اخبار لبنان

سي ان ان عربي

سياسة

الذكرى الـ11 لرحيل الفنانة اللبنانية صباح..قصص من وراء الكواليس عن فساتينها الأسطورية

الذكرى الـ11 لرحيل الفنانة اللبنانية صباح..قصص من وراء الكواليس عن فساتينها الأسطورية

klyoum.com

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  تمر الذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنانة اللبنانية صباح، التي لم يقتصر حضورها على الشاشة والمسرح، بل امتدّ إلى عالم الأزياء، لتتحوّل إلى أيقونة خالدة للأناقة. 

وقد شكّلت اختياراتها الجريئة وذوقها الرفيع مصدر إلهام للمصممين والنجمات على حدّ سواء، ونسجت مع كبار المصمّمين علاقات متينة أجمعوا خلالها على فرادة ذوقها واهتمامها الاستثنائي بتفاصيل الموضة.

ارتبط اسم الفنانة اللبنانية صباح بمصمم الأزياء اللبناني وليم خوري، الذي صمّم لها أكثر من 400 فستان، وتُوفي بعد عامين من رحيلها.

تكشف مادونا خوري، ابنة شقيق وليم خوري، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية تفاصيل العلاقة المميّزة التي ربطت عمّها بالشحرورة، والتي امتدت لأكثر من أربعة عقود. وأوضحت أنّ وليم خوري كان يمتلك "مانيكان" خاصاً بحسب قياسات جسم صباح، لتصميم الفساتين بدقّة، ثم إرسالها إليها في الولايات المتحدة خلال سنوات الحرب اللبنانية.

بدأت العلاقة بين صباح ووليم في أوائل السبعينيات، وسرعان ما تحوّلت إلى شراكة فنية وثيقة، حيث صمّم لها أزياء حفلاتها ومسرحياتها، منذ أول عمل مسرحي لها بعنوان "ستّ الكل" على خشبة كازينو لبنان، في وقت لم تكن العروض العربية حاضرة في صالة السفراء. 

يومها أطلت بجامبسوت مزخرف بالسلاسل، وبتصاميم استثنائية من بينها فستان مزوّد بإضاءة خاصة تطلّب توصيلات كهربائية مبتكرة، خلال أدائها أغنية "نورتونا يا حبايب" على مسرح ستاركو في بيروت.

كما ارتدت صباح تصاميم وليم في عدد كبير من أعمالها السينمائية، بينها فيلم "بكى فيها القمر". وكانت القطع التي ينجزها وفقًا لما ذكرته ابنة شقيقه تجمع بين الأزياء الراقية والملابس الجاهزة، من دون أن يقبل يوماً بتنفيذ تصميم يشبه ما قدّمه سابقاً لها، مهما بلغ المقابل المادي، إذ كان يعتبر أن كل فستان ترتديه صباح فرصة جديدة لإبراز بصمته الفنية.

وأوضحت خوري أنّ عمها احتفظ بعدد كبير من فساتين صباح الضخمة التي ارتدتها في الحفلات والمهرجانات، إذ كان يطمح إلى إنشاء متحف يضمّ كامل أرشيف إطلالاتها، لكنه رحل قبل أن يتمكّن من تحقيق هذا الحلم.

يستذكر مصمم الأزياء اللبناني فؤاد سركيس عمله مع الشحرورة صباح في بداياته، حيث صمّم لها فستاناً في مسرحية "وادي شمسين"، ثم تصميماً آخر بنقشة النمر، تلاه عدد من الفساتين التي شكّلت نقطة انطلاق مميّزة في مسيرته كمصمم شاب آنذاك.

من جهته، وصف المصمم المصري هاني البحيري صباح بأنها كانت من أكثر الشخصيات تأثيراً في بداياته، إذ أثنت على عمله خلال لقائهما الأول في مصر عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وهو ما اعتبره بمثابة "إعلان بالملايين" منحه دفعة معنوية كبيرة غيّرت مسار حياته المهنية.

ويتذكّر البحيري في حديثه مع موقع CNN بالعربية كيف استقبلته صباح بمنزلها في القاهرة، مرتدية تايوراً أسود مرصّعاً بالترتر، فيما كان يحمل بين يديه رسومات أولية لتصاميم مقترحة، لكنها باغتته بقولها: "لا أريد تصميماً من مجلة… أنا أمامك، صمّم لي ما يشبهني"، لافتًا إلى أن الفنانة اللبنانية أرادت فستاناً يعكس شخصيتها، لا نسخة مكرّرة عن أي صيحة.

كانت صباح تتمتع بجسد رشيق وحضور استثنائي، وهو ما سمح له بابتكار فستان أبيض لافت لافتتاح أحد الفنادق في مصر، مزج فيه ألوان الأصفر، والفوشيا، والأخضر مع تفاصيل من الورود. ووصف تلك التجربة بأنها كانت تُشبه رسم لوحة فنية لا فستاناً، لما حمله التصميم من طاقة فرح وألوان تنبض بالحياة.

توالت بعدها التصاميم التي أنجزها لها، من بينها فساتين باللونين الأحمر والفضي لمناسبات عدّة. 

