اخبار لبنان

ام تي في

سياسة

تحذير... هذا مقالٌ متفائل جدّاً!

تحذير... هذا مقالٌ متفائل جدّاً!

klyoum.com

ماذا لو صحَّت الوعود الخارجيّة وحصل لبنان على كلّ الأموال التي وُعد بها ومُختلف أشكال المُساعدات الاقتصاديّة والعسكريّة، وضُخّت الاستثمارات الخارجيّة في كلّ القطاعات انعكاساً لنتائج مؤتمرات بيروت 1 و2 و3؟ سنواتٌ طويلة من الوعود الخارجيّة التي تكثّفت خلال الأشهر الماضية، تخيّلوا أن تُصبح حقيقة. ماذا لو انقلبت حياة اللبنانيّين رأساً على عقب، هم الذين لطالما تفاءلوا بالخير وبأيّام أفضل، ماذا لو أصبح الخير وفيراً؟ وماذا لو أصبحت يوميّات اللبناني في صلب اهتمام المسؤولين... كيف ستكون حياتنا حينها؟

تستيقظُ في منزلك الذي أصبح سعره مُضاعفاً بعد ارتفاع الطلب على الشقق السكنية في لبنان، الكهرباء لا تنقطع مُطلقاً ولا أصوات مولّدات في الحي، فلبنان أصبح بلداً يبيع الطاقة النظيفة بدل أن يستجديها بعد أن كان يقبع في عتمة طويلة ولم تعد الكهرباء 24 على 24 حلماً صعب المنال، بل أصبحت واحدة من مقوّمات الحياة هنا.

زحمة الشوارع طبيعيّة في الصباح، ولكن حركة السير منظّمة ولا فوضى. الحافلات الكهربائيّة تجوب الطرق بخطوط منظَّمة لنقل الركّاب، والدراجات الهوائيّة جزءٌ من المشهد على الطرقات تماماً كأوروبا، كاميرات المراقبة الذكية تنتشر في مختلف المناطق لرصد حركة السير وضبط المُخالفين، وعلى الأرصفة النظيفة، فورة متاجر صغيرة وكبيرة تفتح أبوابها بعدما حصل أصحابها على قروضٍ ميّسرة للاستثمار في بلدهم وإعادة الحياة الى الأسواق التجارية.

مطار بيروت تفوّق على كلّ مطارات الدول العربية والأموال التي ضُخّت فيه حوّلته إلى بوابة تليق ببلدٍ متطوّر كلبنان. أعيد بناء مرفأ بيروت بمعايير عالية جدّاً، وأصبح مساحة اقتصادية ولوجستية متطورة في المنطقة تخلق فرص عمل لآلاف اللبنانيين وتدرّ ملايين الدولارات الى الخزينة.

هبّة كبيرة على الزراعة، المزارع اللبناني يروي أرضه بمياه تُدار بأنظمة ذكية، ويصدّر منتجاته إلى أوروبا والخليج ويدخل الى بلده أموالاً طائلة من هذا القطاع، أما شعار صُنع في لبنان، فأصبح يستقطب اهتمام كبار تجّار ومُستوردي العالم، وأُنشأت مئات المصانع في جنوب لبنان فيها مختبرات متطوّرة تبتكر منتجات جديدة بمعايير عالية وتوظّف آلاف المواطنين. الجنوب الذي يضجّ بالحياة أصبح مركزاً اقتصادياً أساسياً.

المدارس الرسميّة فتحت أبوابها 5 أيام في الأسبوع، وباتت مزوَّدة بخدمة إنترنت سريع وبأجهزة حديثة، أما الجامعات الخاصّة فيتهافت عليها الطلاّب الأجانب، فيما الجامعة اللبنانية باتت صرحاً تعليميّاً متطوّراً يتسابق الطلاب للدخول إليه.

الجيل الذي كان يحلمُ بالهجرة، بات يعمل في شركات ناشئة للتكنولوجيا، تبيع خدماتها للعالم من مكاتبها في بيروت، أما قطاع الصحة، فلم يعد حكراً على الأغنياء في لبنان، كلّ مواطن يحمل بطاقة صحية تخوّله الحصول على أبرز خدمات الطبابة، والأدوية مُتاحة للجميع بأسعارٍ مدعومة حكوميّاً، أما مرضى السرطان في لبنان، فيحصلون على العلاج مجاناً وتصل أدويتهم الى عتبة منازلهم.

في المقاهي المكتظّة، يجلس الناس للحديث عن مشاريعهم وأفكارهم، لا عن الدولار والأسعار والبهدلة اليوميّة على الطرقات، والمغتربون عادوا ليستثمروا بعدما لمسوا جديّة في الإصلاحات. أموال المصارف أُعيدت لأصحابها، والبنوك طوّرت خدماتها واستقطبت رؤوس أموال كبيرة، أما الليرة فعادت تحكي وعزّزت مكانتها مقابل الدولار.

المُساعدات والهبات ليست فقط للدعم العسكري ولإعادة الإعمار، بل المواطن من مختلف الطوائف هو المستفيد الأول: جزء من المساعدات خُصّص لدعم الغذاء، ولتغطية صحيّة شاملة، ولمساعدات تعليميّة للطلاب، ولضمان الشيخوخة. الحاضر مؤمّنٌ في لبنان، والعينُ فقط على المستقبل الذي يبدو مُشرقاً وبرّاقاً الى حدٍّ لا يُصدّق.

لبنان الجميل ليس صعب المنال، إنّه يجلس على بُعد أمتارٍ قليلة من حقبة الحلم، حقبةٌ ليست بحاجة سوى لإرادة ورؤية وحوكمة تُحاسب وتصنع وتحمي كلّ ليرة من السّرقة وكلّ حلم من الزوال. الأهمّ، صورة لبنان في الخارج تغيّرت، بات بلد الأحلام والفرص، أما النظرة من الداخل فهي الأجمل، لبنان الذي مات ألف مرّة عرف معنى الحياة أخيراً، لا بل أصبح هو الحياة.

*المصدر: ام تي في | mtv.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة