كلمة الأمين العام لحزب الله في ذكرى استشهاد السيد نصر الله والسيد صفي الدين
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
أرسلان استقبل رئيس الأركان في خلدة#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
بسم الله الرحمن الرحيمكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولي لاستشهاد الامينين العامين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين 27-9-2025
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُحيي جميع الوفود والحاضرين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، كممثلين وكحاضرين على المستوى الرسمي والشعبي والعلمائي، من كل الأطياف، ومن كل الحركات، ومن كل الجهات.
كما أحيي هذا الحضور الطاهر الشريف الذي ينتشر اليوم بين مرقد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومرقد السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه) في دار قانون النهر، ومقام سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي في النبي شيت، رضوان الله تعالى عليه.
هذا الحشد الكبير مع كل الذين يحضرون هذه المراسم على مستوى العالم، كل التحايا لهم، وكل التبريك والتعزية بهذا المصاب الجلل.
سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رحل عنّا، ماذا نقول في ذكراه السنوية الأولى؟ سأتحدث عنه بثلاثة أمور:
أولاً: منطلقاته
سيدي، رحيلك مُفجع، لكن نورك ساطع. غادرت الدنيا مكانًا فأشرقت عليها من عليائك، وأصبحت أكثر حضورًا. كنت القائد فأصبحت الملهمة للقادة. انطلقت من الإسلام في تفاني المخلوق مع خالقه. قائدك النبي الأكرم والأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قائد هداية البشرية.
ولاؤك للأمة الأطهار، تُمسك بحبل النجاة، تمدّه إلى الأجيال.
ارتباطك بمدد الولاية، الإمام الخميني، قدس الله روحه الشريفة، قدوة الزمان وولي الأمر، ومع الإمام الخامنئي دام ظله، جعلتنا نعشق القيادة ونهجها ونواليها.
أفقك أن نسلّم الراية إلى صاحب العصر والزمان، أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
جَبَلت مسيرة حزب الله بفكرك وروحك ودمك، وهي منصورة إن شاء الله تعالى. "وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ".
الأمر الثاني: أنت حامل راية المقاومة
زرعت فلسطين في قلوبنا فأينع الزرع مقاومة صلبة أبيّة.
فتحت زمن الانتصارات: في سنة 1993، 1996، تحرير سنة 2000، مواجهة عدوان تموز سنة 2006، تحرير الجرود سنة 2017.
أنت صاحب الكلمة المشهورة: "ولّى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات". وبالفعل، نحن نعيش زمن الانتصارات العظيمة في أنفسنا وحياتنا وعلى أعدائنا. الانتصارات للمسيرة هي ثبات واستمرار، ولسالكيها نصر أو شهادة. أنت القائل: "إذا انتصرنا انتصرنا، وإذا استشهدنا انتصرنا"، النصر يحيط بنا من كل مكان، هكذا علّمتنا. سكنت القلوب فتعلّقت بك، فلم تغادرها ولن تغادرها. جذّرت مقاومة نموذجية متلألئة، ونشرت أنوارها في كل المنطقة والعالم، وأحدثت آثارًا بارزة، وغيرت وجه المنطقة ووجهتها. امتدت هذه المقاومة إلى العالم، إلى كل عزيز وكريم، إلى كل صاحب ضمير حي. أنت سيد شهداء الأمة والعالم، أنت القائد المقاوم الأممي، تلهم الأحرار في العالم. لم تعد لمكان دون آخر، ولا لزمان دون آخر. أنت المقاوم القائد لكل مكان ولكل زمان في حضورك الجسدي، وفي حضورك مرزوق عند الله تعالى.
المقاومة التي رسّخت هي العزة والحب والأمل والنصر والمستقبل والأخلاق. المقاومة التي نشرت هي للمسلم والمسيحي والعلماني، هي لكل إنسان على وجه الأرض. المقاومة التي بنيت هي السلاح والقوة، وهي المجاهد والجهاد، وهي المجاهدة في أسرتها وحياتها، وهي الطفل ينمو على الشموخ، وهي العائلة تتزود من معين الطهارة.
الأمر الثالث: نهجك خالد
قتلوا جسدك فتحرّرت روحك، أصبحت حيًّا دائمًا عند الله تعالى تُرزق وتُنير. لن يهنأوا وأنت موجود فينا، ولن ينتصروا وأبناءك وأحبتك على العهد.
