بعد السيطرة على اسطول الصمود… اسرائيل امام معضلة خطف من فيه!
klyoum.com
لم تكن سيطرة إسرائيل على أسطول الصمود مجرد عملية عسكرية عابرة، بل كانت صفعة إنسانية جديدة تذكّر العالم بالحصار المستمر على الفلسطينيين، وبحجم المعاناة التي يعيشها شعب يتوق إلى الحرية.
يشكل الأسطول أكثر من مجرد سفن وبحّارة ومتضامنين، هو رسالة أمل تحمل معها الغذاء والدواء، وصوتاً للعدالة يخترق صمت البحار وصمت البعض الساكت عن ابادة جماعية.
تمكنت اسرائيل من السيطرة على الاسطول داخل المياه الاقليمية الدولية، وهذه مخالفة بحد ذاتها، واقتادت من فيه الى داخلها في مشهد أيقظ الذاكرة العالمية على مشاهد مشابهة كـ"أسطول الحرية" عام 2010، وطرح مجدداً سؤالاً محرجاً: هل تريد اسرائيل للعالم ان يقف مكتوف الايدي تجاه مجازرها الموصوفة ومحاولتها تجويع قطاع بأكمله للسيطرة عليه بعد ان اخفقت عسكرياً بذلك؟
على الرغم من السيطرة، وُلدت من هذه الحادثة شرارة جديدة أعادت الروح للتحركات الشعبية، وأثبتت أن الأمل لا يُسجن ولا يُصادر وبامكانه ردع العدو الاسرائيلي الذي يعتبر ان "لا ممرّ إلا بإذنه لغزة"، لكن السيطرة على سفينة لا تعني السيطرة على الضمير وبالتالي ما رافق السيطرة على الاسطول من تظاهرات شعبية في معظم دول العالم يشي بان الضمير الانساني لا زال حياً.
أسطول الصمود لم يكن مجرد سفن في عرض البحر، بل كان حلماً لشعب محاصر وصرخة انسانية من ناشطي العالم الذين أرادوا أن يقولوا: "لستم وحدكم".
صحيح أن إسرائيل سيطرت على السفن، لكنها باتت امام معضلة قانونية لا سابقة لها فالاسطول يضم العدد الأكبر من الناشطين في تاريخ هذه الأساطيل بواقع 500 ناشط يمثلون 40 دولة من بينهم برلمانيون وصحفيون دوليون ونشطاء حقوقيون ومشاهير مؤثرون في مجتمعاتهم، كما ان الاسطول اوقف خارج حدود الكيان المائية اضافة الى أن السفن كانت متجهة إلى مياه غزة الإقليمية التي لا سيادة لإسرائيل عليها على ما اكد احد الخبراء القانونيين لقناة الجزيرة وذلك وفقا للقانون الإسرائيلي نفسه، وبالتالي لا يحق لها قانونيا مداهمة هذه السفن، معتبراً انه وفقا لظروف وإجراءات السيطرة على سفن الأسطول، فإن النشطاء يعتبروا مختطفين وليسوا معتقلين، وعليه فإن أي إجراءات احتجاز ستتخذها إسرائيل بحقهم، ستدخل تحت بند الاختطاف وليس الاعتقال القانوني.