بعد زلزال تركيا... هل تتحرك الدولة لوضع خطط طوارئ؟
klyoum.com
أعاد الزلزال الذي هز تركيا منذ يومين، مشاهد الرعب إلى أذهان اللبنانيين من زلزال شباط 2023. وبين تطمينات الخبراء وتخوّف الناس، يبقى القلق مشروعاً في بلد بنيته التحتية ضعيفة وسط غياب شبه تام لخطة مواجهة الكوارث.
يقول الخبير الجيولوجي الدكتور طوني نمر في حديث لـ «نداء الوطن»: «الهزة الأرضية قرب إسطنبول والتي بلغت قوتها 6.2 درجات حصلت على عمق 15 كلم على فالق الأناضول الشمالي الذي يحد شمال الصفيحة الأناضولية بطول يقارب الـ 1500 كلم».
وبناءً على معلومات نمر، هذه الهزة «كانت متوقعة حيث حصلت على الطرف الغربي للفالق الشمالي، وكان يمكن أن تتعدّى قوتها الـ 7 درجات، أما في ما خصّ تأثيرها على الحركة الزلزالية في شرق المتوسط، يوضح نمر أن نقطة ارتكازها تبعد عن بيروت حوالى 1000 كلم، فأثرها بعيد عن لبنان لا سيما أن انتقال الضغط من شمال غرب تركيا إلى لبنان غير وارد، وبالتالي إمكانية التأثير ضئيلة جداً، أما بالنسبة إلى الهزات الارتدادية فهي من الطبيعي أن تحدث في تركيا بعد الزلزال، ولكن على الفالق الموجود في تركيا وليس له تأثير على لبنان».
وعلى الرغم من أن لبنان غير مجهز لمواجهة تأثير الزلازل القوية التي تعادل سبع درجات وما فوق، يرى نمر أن «زلزالًا كالذي حدث في تركيا بقوة 6.2 سيمر على لبنان بسلام في حال حدوثه وبأقل أضرار ممكنة».
يحتاج لبنان بسبب عدم جهوزيته لمواجهة الزلازل، إلى خطط طوارئ تحاكي ما تقوم به الدول المتطورة. وفي هذا السياق يلفت نمر، إلى أن أهم خطوة في المرحلة الحالية، «توعية تلاميذ المدارس والجامعات وتدريبهم حول ما يجب اتباعه في حال حدوث أي نوع من أنواع الزلازل، وكيف يجب أن تتصرف المدارس بمشاركة أجهزة الطوارئ والأجهزة الأمنية والعسكرية، والصليب الأحمر والدفاع المدني».
يختم نمر أن «ما يلزم لبنان في هذه المرحلة وتحسباً لمراحل أخرى، هو تحضيرات لوجستية لأجهزة الدولة وإطلاع الناس على خطورة الزلزال وإمكانية حدوثه في لبنان ولو لم يكن ذلك في المدى القريب.
في النهاية، يبقى السؤال الأبرز: هل سيظل لبنان في حالة انتظار، أم حان الوقت لاتخاذ خطوات جدية لتفادي كارثة محتملة قبل أن تصبح حقيقة مؤلمة؟