خاص الهديل: إسرائيل تستعد لتجديد الحرب على لبنان: ملاحظات على براك!!
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
توقعات بإجراء انتخابات برلمانية بسوريا في أيلول المقبلخاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
يمكن القول أن مهمة توم براك في لبنان دخلت حالة من المراوحة داخل لعبة أن الفأر والهر تعوّدا على نوع من المساكنة بينهما حتى إشعار آخر سوف تعلن إسرائيل نهايته، وسوف يصدر عن البيت الأبيض تعقيباً على ذلك، بياناً مقتضباً يقول أن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن تعلم أن نتنياهو قرر تجديد الحرب على لبنان.
واضح أن تل أبيب تعد لتجديد حربها على لبنان وهي لا تنتظر على هذا الصعيد نهاية مهمة براك؛ فالمندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن فنّد أمس الأسباب الموجبة لاستئناف الحرب على لبنان وهي أولاً – إسرائيل لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته على حدودها الشمالية؛ وثانياً اتهام الحزب بأنه يخرب مسعى الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار ١٧٠١، الخ..
لم يشر المندوب الإسرائيلي ولو بكلمة واحدة إلى احتمالات أن تنجح تسوية توم براك بتطبيق القرار ١٧٠١؛ ولكنه أكد على أن إسرائيل قادرة على تحقيق – ما أسماه – أمنها في لبنان بواسطة جيشها وليس بواسطة الوسيط الأميركي.
السؤال الراهن في هذه اللحظة هو هل يمكن توقع حلاً من حراك توم براك؟؟.
يلاحظ أنه في كل مرة جديدة يأتي فيها براك إلى بيروت يصبح الحل لملف سلاح حزب الله أبعد مما كان عليه خلال زيارته السابقة..
ويلاحظ أيضاً أن براك يقول في كل مرة يصل فيها إلى بيروت جملة تصريحات متناقضة؛ فهو يقول الشيء ونقيضه ولا يترتب على ذلك أي رد فعل منه؛ حتى يظن المراقب أن براك يتقصد التفوه بمتناقضات حتى يختبر ردود فعل اللبنانيين على مجموعة أفكار موجودة في جعبته!!؟.
يلاحظ أيضاً وأيضاً أن توم براك يخصص خلال مكوثه في لبنان وقتاً للإعلام أكثر بكثير من الوقت الذي يخصصه لمحادثاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين ذوي الصلة المباشرة بالتفاوض. درجت العادة أن المفاوض يكثر من الكلام داخل غرف المفاوضات ويقتصد بالكلام مع الإعلام وخارج غرف المفاوضات. ويؤشر سلوك براك إلى أنه في مهمة رأي عام أكثر مما هو في مهمة تفاوض مع الجهة اللبنانية الرسمية. بمعنى آخر ربما كان توم براك يريد بالأساس إيصال رسالة أميركية للرأي العام اللبناني حول ما يتوجب عمله لإنقاذ لبنان؛ وذلك أكثر مما هو يريد إيصال رسالة أميركية للمسؤولين اللبنانيين بخصوص ما يمكنهم فعله لإنقاذ لبنان…
ويلاحظ أخيراً وليس آخراً أن توم براك لا يحاكي سلفه آموس هوكشتاين الذي كان خلال وجوده في لبنان، يزور مناطق لبنانية فيها نفوذ سياسي واجتماعي وربما أمني مستتر لحزب الله كمدينة بعلبك ومناطق أخرى(؟؟).
.. وعلى عكس آموس هوكشتاين فإن توم براك لا يريد أن "يمالح" الحزب ولا أن يغمز من قناته بإشارات إيجابية؛ إذ قال وصفه بأنه "حزب إرهابي" من وجهة نظر أميركا، ولكنه حزب لبناني ضمن المعادلة اللبنانية التي لا تريد إدارة ترامب أن تتدخل لا في شؤونها ولا في شجونها.