اخبار لبنان

أي أم ليبانون

سياسة

إسرائيل تكثف عملياتها العسكرية… لتحقيق شروط أميركا السياسية

إسرائيل تكثف عملياتها العسكرية… لتحقيق شروط أميركا السياسية

klyoum.com

جاء في "المدن":

تريد إسرائيل استباحة الأجواء كلها. هذه صورتها للشرق الأوسط الجديد الذي تسعى إلى تكريسه. أجواء مفتوحة أمام طياراتها لتوسيع نطاق الاستهداف، ضرب البنى التحتية، وتنفيذ عمليات الاغتيال. أن يخرج وزير الأمن الإسرائيلي ليعلن أن تل أبيب جاهزة لضرب إيران بشكل أعنف من لبنان في حال واصلت مشروعها النووي، فذلك يعني فرض قواعد عسكرية جديدة على مستوى المنطقة، لتتعامل إسرائيل مع إيران كما تتعامل حالياً مع لبنان، وكما تعاملت من قبل مع سوريا، وكما هو الحال بالنسبة إلى الوضع في الضفة الغربية وغزة.

ما إن أعلن وزير الأمن الإسرائيلي موقفه، حتى عاجله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالردّ أن إيران ليست كلبنان ولا يمكن توجيه أي ضربة فيها من دون أن تلقى رداً. موقف واضح يوحي بالتقاط الإيرانيين السريع لما يسعى الإسرائيليون إلى تكريسه وهو الاحتفاظ لأنفسهم بنقطة التفوق العسكرية والتكنولوجية وارتكازاً عليها لتكريس فوقية سياسية أو ما يشبه فرض الوصاية على دول المنطقة. لا يمكن للمشروع الإسرائيلي أن يتوقف عند حدود وقف الضربات العسكرية المتبادلة مع إيران، بل كل ما سُجل من اختراقات سابقة في الداخلي الإيراني ستعمل تل أبيب على توسيعه أكثر إلى جانب مواصلة الضغوط لإحداث تغيّر سياسي في الوجهة والموقف كما فعلت من قبل في سوريا من خلال تكثيف عملياتها العسكرية وضرباتها وتغيير الموازين لفرض شروط سياسية على دمشق، وهو ما أرفق في سياق التسريبات الإسرائيلية عن وجود مفاوضات بعضها مباشر وبعضها غير مباشر مع سوريا للوصول إلى اتفاق.

لا يختلف المسار في لبنان عن ما سلف ذكره. فالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وخصوصاً لمنطقة شمال نهر الليطاني، هدفها مواصلة الضغوط إلى الحدود القصوى على الدولة اللبنانية للمضي في مسار "سحب سلاح" حزب الله، وإلزام الحكومة في عقد جلسة وزارية مخصصة للبحث في هذا الملف واتخاذ قرار رسمي وعلني بذلك، مع الإبلاغ بوضع جدول زمني لسحب هذا السلاح. اختارت إسرائيل يوم الجمعة التصعيد الكبير في محيط مدينة النبطية كرسالة حازمة بضرورة التعاطي الجدي مع المقترح الأميركي الذي قدمه المبعوث توم باراك. هذا المقترح الذي ينص على مسار متكامل لإنهاء حالة الصراع مع إسرائيل من خلال سحب السلاح والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وترسيم الحدود وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، والاهم هو إيجاد حل نهائي لمسألة مزارع شبعا وعدم تركها ملفاً معلقاً، بالإضافة إلى ترسيم الحدود مع سوريا، ومن ضمنها إيجاد حلّ لمعضلة مزارع شبعا وحسم هويتها. وبحسب المعلومات فإنه بخصوص مزارع شبعا ستقدم الدولة اللبنانية اقتراحاً يتعلق بنشر قوات دولية فيها ريثما يتم حسم هويتها.

يفترض أن يعود باراك إلى بيروت في الأسبوع الأول من شهر تموز، للحصول على جواب رسمي لبناني حول هذا المسار والذي بحال لم يتم تقديم أي رؤية واضحة بشأنه فإن الاميركيين سيفتحون المجال أمام المزيد من التصعيد الإسرائيلي. ويعمل المسؤولون اللبنانيون على دراسة ورقة باراك، ليصار إلى تقديم جواب موحد بشأنها خلال زيارته المرتقبة.

*المصدر: أي أم ليبانون | imlebanon.org
اخبار لبنان على مدار الساعة