فياض دعا لإعادة تقويم المقاربة الرسمية اللبنانية: منطق الدولة يمر عبر منطق التوافق
klyoum.com
أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب علي فياض، إلى أنّ "في الذّكرى السّنويّة الأولى لاغتيال الأمينَين العامَّين لـ"حزب الله" السيّدَين حسن نصرالله وهاشم صفي الدّين، وأمام الحشود الهائلة الّتي شاركت بإحياء ذكراهما، على كلّ المعنيّين في الدّاخل أو الخارج، أن يقرأوا الدّلالات جيّدًا. إنّ مقاومتنا ليست مجرّد تنظيم عسكري مسلّح، إنّما هي مجتمع ممتدٌ وصلب، وتيّار شعبي عابر للطّوائف والمذاهب".
ولفت، في كلمة له في بلدة تمنين التحتا- البقاع، إلى أنّ "حزب الله لا زال عبر شعبيّته ومؤيّديه، الحزب الأكبر في لبنان من حيث الامتداد والفاعليّة. وهذه الدّلالات ليست للتباهي أو التشوُّف أو الترهيب، بل مدعاةً للآخرين للتعقُّل والواقعيّة، والعودة إلى الواقع بدل الانفصال عنه، لأنّنا نحن جميعًا كلبنانيين، نحن والآخرين، نشكِّل الدّولة والسّلطة والمجتمع والكيان".
وركّز فيّاض على أنّ "في لبنان خصوصيّة ميثاقيّة وتوافقيّة، لا يوجد لها مثيل في أي بلد آخر، لهذا لا بدّ من التفاهم والحوار كي نقف في مكان وسط لا يؤذي أحدًا، ويفتح الطّريق إلى استقرار الدّولة واستعادة السّيادة، ووقف الاعتداءات، وإطلاق مسار التعافي".
وأكّد أنّ "منطق الدّولة في لبنان يمرُّ عبر منطق التوافق ولا يتعارض معه، وأنّ منطق المؤسّسات والقانون يجب ألّا يتعارض مع المصالح الوطنيّة العليا، أو أن يُستخدَم في تهديد الاستقرار الدّاخلي"، مشدّدًا على أنّ "التمسّك بمنطق الدّولة والقانون يستدعي أوّلًا وقبل أي شيء آخر، الابتعاد عن الخفَّة وقلّة المسؤوليّة والنّكد وسوء التقدير والاستهانة بالحساسيّات اللّبنانيّة الدّاخليّة".
كما ذكر أنّ "عامًا مرّ على الحرب، وهو كفيل بتظهير المشهد الّذي يخيِّم على الوضع اللّبناني، بوضوح شديد، ويتيح تقويم المقاربة الّتي حكمت التعاطي مع استحقاقات العام الفائت"، مبيّنًا أنّ "أمامنا مسارًا ميدانيًّا، أمعن فيه الإسرائيلي بالأعمال العدائيّة والاغتيالات، والاستمرار باحتلاله للمواقع اللّبنانيّة. وأمامنا إطار قانوني هي لجنة "الميكانيزم"، الّتي أخفقت إخفاقًا ذريعًا في فرض وقف إطلاق النّار على الإسرائيلي، بل ذهبت إلى تغطيته والتواطؤ معه، والانضمام الى جوقة الضّاغطين على الحكومة اللبنانية".
وأفاد فيّاض بأنّ "أمامنا مواقف سياسيّة وعسكريّة إسرائيليّة وأميركيّة، تخلو من أي ضمانات أو وعود مستقبليّة حول الانسحاب من لبنان أو احترام السيادة اللبنانية، والذّهاب بالمقابل من قبل المبعوث الأميركي توم باراك للحديث عن وَهم السّلام والإخضاع لصالح إسرائيل، وتسليح الجيش اللبناني للقتال الدّاخلي".
وأضاف: "هذا دون أن نغفل المواقف الإسرائيليّة الّتي تتحدّث عن أحزمة واتفاقات أمنيّة، ومنع عودة السّكان إلى المنطقة الحدوديّة، والتطبيع وإسرائيل الكبرى وغيرها"، مؤكّدًا أنّ "التغوُّل الإسرائيلي بات حافزًا لقوى إقليميّة عديدة لإعادة تقويم تموضعاتها وتحالفاتها، في ضوء الجموح الإسرائيلي المشار إليه، في حين أنّ لبنان في عين العاصفة الإسرائيلية، وهو أولى من غيره بالتقويم".
وأوضح "أنّنا إذًا أمام أفق أميركي- إسرائيلي مسدود وقاتم وخطير على المصالح والاستقرار في لبنان. وإنّ ذلك يجب أن يشكّل دافعًا لإعادة تقويم المقاربة الرّسميّة اللّبنانيّة"، مشيرًا إلى أنّ "ركيزة هذه المقاربة يجب أن تستند إلى حق لبنان في الدّفاع عن نفسه في مواجهة الأعمال العدائيّة الإسرائيليّة، وتعليق كلّ مسارات المعالجة على إلزام إسرائيل بالانسحاب من المواقع اللّبنانيّة، والتزام وقف إطلاق النّار ووقف الاغتيالات، والسّماح بعودة سكان القرى الحدوديّة إلى قراهم، وإطلاق عمليّة إعادة الإعمار ولو بإمكانات محدودة، واعتبار موضوع حصريّة السّلاح شأن سيادي لبناني يعالَج في إطار استراتيجيّة الدفاع الوطني".
واعتبر فيّاض أنّ "من شأن هذه المقاربة أن تعيد اللُّحمة بين اللّبنانيّين، وتشكّل إطارًا لتفاهم السّلطة مع المقاومة، ممّا يساعد على تصليب الموقف اللّبناني وتعزيزه في مواجهة الضّغوطات الخارجيّة".