تجسّدت فيك مكارم الأخلاق، في النبل والشجاعة والتواضع والحنان وحسن الخلق والتسامح والبأس مع الأعداء.
النتيجة عظيمة، "وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ"، ما أنبلك وأوفاك، تُردّد دائمًا بأن أستاذك هو الأمين العام السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، وهو الذي تزوّدت منه وتتزوّد، هو القائل: "الوصية الأساس: حفظ المقاومة". حملت الشعلة من يده، وأطفيت عليها نور عطاءاتك. السيد عباس، رضوان الله تعالى عليه، بقي فينا حيًّا من خلالك ونهجك وجهاده وعطاءاته.
أحببت الناس وأحبك الناس، يا أشرف الناس وأكرم الناس وأعظم الناس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عملت معك لثلاثة عقود ونيّف، وكنت أرى فيك القائد والمسدد والحكيم وصاحب البأس والقلب العطوف.
سأقول لك باسمي واسم إخواني، وهذا الجمهور المحب، وكل المنتشرين في العالم من الذين أحبوك: "إنا على العهد يا نصر الله"، نكررها ثلاثًا: "إنا على العهد يا نصر الله".
تابعنا من بعد غيابك وسنتابع، نهجك مستمر، ونتابع. سنكون حملة الأمانة، حملة الإسلام والمقاومة وتحرير فلسطين. إنّا على العهد مستمرون وثابتون وحاضرون للشهادة. لن نترك الساح، ولن نتخلّى عن السلاح. وكما علّمتنا: "ما تركتك يا حسين".
التعزية والتبريك بهذه الشهادة العظيمة لصاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وقيادة الولي الفقيه، والعائلة، وحزب الله، وكل المحبين، إلى روحه وأرواح الشهداء وأرواح أمواتكم، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.
هي الذكرى السنوية الأولى للسيد الهاشمي أيضًا، سماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، كنت يا سيد عضدًا لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه). تشاركنا الطريق على قلب رجل واحد، مسيرتك في إدارة منطقة الجنوب، ثم رئاسة المجلس التنفيذي في حزب الله، وعضوية الشورى، هي مليئة بالعطاءات والتضحيات والجهاد، وكل الوقت الذي بذلته كان في سبيل الله تعالى لإعلاء كلمة الحق على طريق المقاومة.
برز اهتمامك بالتربية العقائدية الرسالية، واهتمامك بالثوابت والأصول، لأنك تعلم أن البداية من القلب والعقل، فمن آمن واعتقد وارتبط بربه، وصل إلى تحقيق الأهداف.
اهتميت بالمجاهدين والتعبئة وقضاياهم، وكانت شؤون الناس حاضرة دائمًا في برامجك العملية.
ساعدت في تأمين متطلبات جبهة المواجهة ضد العدو الإسرائيلي.
يشهد لك الحقل التربوي والكشفي والعمل النسائي، ويشهد لك العمل الاجتماعي والصحي، ورعاية أبناء الشهداء وعوائل الشهداء والإمداد، وكل المجالات التي فيها هذه الخدمة العظيمة للناس، هي تشهّد لعطاءاتك.
من كان قائده السيد حسن ومدرسته الولاية ونهجه المقاومة، يكون كما أنت بعزيمتك وتصميمك وتضحيتك.
غادرتنا سريعًا، لكن آثارك باقية ومستمرة، والعهد مستمر إن شاء الله أيها السيد الهاشمي الجليل العزيز، الذي أعطيت وكنت عضدًا لسيد شهداء الأمة. إلى روحك وأرواح كل الشهداء وأرواح أمواتكم جميعًا، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.
مع سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، في يوم 27 أيلول سنة 2024، استُشهد ثلة من الإخوة المجاهدين من القادة والشهداء، مع ثلة من الناس الذين كانوا في المكان.
نذكر بشكل خاص القائد الجهادي الكبير الحاج أبو الفضل علي كركي، وهو من الرعيل الأول في منطقة المصيطبة في بيروت.
عملنا معه قبل نشوء الحزب وبعده، لا يمكن الفصل بين جذوره الإيمانية الولائية والجهاد في سبيل الله تعالى كمقاومة إسلامية، هي التربية القرآنية الولائية التي دفعتك يا أبا الفضل أن تعطي كلك جهادًا بالنفس والمال في كل وقتك وحياتك.
