عون يكشف عن قيامه باتصالات مع حزب الله لحلّ مسألة السلاح.. ويتناول «الفلافل» في أحد مطاعم سن الفيل
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
وزارة التربية والوكالة اليابانية أطلقتا مشروع دعم للتعليم الرسميأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقون على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على اكمل وجه، ويجب التنبّه من الأخبار المفبركة التي تهدف الى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل.
وكشف عن قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحلّ مسألة السلاح، وان المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله أمس في قصر بعبدا، وفداً من نادي الصحافة برئاسة رئيسه بسام أبو زيد، الذي استهل اللقاء بكلمة قال فيها: نأتي إليكم وكلنا أمل وثقة في أن نجد لديكم من المعطيات ما يكفي لطمأنة كل اللبنانيين بأن مسار النهوض لن يتوقف وأن لبنان بمساعدة أبنائه وأشقائه والمجتمع الدولي سيكون خير مثال على ثبات الدولة والوطن وتقدّمه وتطوّره.
وردَّ الرئيس عون مرحّبا بالوفد، مشدّدا على الرغبة في التنسيق والتعاون مع سوريا لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، وانه في هذا الإطار جرت لقاءات بين مسؤولين أمنيين من البلدين وبين وزيري الدفاع في السعودية، لتحديد سبل التعاون في ضبط الحدود وبسط الاستقرار بين البلدين. ونفى ما تردد من شائعات عن وقوع مواجهات في الهرمل بين الجيش اللبناني والسوريين، مؤكداً انه اتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للوقوف على حقيقة الموضوع، فتبيّن انه غير صحيح.
وأشار الرئيس عون الى وجود انتقادات وحملات غير مبررة تشوّه الوقائع، وتلقي الاتهامات جزافاً، مشدّداً على دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية. ولفت الى ان ملفات الفساد التي فتحت الى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية. وقال: «سأسير في ملف الفساد الى النهاية، شاء من شاء وأبى من أبى».
وتطرق الرئيس عون الى مستجدات المطالب اللبنانية المقدمة الى السفير توماس برّاك، فقال: «ما زلنا ننتظر نتائج تحركات السفير برّاك، والردّ على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جداً، نريد التزام إسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس».
وشدّد الرئيس عون على ان حماية لبنان تقوم على وحدته الداخلية، مجدّداً الإشادة بالمواقف الصادرة من قبل المسؤولين السياسيين والروحيين إزاء ما شهدته السويداء اخيراً. وأشار الى انه عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقون على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على أكمل وجه.
أما عن سلاح حزب الله والدعوات الى إلغاء اللجنة الأمنية بين الجيش والحزب، فقد استغرب الرئيس عون الكلام عن وجود مثل هذه اللجنة الأمنية، مشيراً الى قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، وانه يمكن القول ان هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال. وشدّد على ان «أحداً لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمّل نتائجها وتداعياتها».
أما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد ان الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار. أما ما يُحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر انها أخبار مضللة هدفها ضرب العهد من أجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير.
وحذّر رئيس الجمهورية، ردّاً على سؤال، من الدعوات التي ينادي بها البعض من أجل التسلح، معتبراً انها تعبّر عن عدم ثقة بالجيش اللبناني.
وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون ان هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وان الحكومة قامت بما عليها، وقال: ما يهمّني هو إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري.
وفي ما يتعلق بحقوق المودعين، اعتبر رئيس الجمهورية انه فور الانتهاء من مسألة الفجوة المالية، ستكون الأمور أكثر قابلية للحل.
واستقبل الرئيس عون سفير دولة فلسطين في لبنان السفير أشرف دبور في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان.
كما استقبل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والمدير العام المالي الجديد القاضي ماهر شعيتو.
وزار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس بلدة سن الفيل التي وُلد فيها ونشأ في أحيائها ومع أبنائها، يرافقه نجله خليل وشقيقه رفيق وصهره العميد المتقاعد اندره رحال، حيث كان في استقباله رئيس البلدية نبيل كحالة الذي فوجئ بوصول رئيس الجمهورية الى مبنى البلدية فاستقبله وصحبه واتجه الجميع الى مكتب رئيس البلدية الذي أعرب عن سعادته لمبادرة الرئيس عون، الذي هنّأه بفوزه بالتزكية مع أعضاء المجلس البلدي الذي أمضى في رئاسته حتى الآن 27 سنة.
