حين يعلو صوتُ الإملاءات: بين من بدّل موقعه، ومن بقي على ثوابته… والسلاح لا يُناقش إلا بعد انتصار
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
براك: إذا شعرت إسرائيل بالتهديد فسترد في أي وقت وأي مكان!#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
من العجيب حقاً أن يخرج علينا اليوم ليقول بأنّه كان مع المقاومة عام 2000 و عام 2006، وأنّه شارك في زمنٍ سطّرت فيه المقاومةُ أحد أبرز الانتصارات في تاريخ الصراع مع إسرائيل… ثم يعود هو نفسه ليدعو إلى نزع السلاح، بحجّة أنّ هذا السلاح جرّ الويلات على البلاد!
وكأنّ التاريخ يُكتَب على مزاج اللحظة، وكأنّ دماء الشهداء كانت زينةً ظرفيّة، لا مساراً نضالياً طويلاً دفع ثمنه الوطن برمّته.
أيُّ منطق هذا؟
إذا كان السلاح كما يدّعون هو ما جلب الأزمات، فهل المطلوب إذن أن نلقي أوراق قوّتنا أرضاً، ونقدّم لإسرائيل ما عجزت عن أخذه بالحرب والدمار؟
أليس الأجدر بمن يزعم انه تبنى يوماً المقاومة أن يدعمها اليوم لتصنع انتصاراً آخر، يفتح الباب أمام نقاشٍ وطنيٍّ جدّي حول الاستراتيجية الدفاعية؟
أليس هذا تحديداً ما يكرّره الرئيس نبيه بري بلا مواربة:
أعطونا وحدة وطنية… نعطِكم انتصاراً على إسرائيل؟
لكنّ المفارقة الأكبر تظهر حين يتحوّل بعض الداخل إلى مجرّد صدى لتصريحات الخارج، يحدّثك بأسلوب:
قال الأميركي… قال الإسرائيلي… هدّد هذا… لوّح ذاك…
فالأميركي يشترط: إمّا نزع السلاح وإمّا المزيد من العقوبات.
والإسرائيلي يهدّد: إمّا نزع السلاح أو نعود إلى العدوان.
وهؤلاء يردّدون كل ذلك كأنه حقائق منزلة، وفي نفس الوقت يؤكد هذا الفريق انه ضد إسرائيل، إذا كيف ستكون اسرائيل عدواً ونحن نتبنى خطابها، اليس من الجدير ان نفهم أننا ننادي بتحقيق مصالح عدوٍّ لا يريد للبنان أي شكل من أشكال القدرة على الدفاع عن نفسه.
حسناً… إذا كان الحديث بصيغة قال فلان وصرّح علّان هو المعيار، فلتُسمَع أيضاً كلمة المقاومة فالمقاومة ايضاً قالت كلمتها على لسان دولة الرئيس نبيه بري:
إنّ السلاح لن يناقش قبل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلّة، وقبل تحرير الأسرى، وقبل الحصول على ضماناتٍ واضحةٍ تكفل أمن لبنان وسيادته، ووجود خطة واضحة لإعادة الإعمار.
هذه ليست مزاجيّة، بل شروط بديهية لأي دولة تسعى لحماية أرضها وشعبها وفرض معادلات.
فلماذا يُسمع صوتُ الخارج أعلى من صوت الداخل؟
ولماذا يُعامَل تهديد العدو على أنّه نصيحة، بينما يُعامَل موقف المقاومة على أنّه عبء؟
ولماذا يُطلب من لبنان أن يسلّم نقاط قوّته قبل أن يحصل على الحدّ الأدنى من حقوقه؟
إنّ الحديث عن السلاح خارج إطار الوحدة الوطنية يشبه مناقشة سقف البيت قبل وضع أساساته.
والمطالبة بنزع السلاح قبل التحرير والضمانات ليست حواراً… بل استجابةٌ مسبقةٌ لإملاءاتٍ لا تخدم إلّا العدو.
من أراد فعلاً نقاشاً مسؤولاً، فليتوقّف عن ترداد ما يقوله الأميركي والإسرائيلي، وليبدأ بسماع ما يقوله اللبناني المقاوم الذي يعرف قيمة الأرض ويدرك طبيعة العدو.
أما تسويق الضغوط الخارجية على أنّها خطة إنقاذ، فهذه لا تُقنع إلّا من قرّر طوعاً أن يتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا ومعنى السيادة.