو لأي حزب موجود في الكويت، ونحن ليس لدينا رسميا أي أحزاب».
عين التينة
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة النائب الصباح والوفد المرافق بحضور القائم بأعمال سفارة الكويت في بيروت المستشار ياسين الماجد حيث تناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والكويت وبعد اللقاء تحدث الشيخ الصباح: لبنان سوف يبقى لبنان والزيارة هي لتأكيد دعم الكويت والشعب الكويتي التام للبنان وعلى رأسهم صاحب السمو أمير الكويت، كما كان لبنان الداعم الأول للكويت وللشعب الكويتي وان شاء الله كافة مشاكل لبنان سوف تُحل.
وحول أسباب زيارته للرئيس بري، قال: أنا هنا للسلام على الرئيس بري وهو أقدم رئيس برلمان ومن المفروض على كل برلماني أن يأتي للاستماع الى نصائحه.
ولفت الى «ان زيارتي الى لبنان هي لنقل رسائل حب ومودّة من الشعب الكويتي وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد للبنان والشعب اللبناني».
وفيما إذا كان هناك من مخاوف تهدّد لبنان من حدوده الشرقية مع سوريا، قال: لبنان سيبقى لبنان وسوريا ستبقى سوريا.
السراي
وعقدت ظهر أمس في السراي محادثات لبنانية - كويتية ترأس الجانب اللبناني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، والجانب الكويتي الصباح وتناولت المحادثات العلاقات بين لبنان والكويت وأهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين مع الحرص الكويتي على استكمال المساعدات للبنان، إضافة الى التطورات المحلية والإقليمية والدولية.
وحضر عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه جو الصدي، وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه وسفير سفير لبنان لدى دولة الكويت السفير أحمد عرفة.
كما حضر عن الجانب الكويتي القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان محمد الماجد، مستشار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية عادل المناور، وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء حامد مناحي المطيري والوفد المرافق.
ثم جال الرئيس سلام والمسؤول الكويتي في أرجاء السرايا بعد إعادة ترميمها بمساهمة كبيرة من الهبة المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وفي المناسبة أقام الرئيس سلام مأدبة غداء على شرف الصباح والوفد المرافق.
الداخلية
كما استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه بالوزارة، الصباح، حيث عقد الجانبان لقاء موسّعاً لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وبعد اللقاء قال وزير الداخلية الكويتي: «لبنان والكويت أشقاء منذ زمن طويل وأهم نقطة كنت أريد أن أبحثها هي تجارة المخدرات»، مشيرا الى ان «الكويت كانت تدعم ولا تزال الدول الشقيقة وهناك مبالغ مرصودة من صندوق الكويتي للتنمية وقد تحدّثت الى رئيس الحكومة ووعدني أنه سيُجهز الجدول الزمني والاحتياجات بناءً على المبالغ الموجودة».
وتوجه إلى اللبنانيين، بالقول: «هناك خبر إيجابي ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني».
من جهته، قال الحجار: «البحث تناول التعاون الأمني بشكل عام وبدأت الترجمة مباشرة بعد اللقاء إذ انتقل فريق عمل متخصص من الجانب الكويتي لعقد لقاءات مباشرة مع زملائهم من الجانب اللبناني».
أضاف: «بحثنا التعاون الأمني بين الكويت ولبنان وانتقل فريق عمل متخصص من الكويت للقاء فريق لبناني متخصص لبحث التعاون الأمني وكان هناك تعاون في مجال المخدرات».