الطيران الإماراتي يفتتح صفحة جديدة في العلاقات الخليجية – اللبنانية.. نافذة أمل وبداية انفتاح!
klyoum.com
في مشهد يختصر الحنين والتفاؤل، يُفتح شباك جديد للأمل بين لبنان ودول الخليج، بعد سنوات من الجفاء القسري فرضتها ظروف أمنية وسياسية معقّدة. مشهد الطائرات الإماراتية وهي تحط في مطار بيروت حاملة المواطنين الإماراتيين، لم يكن مجرّد رحلة جوية، بل كان رسالة دفء وانفراج، تحمل في طياتها بشائر عودة الروابط الأخوية والانفتاح العربي مجددًا على لبنان. في ظل تحركات رسمية تهدف إلى استعادة الثقة، يبدو أنّ هذا الحدث يشكل منعطفًا مهمًا في مسار عودة السياحة الخليجية، وترسيخ الأمن، وتهيئة الأرضية اللازمة لنهوض وطني طال انتظاره.
وفي نافذة أمل باتجاه لبنان، حطت ثلاث طائرات إماراتية أمس في مطار بيروت، على متنها عدد من الإعلاميين والمواطنين الإماراتيين، وكان في استقبالهم ممثل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزير الإعلام بول مرقص.
وتأتي هذه الخطوة، حيث ازدانت صالة الوصول في المطار بالورود لاستقبال أول طائرة وركابها، بعد سنوات من حظر سفر الرعايا الإماراتيين إلى لبنان لاعتبارات أمنية، وسط معلومات عن توجُّه المملكة العربية السعودية لرفع حظر سفر مواطنيها إلى لبنان خلال عيد الأضحى المبارك، وينصب الاهتمام الحكومي في هذه المرحلة على متابعة الاجراءات التي تضمن سلامة وأمان عودة الخليجيين إلى لبنان.
وقالت مصادر حكومية لـ "اللواء": أنه سيتم انشاء غرفة عمليات سياحية بالتنسيق بين وزارات السياحة والداخلية والدفاع والأشغال العامة وأيضاً سيتم التنسيق مع وزارة الاقتصاد لمتابعة موضوع الأسعار وعدم استغلال السياح والمصطافين الخليجيين، ومتابعة كل أمور السّياح والمصطافين وتلقِّي أي شكاوى منهم.
وقال مرقص: "أن خطوة اليوم تساهم في إعادة بناء الثقة بين لبنان والامارات، وهناك لجان وزارية ومتابعة في اجتماعات لتذليل أي عائق أمام قدوم الجاليات. والحكومة عازمة وناشطة على تذليل اي صعوبات أمام قدوم الإماراتيين ونحن بانتظار الخليجيين والدول الصديقة. فالوضع الأمني مريح لإستقبال السياح وخاصة الأخوة في الخليج".
وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ قرار السماح للرعايا الإماراتيين بالسفر إلى لبنان، اقترن بتأكيدات ديبلوماسية عربية بأنّ هذا الأمر يشكّل فاتحة لخطوات أخرى في المستقبل، وأما التعجيل بها فمرتبط بما ستنجزه الحكومة اللبنانية مما هو مطلوب منها من خطوات جدّية وملموسة من إجراءات إصلاحية وإجراءات لمكافحة الفساد، وإلى جانب ذلك تنقية الأجواء اللبنانية ممّا قد تُعتبر أسباباً لاستمرار المقاطعة. وأشقاء لبنان في دول الخليج تحديداً ينظرون بتقدير كبير إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، وهو ما تبدّت ترجمته خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية ثم إلى دولة الإمارات، ويعتبرون أنّ لبنان في عهده أمام فرصة جيدة جداً لإعادة نهوضه واستعادة موقعه ومكانته بين أشقائه.
وعلى ما نُقل عن مصدر ديبلوماسي عربي، فإنّه أكّد "أنّ لبنان عاد إلى أولوياتنا". وقال: "إنّ الدول العربية، والخليجية تحديداً، قرّرت العودة لاعتبار لبنان أولوية في أجندتها السياسية والاقتصادية"، ولفت إلى "انّ سعي الدول الشقيقة للبنان منصبّ على ضمان استقرار لبنان وازدهاره، وتجنّب دفعه نحو التفلّت او التطرّف الذي يؤثر على الاستقرار الإقليمي".
كما أكّد مصدر مقرب من أعضاء اللجنة الخماسية لـ"الأنباء الكويتية"، أنّ ما شهدته الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، أعطى دفعًا في طمأنة المغتربين اللبنانيين والأشقاء العرب وفي طليعتهم دول مجلس التعاون الخليجيّ، بأن الدولة اللبنانية بدأت باستعادة عافيتها.