من بيروت العاصمة إلى خلدة سنة 1982 في مواجهة العدو الإسرائيلي، ثم إلى الجنوب في كل ترابه، كل تراب الجنوب يعرفك في كل مكان، وتعرفك كل الحروب التي خاضها حزب الله هناك: من التحرير إلى 2006، إلى مساندة غزة. كنت مع الاستشهاديين تهيئهم وتذهب معهم إلى آخر المطاف. كنت في سوريا تدعم هذه المسيرة، وشاركت في كل معركة الإسناد، مع تحملك مسؤولية المعاون الجهادي لدى سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله كبرت مسؤوليتك وكنت أهلًا لها. ربيت أجيالًا من القادة والمجاهدين، وتركت آثارًا ستبقى الرصيد. تحملت مسؤولية رئيس الأركان بعد الشهيد فؤاد شكر (رضوان الله تعالى عليه)، أكرمك الله تعالى بالشهادة مع من أحببت، مع سيد شهداء الأمة السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه)، أرادك إلى جانبه مسؤولًا في إدارة المعركة، فتسلّمت معه وسام الشهادة في أقدس وأشرف موقع جهادي بصدق وإخلاص.
التعزية والتبريك للعائلة، للحزب، لكل المحبين، لكل السائرين على هذا الخط والمؤيدين له. إلى روحه وأرواح الشهداء وأمواتكم، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.
من حق الإخوة المجاهدين الذين استُشهدوا مع سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه) ومع سماحة السيد الهاشمي (رضوان الله تعالى عليه)، أن نذكرهم بالإجمال، بالتبريك والتعزية، وأيضًا أن نذكر أسماء بعض القادة، وذلك بسبب الوقت، وإن شاء الله تكون هناك تفاصيل عن حياتهم في الأنشطة المختلفة التي يقيمها الإخوة.
أذكر من الإخوة الأساسيين مع سيد شهداء الأمة: الحاج عباس نیلفروشان، وهو قائد الحرس الإيراني من حرس الثورة الإسلامية المباركة، وهو في نفس الموقع الجهادي، أعطى وقدّم وضحى، وهذا يدل على هذا التماهي الموجود بين إيران ولبنان وفلسطين في لُحمة عظيمة.
استُشهد أيضًا: الحاج أبو حسن عمار، علي نايف أيوب، والحاج أمين عبد الأمير محمد سبليني، والحاج نبيل إبراهيم حسين جزيني، والحاج جهاد سمير توفيق ديب، والحاج حسن محمد حبيب خير الدين.
أما بعض القادة الذين استُشهدوا مع السيد الهاشمي، رضوان الله تعالى عليه، فهم: الحاج مرتضى (حسين علي هزيمة)، والحاج عادل (علي محمد بحسون)، والحاج ماهر (محمود محمد شاهين).
أيها الكرام، أيها الأهل، أيها الأحبة، هذه الباقة من الأنوار ارتفعت إلى بارئها في أسمى عطاء، وفي شهادة عظيمة، هم أحياء عند ربهم يُرزقون، بحمد الله تعالى، وقد أدّوا ما عليهم. إلى أرواحهم جميعًا نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.
مرت سنة على شهادة العظيم، وعلى شهادة العظماء، على شهادة الحبيب والأحبّة، على شهادة القائد والقادة.
لا بدّ أن تكون هناك جملة من الأمور هي أشبه بتقرير عن الوضع الذي مررنا فيه خلال سنة، ووضعنا الحالي الذي نحن عليه.
أولاً، واجهنا حربًا كبيرة عالمية بالأداة الإسرائيلية، والدعم الطاغوتي الأمريكي والأوروبي الذي لم يكن له حدود. مستوى الحرب مستوى عالمي، وكان الهدف هو إنهاء المقاومة على طريق إسرائيل الكبرى، إنهاء المقاومة في لبنان، وإنهاء المقاومة في فلسطين، وإنهاء المقاومة في كل هذه المنطقة، لتبقى إسرائيل كي تتوسع وتأخذ ما تريد.
قتل الإسرائيلي القيادات، وقام بضرب القدرة في أماكن عدة، وقام بعملية "البيجر" التي طالت حوالي أربعة آلاف من الإخوة والأخوات والناس.