وشرح كحالة للرئيس عون أهم الإنجازات التي حققتها المجالس البلدية المتعاقبة التي رأسها لا سيما المنشآت الصحية والرياضية والسياحية والتنموية التي استحدثها ونقلت بلدية سن الفيل الى عصر الحداثة والتقدّم.
بعد ذلك انتقل الرئيس عون ورئيس البلدية الى قاعة الاجتماعات الكبرى حيث كان أعضاء المجلس البلدي في اجتماع ورحّبوا بقدوم رئيس الجمهورية، ومنهم أصدقاء له ورفاق أمضى معهم فترة سنوات خلال إقامته مع أفراد عائلته في سن الفيل.
وتحدث رئيس البلدية فقال: «هذه الزيارة هي بمثابة كنز سيبقى حاضرا. وسنقوم بإزالة الصور الموضوعة على أدراج هذه الدار يوم إفتتاحها، لكي نضع مكانها صور هذه الزيارة. فما جرى من خلال زيارتكم، هو بقدر كافة الأحداث. وعوض أن نقوم نحن بزيارتكم للوقوف على خاطركم، كنتم أنتم السبّاقون، ولذلك أبناء سن الفيل يشكرونكم».
ثم تحدث الرئيس عون الى أعضاء المجلس البلدي فقال: «لقد وصلني من يومين ان بلدية سن الفيل برئيسها وأعضائها ينوون القيام بزيارتي. وأنا كنت اتخذت قرارا بعدم استقبال بلديات. فقلت لهم: هذه البلدة لها فضل عليّ، فلقد ربّيت وتعلّمت وكبرت فيها، ولديّ أصدقاء من أبنائها. من هنا، فضلها كبير عليّ، ومن واجبي أنا أن أقوم بزيارتها».
أضاف: «من خلال هذه الزيارة، اردت شكر هذه البلدة وأبنائها الذين ربّيت معهم، ومن بينهم رئيس البلدية والمختار والجيران. لقد ربّينا سويا، ووجدت ان هذه الزيارة هي الطريقة الفضلى لشكر هذه البلدة التي لها فضل عليّ وعلى إخوتي وعائلتي. لقد أحببت ان آتي كي أهنئكم أولا بالفوز، ولو كان بالتزكية، فهذا فوز لأنه دليل ثقة أبناء سن الفيل بكم. والمسؤولية كبيرة عليكم، لكن الأمر ليس بجديد على رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي. لقد استطعتم نقل البلدة من محطة الى أخرى، بأسوأ الأيام والظروف الصعبة فحافظتم على البلدة وأبناء سن الفيل».
وبعد الصورة التذكارية، غادر الرئيس عون القصر البلدي ومشى في عدد من شوارع سن الفيل التي اعتاد خلال إقامته في البلدة السير فيها، والتقى الأهالي الذين فوجئوا بوجوده في البلدة، وصولا الى مطعم «جوزف» قبالة كنيسة السيدة، الذي اعتاد زيارته وتناول الشاورما والفلافل مع رفاقه وأصدقائه، حيث استقبله صاحب المطعم جوزف أبو خليل مرحّبا ومستعيدا ذكريات قال انها لم تغب عن باله.
وجلس الرئيس عون ونجله خليل وشقيقه رفيق وصهره العميد رحال على الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها، وتناول «ترويقة فلافل» وسط ترحيب رواد المطعم والمارة الذين لاحظوا وجود رئيس الجمهورية.
وما ان انتشر خبر «زيارة الوفاء والامتنان» لسن الفيل حتى قرعت أجراس كنيسة السيدة، كما حضر كاهن الرعية الأب ميشال بركات مرحّبا بالرئيس عون ومعربا عن سعادته لوجود رئيس الجمهورية «في البلدة التي وُلد فيها وأحبها وأمضى فيها فترة شبابه».