مجلس تنفيذي إئتلافي للرابطة المارونية برئاسة مارون حلو
klyoum.com
منذ الأول من آب 1952، بات للموارنة رابطة، برز حضورها في مراحل عدة من تاريخ لبنان، وخفت بريقها في مراحل أخرى. لكن النظرة إليها كانت دائماً، كإحدى أذرع الكنيسة المارونية التي يفترض بها أن تلعب أدواراً سياسية واجتماعية، لا سيما أن آباءها المؤسسين أرادوها فريق ضغط يدعم لبنان الحر المستقل التعددي والديمقراطي، حيث يتمتّع جميع المواطنين بالحقوق والواجبات بطريقة متساوية لازمة لاستمرار العيش المشترك وتعزيز السلم الأهلي في الوطن.
ومع انتهاء مهلة سحب الترشيحات، بات للرابطة المارونية مجلسها التنفيذي الجديد الفائز بالتزكية برئاسة المهندس مارون حلو، نتيجة ائتلاف جرى العمل عليه بين فاعليات مارونية، وحظي ببركة بكركي. ووفق المعلومات، سيزور المجلس الجديد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في الرابع والعشرين من الجاري، لالتماس بركته. علماً أن المجلس التنفيذي للرابطة ينتخب عادة من قبل الجمعية العمومية، لثلاث سنوات، ويضم خمسة عشر عضواً، بالإضافة إلى الرئيس ونائب الرئيس.
كيف اكتملت التزكية؟
قبل أشهر، أبدت أكثر من شخصية رغبتها بالترشّح لرئاسة الرابطة، من بينها نائب رئيس الرابطة في حينه وزير الصناعة حالياً جو عيسى الخوري، والعميد المتقاعد منير عقيقي، ورئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان، والمهندس مارون حلو.
وبعد توزير عيسى الخوري، أبدى المهندس نسيب نصر، الذي كان مع عيسى الخوري ضمن فريق عمل واحد، رغبة بالترشّح. ومع بروز عدة مرشحين، ونواة 5 لوائح، بدأت الاتصالات واللقاءات للوصول إلى ائتلاف واسع. وهو ما نجحنا به بعد متابعة على مدى شهرين من الاتصالات واللقاءات، لتضم الهيئة التنفيذية عناصر لديها الخبرة والحضور والمعرفة، وأخرى جديدة ولديها الرغبة بالعطاء والنشاط من ضمن المجلس التنفيذي، حسبما أعلن حلو لـنداء الوطن.
وبينما سيوضع برنامج عمل ولاية السنوات بالتشاور مع المجلس التنفيذي، فإن حلو يحدد الأولويات بالآتي:
1- استكمال العمل الاجتماعي للرابطة والعرس الجماعي الذي ينظّم في بكركي.2- الانفتاح على الرابطات المسيحية الأخرى والعمل معها.3- بحث الهواجس والقضايا الوطنية مع المكونات الأخرى للمجتمع اللبناني، من مسلمين ودروز، لأن البلد يمر بمرحلة تحتاج للكثير من الترتيبات على المستوى السياسي والإداري المرتبط بالدولة لتأمين الاستقرار المستدام.4- بحث التحديات التي يواجهها الشعب، وتأمين فرص العمل في القطاعين العام والخاص وانخراط اللبنانيين في إعادة بناء الدولة، للحد من الهجرة.5- تفعيل التواصل مع الاغتراب اللبناني والمؤسسات المارونية العاملة في فلك البطريركية المارونية، لتأمين التواصل المستمر والتعاون بما يسهم في رفع شأن الحضور المسيحي الذي هو جزء من الحضور الوطني.6- تحديد وتنظيم داخلي للرابطة وتعديل النظام الداخلي والانتسابات لتنقية الجدول وإدخال عناصر جديدة.
وما يتظهّر من العناوين - الأولويات التي يحددها حلو، يظهر أن الرابطة ستكون أمام ورشة عمل داخلية ووطنية.
تطلّعات وتعاون
بحسب التركيبة التوافقية، سيشغل المهندس نسيب نصر مركز نائب رئيس المجلس التنفيذي للرابطة، وهو الآتي من مجال إدارة المستشفيات، وعضوية الرابطة على مدى 30 عاماً. ويقول لـنداء الوطن: لقد التقيت والمهندس حلو على قواسم مشتركة، وبتنا اليوم أمام فريق متجانس بأهداف متشابهة. ونريد أن تعود الرابطة إلى دورها الأساسي إلى جانب الكنيسة المارونية، وأن تستعيد حضورها في الشق السياسي وعلى صعيد الحوار الوطني، وأن لا يقتصر ما تقوم به على مجرّد مساعدات اجتماعية.
يقر نصر بأن الوضع اللبناني غير سهل ولكن علينا أن ننوجد إلى جانب كنيستنا، ونشقل كتافنا ونعمل.
أما المحامي بول كنعان الذي كان من أوائل الذين عملوا على تشكيل لائحة لانتخابات الرابطة، مع مجموعة من أصحاب الكفاءة والحضور الماروني، قبل أن يلتقي مع حلو والآخرين على العمل على التوافق في الرابطة لإعادة استنهاض حضورها على الصعيد الوطني والسياسي الى جانب بكركي بما تمثله مسيحياً ووطنياً، كما يقول لـنداء الوطن، ويشير الى أن المهندس حلو لعب دوراً جامعاً وتمكّن من ضم مختلف المكونات ضمن المجلس التنفيذي بخطوة نأمل في أن تعطي ثمارها، في ضوء ما لمسناه على مدى شهرين من العمل المشترك والتواصل. وقد أبدى العميد منير عقيقي تجاوباً بدوره مع المساعي للوصول إلى اللائحة الجامعة. واليوم، سنعمل يداً بيد، منطلقين مما نؤمن به دائماً بأن قوة لبنان من قوة الموارنة فيه، وأن أمامنا الكثير من العمل المطلوب إلى جانب الموارنة أينما حلّوا، لتثبيتهم في أرضهم واستعادة إيمانهم بدولتهم.
إذاً، ستدخل الرابطة المارونية في ورشة داخلية ووطنية في السنوات المقبلة. عسى أن تنجح في تحقيق تطلعاتها وتطلعات المسيحيين خصوصاً، واللبنانيين عموماً، في بلد يعيش على خط الزلازل، ويحتاج إلى تحصين ذاته من العواصف المحيطة.