اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: معادلة صناديق الانتخابات وصناديق ذخائر المدافع!!

خاص الهديل: معادلة صناديق الانتخابات وصناديق ذخائر المدافع!!

klyoum.com

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة

سوف يكون مستغرباً بكل المقاييس أن يتم الاحتكام إلى ما تقوله نتائج فرز صناديق الاقتراع في كل من لبنان وسورية وذلك وسط ما تقوله فوهات المدافع المستمرة بفرض معادلاتها منذ نحو عامين من دون توقف..

السؤال ذاته الذي وجهه ستالين للبابا آنذاك يمكن أن نكرره وببعض التصرف على واقع الحال في المشرق العربي – سأل ستالين حينها كم دبابة لدى البابا حتى نستمع إليه؟؟.

واليوم يمكن تكرار السؤال ولو بصيغة معدلة: كم فوهة مدفع يمكن وضعها في صناديق الاقتراع حتى يمكن الاستماع إلى نتائج الفرز فيها؟.

ما تقدم لا يعني أن المطلوب هو إدارة الظهر للعملية الانتخابية الديموقراطية، أو تجاوز مواعيد استحقاقها، بل ما تقدم يزيد بالإصرار على نهج استبدال صناديق ذخائر المدافع بصناديق الاقتراع الحر؛ ولكن ما تريد قوله الملاحظة السابقة هو أنه لا يمكن وسط صخب المدافع أن يتم غض الطرف عن مفارقة أن استحقاق انتخابات العام المقبل ستتزامن مع أحداث الحرب المفتوحة المرشحة لأن تكون مستمرة!!.

وبخصوص الانتخابات المتوقع إجراؤها العام المقبل في موعدها أو بشكل مبكر في إسرائيل؛ فإن الرهان داخل إسرائيل وفي الإقليم وفي أوروبا وفي الغرب ناقص البيت الأبيض – ربما، هو على أن تفضي نتائجها إلى إزاحة نتنياهو عن رئاسة الحكومة، ومن ثم إحالته للمحكمة؛ علماً أن المرجح بنسبة غير قليلة، هو أن يعاد انتخاب نتنياهو وأن يضع خصومه ومعارضي سياسته في بيوتهم. 

.. أما بالنسبة إلى سورية فإن انتخاباتها التي ستجري قريباً لن تحدث نتائج نوعية أو فرق نوعي داخل بنية العملية السياسية الداخلية السورية المطلوبة دولياً؛ بل ستؤكد أنه في هذه الفترة الانتقالية لن يكون بالإمكان أبدع مما كان؛ ذلك أن الرئيس أحمد الشرع عالق بين نظرة أتباعه للدولة السورية الجديدة وبين نظرة المجتمع الدولي للدولة السورية الجديدة؛ وبين النظرتين هناك فرق كبير، بل هناك حرب ضروس.. وعليه لن يكون بمقدور الشرع حل عملية صياغة الدولة الجديدة في سورية إلا على مراحل، ووفق توقيتات تراعي التوازن بين وضعه الداخلي ووضعه الخارجي.

وبالعودة إلى لبنان فإن انتخاباته النيابية العام القادم لن تقدم جديداً؛ لأنه في بلد الأرز يوجد ديموقراطية على قياس أحزاب الطوائف التي تستغل طوائفها.. وصناديق الاقتراع في لبنان هي محلية وريفية ولا تحتمل أن تصبح صناديق اقتراع للاغتراب اللبناني أو حتى للمدينة اللبنانية؛ ذلك أن نظرة باردة وعميقة للواقع اللبناني تظهر أن الديموغرافيا اللبنانية "تريفت" (أصبحت ريفية) نتيجة الهجرات القسرية الداخلية منذ بدايات حرب ال٧٥ الأهلية حتى وقت متأخر من بدء جمهورية الطائف.. وبالتالي لم تعد صناديق اقتراع الانتخابات في لبنان تشبه التنوع اللبناني واختلاف البيئات بقدر ما أنها تشبه الغرائز المستفزة داخل هذه البيئات المتنوعة.

وبخلاصة الصورة للموسم الانتخابي الحالي يظهر أن الجديد فيها ليس ما ستحمله نتائجها من تغيير داخلي في كل من إسرائيل ولبنان وسورية؛ بل في أنها جميعها تجري وسط تسونامي عالمي وإقليمي من التحولات المتسارعة؛ ما يطرح على المقترعين تحدي من نوع هل ستستجيب الإرادة الناخبة للحظة التحولات الجديدة، أم أن الحال داخل القلعة النمطية سيبقى على حاله..

.. أغلب الظن أن التوقع الثاني هو المرجح بحيث تبقى الطوائف في لبنان على تموضعها من تدبير استنفار الغرائز القصوى، ويبقى أقصى اليمين الإسرائيلي في أقصى قوته، ويبقى الحال في سورية على حاله لأن نظام الشرع يستمر بدفع من المقولة القائلة ليس بالإمكان الآن أبدع مما هو موجود..

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة