خاص الهديل: توماس باراك خليفة أورتاغوس ومسعد بولس: السابقون واللاحقون!
klyoum.com
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
منذ وصول ترامب قبل أشهر قليلة إلى البيت الأبيض، تبلغ لبنان بشكل رسمي أو شبه رسمي عن وجود عدة ممثلين لواشنطن في لبنان؛ والمشترك بين هؤلاء أنهم يلمع نجمهم بقوة في سماء بلد الأرز ثم يختفون فجأة من دون أن يقول لنا العم سام لماذا عينوا كممثلين له في لبنان ولماذا فجأة تبخروا؟.
قبل أن يدخل ترامب إلى البيت الأبيض سبقه مسعد بولس إلى لبنان كسفير محتمل لأميركا في بيروت أو كمبعوث لترامب حسم أمر تعيينه في لبنان.. وبدأت كواليس بيروت تتحدث بالتواتر عن ما يقوله مسعد الذي ما زال موجوداً في الولايات المتحدة الأميركية؛ وآخر تسريبة عن لسانه قالت حينها إن واشنطن لا تمانع بتأجيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية بضعة أسابيع. وكان هذا آخر كلام وصل لبيروت عن لسان مسعد بولس؛ وبعد ذلك اختفى أثره؛ ثم فقط قبل أيام قليلة نقل الإعلام عن وجوده في لقاء عام تكلم فيه وزير الخارجية الأميركي الذي قال في معرض امتداحه لأعمال مسعد في أفريقيا: حقاً ان مسعد نجم.
إذن إن الرجل الذي انتظر لبنان لأسابيع مجيئه تبين أنه كان في أفريقيا بمهمة من ترامب؛ وأنه حقق نجاحاً في مهمته هناك جعلت وزير خارجية ترامب يخلع عليه لقب "النجم".
.. لو أن مسعد جاء فعلاً إلى لبنان كان مستبعداً أن ينال لقب النجم أو أن يصادف شرف أن يمتدحه روبيو؛ ذلك لأن لبنان هو بلد الفشل الدائم للمبادرات حتى الأميركية منها.
بعد غياب أثر مسعد بولس الذي وجده اللبنانيون أخيراً في أفريقيا، شغلت أورتاغوس الساحة اللبنانية بوصفها ملكة جمال سابقة ونائبة حالية لويتكوف بخصوص الشأن اللبناني.
جاءت أورتاغوس فعلياً إلى لبنان وتبين أنها ليست إشاعة كما هو حال مسعد؛ ولكن فجأة ومن دون مقدمات انقطع خبرها. وآخر تهديد تركته لدى الرؤساء الثلاثة كان منذ نحو شهرين؛ وكانت القصور الثلاث اللبنانية تنتظر عودتها لتجمع حصيلة ردود الرؤساء الثلاثة على تهديداتها، ولكنها لم تأت "وضاع شادي" و"تسرب فادي" من مدرسة المبعوثين الأميركيين إلى لبنان؛ ومن دون مقدمات يكتشف اللبنانيون أن هناك مبعوثاً ثالثاً أميركياً إلى لبنان هو توماس باراك اللبناني الأصل وصديق ترامب حيث الأخير عينه مبعوثاً أميركياً إلى لبنان.
وصل باراك إلى بيروت وترك كما فعلت قبله أورتاغوس ورقة فيها أسئلة تتعلق بمشاكل عمرها ثلاثين سنة بينما المطلوب من لبنان الإجابة عليها بنعم أو لا في غضون عشرة أيام.
لبنان اليوم في ٥ تموز ٢٠٢٥ ينتظر "ابن البلد" توماس باراك ليصل بعد غداً حيث سيستقبله المسؤولون اللبنانيون بردود لبنان على أسئلة العمر: شبعا ضمن الحدود السورية اللبنانية؛ وسلاح حزب الله ضمن الاشتباك الأميركي الإيراني؛ والإصلاح وسط سرقة مليارات الدولارات من المودعين، الخ..
لا يمكن التقدير على نحو دقيق بخصوص ما إذا كان باراك مستعجلاً للحصول على أجوبة بمدى عشرة أيام عن أسئلة عمرها ثلاثين بل حتى خمسين وربما مائة سنة؛ أم أن لبنان تأخر عن تقديم أجوبته على مشاكل كان عليه أن يحلها قبل ثلاثين أو خمسين أو حتى مئة سنة!!؟.