وذكر البحيري أن الفنانة اللبنانية لم تكن تقبل الظهور بتصميم عادي أو مألوف، بل كانت تبحث دائماً عن فستان يحمل فكرة أو يحكي قصة، وتعرف تماماً ما ترتديه ومتى ترتديه بما يتناسب مع الحدث وشخصيتها.

قبل رحيلها بعام واحد، وخلال حفل تكريم خاص بعيد ميلادها في مصر، طلبت منه تصميماً باللون الزهري من الشيفون المرصّع بالكريستال والستراس، ليُكمل الإطلالة بإكسسوارات للشعر وقفازات متناسقة مع لون الفستان.

يستذكر المصمم اللبناني غسّان أنطونيوس الفنانة اللبنانية كشخصية نابضة بالحياة وعاشقة للفرح، مشيراً إلى أن الألوان الداكنة لم تكن تعبّر عن روحها، إذ كانت تحوّل أي فستان قاتم إلى لوحة مشرقة تعكس شخصيتها المضيئة.

وأكدّ أن النقاش معها حول التعديلات كان يتم دائماً بسلاسة، إذ كانت دقيقة في ملاحظاتها، وواضحة في طلباتها، وتمتلك فهماً عميقاً للتفاصيل، لدرجة أن ما كانت تطلبه غالباً ما يكون قابلاً للتنفيذ من دون أي تعقيد.

أما عن أكثر الفساتين تميّزاً في مسيرته معها، أوضح أنطونيوس أن الفنانة اللبنانية لم تكن تبحث عن "فستان أسطوري" بالمعنى التقليدي، بل كانت تفضّل إدخال تعديلات خاصة على التصاميم الجاهزة ضمن مجموعاته. 

مع ذلك، يبقى فستان الزفاف الذي ارتدته حين ادّعت زواجها من مصفف شعرها جوزيف غريب وفقًا لما ذكره أنطونيوس من أكثر الإطلالات التي أثارت ضجة واسعة آنذاك، حيث تحوّل إلى حديث الإعلام والجمهور، إذ قال إنها عندما رأت الفستان أحبّته إلى درجة أنها ابتكرت قصة الزواج فقط لتتمكّن من ارتدائه والظهور به أمام الناس.

فستان الوداع

كشف مصمّم الأزياء اللبناني بسّام نعمة أنه صمّم فستان وداع صباح من دون طلب مسبق، مؤكداً أن الهدف لم يكن الظهور الإعلامي أو تحقيق الشهرة، بل تقديم قطعة تحمل طابعاً روحياً يليق بها.

جاء الفستان مختلفاً عن فساتينها المسرحية اللامعة، بقماش ناعم وتطريز خفيف، مشبّهاً إياه بفستان ملاك، كما كانت في حياتها.

ويستعيد نعمة تفاصيل علاقته بالشحرورة، ومنها حفلتها في العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث ارتدت فستاناً أخضر من الترتر اللامع، مشيراً إلى أنه لم يكن بحاجة إلى إجراء أي تعديل على قصّات الصدر أو الخصر، مؤكداً أن صباح في السبعينيات من عمرها كانت تحتفظ بجسم متناسق ورشيق، حتى أن قياساتها بقيت ثابتة لسنوات طويلة.

وأكد أنها كانت صاحبة ذوق واضح وحاسم، قائلاً: "لم تكن تحب التعديل، إما أن تحب التصميم أو ترفضه"، 

وأشار نعمة إلى أنه صمّم لها مرة فستاناً من الترتر وقماش "السترتش" المطاطي حين كانت تعاني من كسر في يدها، فارتدته رغم وجود الجبيرة، وكانت في غاية السعادة لأنها ظهرت بكامل أناقتها رغم إصابتها.

ولا يمكن الحديث عن إطلالات صباح الخالدة من دون التوقّف عند مصففي شعرها، حيث رافقها عدد من أبرز مصففي الشعر اللبنانيين على امتداد مسيرتها، في مقدّمهم جوزيف غريب، الذي جمعته بها صداقة وثيقة استمرّت حتى أيامها الأخيرة، إلى جانب سمير أسمر الذي رافقها في عدد كبير من محطّاتها الفنية.

وقال أسمر إن صباح كانت تعرف تماماً ما تريده، وتمتلك ذوقاً جمالياً استثنائياً، مشيراً إلى أن شعرها كان كثيفاً بطبيعته، وكانت تفضّل التسريحات المنفوشة بطريقة طبيعية، بما ينسجم مع متطلبات المسرح والإضاءة.

وكشف أسمر أنه كان يسافر خصيصاً إلى باريس من أجل تأمين الإكسسوارات التي كانت تناسب إطلالاتها، مؤكداً أنها كانت دقيقة في اختيار نوعية المنتجات التي تستخدم لشعرها، ومهتمة بأدق التفاصيل المتعلّقة بمظهرها، ومتابِعة لعالم الموضة بشكل مستمر، إذ لم تكن يوماً مجرد متلقية للصيحات، بل كانت صانعة لها.

*المصدر: سي ان ان عربي | arabic.cnn.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com