لو حصلت هذه الأمور خلال أيام بين:17 أيلول (البيجر)، 18 أيلول (اللاسلكي)،20 أيلول (قادة الرضوان مع الحاج عبد القادر - رضوان الله تعالى عليه)، 27 أيلول (قتل سماحة الأمين العام قدس سره مع مجموعة من القادة والشهداء)، 4 تشرين الأول (قتل سماحة السيد هاشم، رضوان الله تعالى عليه، مع مجموعة من القادة والشهداء)... لو حصلت هذه الأمور مع ضرب القدرة، مع أي جيش، مع أي دولة، بل مع مجموعة من الدول، لانهارت، وهكذا كان يتوقع الإسرائيلي، كان يتوقع أن نسقط بهذه الضربة القاسية التي حصلت على حزب الله. لكننا استعدنا المبادرة بحمد الله تعالى، انتخبنا أمينًا عامًّا جديدًا، رمّمنا القيادات باستبدال الشهداء بقادة جدد، استمررنا في المعركة في الميدان، وكان إخواننا أيضًا في المقلب الآخر يتابعون موضوع النزوح والقضايا الاجتماعية. هذه الاستعادة للمبادرة في معركة أولي البأس استطاعت أن توقف اندفاعة العدو باتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني.
نحن في المعركة اعتبرنا أننا خضنا معركة أولي البأس من 23 أيلول (يوم ضرب القدرة) إلى 27 تشرين الثاني، 64 يومًا، في هذه المعركة التي ثبت فيها المجاهدون، وثبت فيها أهلنا، واستطعنا بحمد الله تعالى أن نمنع تحقيق الهدف الإسرائيلي بإنهاء المقاومة.
بعد الاتفاق إلى الآن مرّت عشرة أشهر، خلال الأشهر العشرة كنا في حالة تسابق، العدو يسير مع من يؤيده بسرعة من أجل تحقيق هدفه مجددًا، والمقاومة وشعبها وجيشها والذين يؤيدونها يسيرون أيضًا بسرعة معينة من أجل أن تمنع إسرائيل من تحقيق هدفها، ومن أجل أن ترمّم وضعها.
إسرائيل استمرت بعدوانها، ودعمتها أمريكا، واستخدمت أمريكا كل الضغوطات السياسية التي تستطيعها من أجل تحقيق أهداف إسرائيل بالسياسة، بعد أن عجزت أن تحققها إسرائيل بالعسكر. وخلال عشرة أشهر ضغوطات لا تنتهي على مستوى الداخل والخارج، وعلى المستوى الدولي، حتى عندما يتحدث معنا بعض الأوروبيين أو بعض من كان من الدول الكبرى، يقول لنا: "لا خيار أمامكم إلا أن تسلّموا لإسرائيل"، ولكننا لم نرضخ، لم نقبل.
هم ساروا في هذا الاتجاه: ضغط عسكري، ضغط سياسي، ضغط اجتماعي، وبكل الوسائل، حتى تحريك أدوات الداخل في لبنان من أجل أن يهزموا هذه المقاومة التي استطاعت أن تقف على رجليها، واستطاعت أن تواجه في معركة أولي البأس، وتستمر بحمد الله تعالى.
في المقابل، ماذا فعلت المقاومة بعد معركة أولي البأس؟ هناك مشاهد دلّت على قوة هذه المقاومة وقدرتها على التعافي والاستمرار: كان تشييع المليوني المهيب لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، والسيد الهاشمي (رضوان الله تعالى عليه)، بحيث أقرّ الجميع بأنه أكبر تشييع حصل في لبنان في التاريخ حتى الآن. بل إذا أردنا أن نحتسب النسبة المئوية بين عدد السكان وعدد الحاضرين في التشييع، ربما يكون من أعظم التشييعات التي حصلت على مستوى العالم. هذا مؤشر قوة والتفاف.
هناك الزحف الذي حصل من قبل أهلنا في الجنوب مباشرة إلى القرى الحدودية، يتحدون الإسرائيلي، ويقيمون في المكان المدمر، ويصنعون المعجزة في أن يكونوا بالصدور العارية أمام الدبابات والقدرة الإسرائيلية من دون خوف، رجالًا ونساءً وأطفالًا. هؤلاء الأعزة إلى الآن يثبتون موقعهم، يضعون المستوعبات حتى يدرسوا في داخلها ليبقوا هناك، يزرعون تحت الطيران ليبقوا هناك، يقيمون الخيم ليسكنوا بدل البيوت ليبقوا هناك. هذه قوة حقيقية من قبل أهلنا وشعبنا