رحل زياد الرحباني وبقيت الكلمة… لبنان يودّع صوت الحقيقة وبصمة الإبداع
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
أبو كنور خرج من منزله ولم يعد!لا تزال أصداء الحزن تتردّد في الأوساط اللبنانية والعربية بعد رحيل الفنان المبدع زياد الرحباني، في مشهد يعبّر عن حجم الخسارة التي ألمّت بلبنان والعالم العربي. فقد غاب عن الساحة أحد أعمدتها الفنية والفكرية، وسط حزن عميق يخيّم على محبّيه، وصدمة واسعة لرحيل هذه القامة التاريخية التي شكّلت على مدى عقود وجهًا استثنائيًا للمسرح والموسيقى والكلمة الحرة.
في هذا السياق، وبعد رحيل الفنان زياد الرحباني، صدر عن BMG – مستشفى فؤاد خوري – الحمرا بيان جاء فيه: “بتاريخ السبت 26 تموز 2025، وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا فارق زياد عاصي الرحباني الحياة”.
وجاء في البيان: “وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور، إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية”.
وأضاف البيان أإن إدارة المستشفى، باسم رئيس مجلس الإدارة د. كمال بخعازي، والمديرة العامة السيدة ريما بخعازي، والمدير الطبّي د. خليل الأشقر، تتقدّم بأحرّ التعازي من العائلة الصغيرة: ووالدته السيّدة فيروز وابنتها ريما وابنها هلي ومن العائلة الرحبانية الأوسع، ومن الشعب اللبناني بأسره، الذي خسر برحيله أحد أعظم رموزه الفنية والثقافية”.
وختم: “رحم الله زياد الرحباني، وأسكنه فسيح جنانه”.
في سياق متصل، كتب النائب راجي السعد عبر منصة “أكس”: “ويبقى زياد الرحباني معجزة فنية لبنانية موسيقية ومسرحية لن تتكرر”.
وأضاف: “ستبقى أجيالنا تستمتع بمؤلفاته الموسيقية وستبقى أعماله المسرحية الى عقود طويلة تعكس واقعنا اللبناني على حقيقته ومن دون تجميل. رحم الله زياد الرحباني وكل التعازي لوالدته الصامدة فيروز ولكل العائلة ولمحبيه الكثر”.
بدوره، كتب النائب نديم الجميل عبر صفحته على منصة “أكس”: “افتقد لبنان اليوم قامة حملت إرثًا فنيًا عريقًا، وكتبت تاريخ الموسيقى اللبنانية… وداعًا زياد الرحباني، وخالص العزاء للسيّدة فيروز وعائلة الرحباني”.
في حين كتب الأمين العام لحزب “الطاشناق” النائب هاغوب بقرادونيان على منصة “أكس”، ناعيا الموسيقار الكبير زياد الرحباني: “العمالقة لا يموتون، بل تبقى أرواحهم بيننا. ستبقى روحك المقاومة والوطنية حيّة في شوارع لبنان… إلى ما لا نهاية”.
أما النائب نبيل بدر فكتب عبر حسابه على منصة “اكس” ناعيًا الموسيقار زياد الرحباني: “رحل زياد، وسكتت الكلمة التي كانت تقول الحقيقة باللحن والضحكة”.
ونعى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الفنان زياد الرحباني وكتب عبر منصة "اكس":
"رحل زياد الرحباني العازف على أوتار وجعنا الوطني وراوي حكاياتنا بلغة صارت لهجةً على ألسنة الناس فانتقلت من المسرح إلى حياتنا اليومية.
كتب وغنّى للمظلومين، فكان المبدع الفني والضمير الانساني.
سلام لروحك يا ابن فيروز وعاصي، وستبقى ألحانك حية، ترفض الصمت كما كنت انت ترفض الركوع".
