مناطق إسرائيلة عازلة... لبنان على خطى سوريا!
klyoum.com
يعزو المتابعون للأوضاع والتصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير الذي شهده الجنوب الى منح تل أبيب الموفدين الأميركيين الى المنطقة المزيد من أوراق الضغط على لبنان وجيشه تحديداً الذي يستكمل تطبيق خطة حصرية السلاح بيد الدولة وفق تكليف من الحكومة. ويرون ان إسرائيل تحاول تزخيم ضرباتها على الجنوب لتعميم النموذج السوري لجهة فرض الشروط السياسية والأمنية على النظام السوري بقوة النار والضربات المكثفة والاغتيالات والعبث بالنسيج الاجتماعي السوري، لا سيما وانها استطاعت جر الحكومة السورية الى محادثات مباشرة اخرها كان بين مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الخارجية السوري حول اتفاق ترتيبات امنية بين سوريا وإسرائيل تعذر تحقيقه على رغم تتويجه بلقاء بين نتنياهو والرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع في نيويورك برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبالتالي تريد إسرائيل عبر قوة النار والاحتلال والاغتيالات واثارة الفتن الداخلية وحصار حزب الله سياسيا وشعبيا وماليا واستهدافه عسكريا وامنيا والضغط على الدولة اللبنانية، جر لبنان الى اتفاق ترتيبات امنية على غرار سوريا يضمن حرية الحركة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ومنطقة عازلة منزوعة السلاح في كل من لبنان وسوريا .
الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد ناجي ملاعب يرى عبر المركزية ان تل ابيب تحاول جاهدة اسقاط النموذج الأمني الذي تعتمده في سوريا على لبنان. في سوريا اقامت منطقة عازلة تمتد من الجولان وصولا الى أبواب دمشق. في لبنان تتطلع الى توسيع هذه المساحة التي تحتلها في الجنوب باتجاه نهر الليطاني. على ان يصار الى تنفيذها قبل أواخر العام 2026 وتحويلها لمنطقة ميتة خالية من السكان يستحيل العيش فيها. تبقى ترجمة هذا الواقع مرتبطة بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية التي يتزايد الحديث عن امكان استئنافها عاجلا ام اجلا في اطار تسوية تدفع بها المملكة العربية السعودية لترتيب اوضاع المنطقة.
ويتابع: الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد عبر مقترحه لانهاء حرب غزة التفرغ للحرب الروسية - الأوكرانية وعزل الرئيس فلاديمير بوتين والحؤول دون عقده الاتفاق الاستراتيجي مع ايران التي ستستورد 48 مقاتلة (سو) روسية لتعزيز سربها الجوي بتقنيات حديثة.
من هنا، لن تمانع واشنطن اثر الضغوطات والعقوبات المفروضة على طهران من استمالتها مجدداً في اطار الحل المفترض لغزة الذي سيستجر تسوية في الإقليم والمنطقة، طبيعي ان تنسحب على لبنان. هذا ما المح اليه براك أخيرا في تشديده على الحوار بين بيروت وتل ابيب.