من جانبه، كتب النائب غسان حاصباني عبر حسابه على “أكس”: “ببالغ الأسى نودع المبدع الكبير زياد الرحباني، الذي شكّل علامة فارقة في الموسيقى والمسرح. رحيله خسارة كبيرة للبنان والعالم العربي. نتقدم بأحرّ التعازي إلى السيدة فيروز، التي فقدت ابنًا ورفيق درب لا يعوّض. رحمه الله والهم محبيه وعائلته الصبر والسلوان”.
كما نعى بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، معتبرًا أنّ لبنان فقد برحيله "ضميرًا فنّيًا وإنسانيًا نادرًا، وصوتًا صدح بالحقيقة، والوجع، والرجاء".
وجاء في بيان النعي: "برحيل زياد، لا نفقد فنانًا مبدعًا فحسب، بل نخسر ذاكرة حيّة، ومرآة صادقة عكست واقع هذا البلد. كان رجل موقف، وصوت احتجاج، وضمير الناس البسطاء".
وأشار البيان إلى أن زياد ألّف خلال مسيرته عددًا من التراتيل والأعمال الروحية التي لا تزال تتردّد في الكنائس وتُرتّل من قِبل المؤمنين حتى اليوم، مضيفًا: "لم تكن الملحّنة في الكنيسة مجرّد أعمال دينية، بل صدىً عميقًا لإيمانٍ صلب، وفنّ نقيّ، يحمل الكلمة إلى القلب واللحن إلى الروح".
وتوجّه بالتعزية إلى السيّدة فيروز، وعائلة الراحل، وكل محبّيه، مؤكدًا أن " فنّ زياد لم يكن مجرّد موسيقى، بل فعل إيمان، وجسرًا بين الألم والرجاء، وليكن ذكره مؤبدًا".
ونعت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القوّاس، وأعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، وأعضاء الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية، والهيئتان الإدارية والتعليمية، وأسرة الكونسرفتوار الوطني، "القامة الفنية الموسيقية الكبيرة زياد الرحباني".
وتقدّم المعهد الوطني، في بيان، "ببالغ الحزن، من السيدة فيروز وعائلة الراحل الكبير ومن جميع اللبنانيين بأحرّ التعازي والمواساة، لأن العزاء بزياد واحد عند كل محبيه وعارفيه وجمهوره الذي تخطى حدود الوطن والجغرافيا الفنية. وهو من أرسى بمسيرته الثريّة نهجًا فنّيًا مختلفًا واستثنائيًا، وكرّس هويّةً فنيةً وبصمةً لا تشبه سواها. فلمعت عبقريته في الموسيقى والمسرح والتأليف والتلحين والكتابة والإذاعة والظُّرف اللمّاح، الذي أصبح مرجعًا في الكوميديا السوداء متناولًا مواجع الوطن منذ بدايات الحرب اللبنانية وحتى اليوم، والتي أظهرت حدسه العميق ورؤيته الوطنية وبعد نظره في أحداث مصيرية غيّرت وجه لبنان الحديث. وعلى الرغم من غيابه القسري في السنوات الأخيرة بسبب مرضه، كان الحاضر الدائم في أعماله وموسيقاه وفي الأعمال التي غنّتها والدته وسفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز".
اضاف البيان: "ليست خسارة زياد الرحباني أمرًا عابرًا، بل هي خسارة وطنية لا تعوّض، لأنّ فرادته الفنية وتجديده في الموسيقى وتحديثه في الأنماط موسيقيًّا وكلامًا، وشخصيته الكاريزماتية المؤثّرة، وفكره التقدّمي، والقضايا الإنسانية التي تبنّاها وناضل لأجلها من دون أن تغيّره السنوات ولا المغريات ولا المناصب، جعلت منه نموذجًا إنسانيًّا فنيًّا لا يتكرّر، وصوتًا للمقهورين والمهمّشين، ونشيدًا دائمًا للثورة والأرض والحرية".
وختم البيان: "زياد الرحباني، صوتنا، صوت الوطن، صوت الحرية والشعلة الدائمة الاتّقاد، عزاؤنا أنّ ذكره سيبقى مخلّدًا، فأمثاله من المبدعين العظماء نادرًا ما يجود بهم الزمن… وداعًا".