وضع مأسوي في بلدة الوزاني... الأهالي يرفعون الصوت ويطالبون بإنصافهم خدماتياً
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
مع انطلاق انتخابات الشمال وعكار.. الحجار: لا تهاون مع أي مخالفةناشد أهالي بلدة الوزاني، البلدة الزراعية والسياحية بامتياز، الملاصقة جغرافياً لقرية الغجر المحتلة وللمواقع العسكرية للجيش الاسرائيلي في القطاع الشرقي، الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الخدماتية، الاجتماعية والمعيشية بالعودة اليها َوالعمل فوراً على إعادة مقومات الحياة اليها كما فعلت في العديد من القرى الحدودية التي كانت محتلّة خلال الحرب الأخيرة وما نتج عنها من دمار شامل لبناها التحتية كما هو الواقع الأليم في بلدة الوزاني.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة اشهر على انسحاب اسرائيل من بلدة الوزاني وغيرها من القرى الحدودية وفقاً لاتفاق وقف اطلاق النار الموقّع في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام الفائت، فلم تعد الدولة الى بلدة الوزاني كما حصل مع غيرها من البلدات الجنوبية، واقتصر حضور الدولة على الجيش اللبناني والقوى الامنية، فيما بقيت خدمات الدولة على سبيل المثال الكهرباء والماء والطرقات والهاتف وغيرها، غائبة عنها نهائياً، وكأن بلدة الوزاني ليست موجودة في لبنان.
ويحاول أبناء هذه البلدة لملمة جراحهم وتأمين ابسط مقومات العيش على طريقتهم ونفقتهم، فهل يجوز ان تبقى الدولة بعيدة عن ابنائها بعد توقف الحرب وعودة الاهالي الى بلدتهم شبه المدمرة، ليعيشوا في الخيم، فقط لأنهم يؤمنون بوجود الدولة على الحدود مهما كان الثمن؟
ما هي الاسباب الحقيقة لترك الدولة لأبنائها في الوزاني وحيدين لغاية اليوم في مواجهة تحديات الواقع المرير الذي سببه الاحتلال؟ فلا أحد يعلم الا الله، وهل المكتوب على اهالي بلدة الوزاني "واغلبيتهم من الطائفة السنية" ان يدفعوا وحدهم من ارزاقهم وارواحهم ثمن الحرب الاسرائيلية المدمرة، وثمن غياب مؤسسات الدولة الخدماتية عنهم بعد انتهاء الاعمال العسكرية؟ سؤال نترك الاجابة عليه للايام المقبلة وللمسؤولين في الوزارات المعنية.
يعيش ابناء بلدة الوزاني اليوم بدون ماء ولا كهرباء ولا هاتف، بينما اهالي القرى الحدودية التي احتلتها القوات الاسرائيلية ينعمون بهذه الخدمات. لماذا وزارات الطاقة والمياه والاتصالات لم تصل الى الوزاني؟ الاهالي يستحقون كغيرهم من ابناء هذا الوطن، لاننا نعيش في دولة حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات.
يقيم عدد من اهالي بلدة الوزاني اليوم في خيم بعدما دمرت اسرائيل منازلهم، ويعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة للغاية لا احد يستطيع تحملها، فهم خسروا مصادر معيشتهم الرئيسية خلال الحرب ولا سيما الثروة الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي، اضافة الى خسارة منتزهات الوزاني السياحية، فلم يعد باستطاعة السكان الوصول اليها والموجودة على ضفاف نهر الوزاني حيث تمنع القوات الاسرائيلية الاقتراب اليها.
وامل سكان بلدة الوزاني مع انسحاب اسرائيل والعودة الى بلدتهم، عودة الدولة عبر مؤسساتها وخدماتها على المستويات كافة، فهم بدون مياه وكهرباء ويحاولون تأمين مقومات الحياة في ظل غياب تام لخدمات الدولة لا سيما خدمات الكهرباء والمياه وغيرهما كما حصل في العديد من القرى المجاورة لبلدة الوزاني.
واطلق ابناء الوزاني صرخة وجع والم شديدين عبر جريدة "نداء الوطن" الى جميع المسؤولين المعنيين في الدولة، عسى ان تلقى الآذان الصاغية لكي يتحركوا بسرعة ويعالجوا مشاكل هذه البلدة الصغيرة والتي يستحق سكانها دخول الدولة اليها منذ الاسبوع الاول من تحريرها وليس بعد مرور أشهر على ذلك، ويأمل الاهالي مع وصول الرئيس جوزاف عون الى سدة الرئاسة الاولى ورئيس الحكومة نواف سلام ووزراء الحكومة النظر الى اوضاعهم التي اصبحت اكثر من ماسوية.
"نعيش في ظروف معيشية معقدة وصعب جدا حيث تعاني قرية الوزاني من الحرمان والدمار والاهمال"، وهذا ما اشار اليه حسين الاحمد ابن البلدة وقال نرفع صوتنا عالياً ونناشد فخامة رئيس الجمهورية ان يلتفت الينا، واهلها يعيشون معاناة نفسية واقتصادية، وطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها تجاه اهالي هذه القرية واكد ان المتطلبات كثيرة منها المياه والكهرباء والطرقات والبنى التحتية وشدد على اهمية اعمار البلدة المدمرة بنسبة كبيرة تدميرا شبه كامل.
السيدة ام محمد قالت "الوضع مأسوي للغاية فمعظم الناس تسكن في الخيم او في مستودعات حديد صنع محلّي وليست صالحة للسكن، والدولة غائبة تماماً فلا أحد يسأل عن حاجاتنا، فنحن بحاجة الى الكثير من الخدمات الضرورية، فالمياه مقطوعة والكهرباء ايضاً وشبكات الصرف الصحي مدمرة، واعتبرت ان القدرة على تخزين الاكل مستحيلة لعدم وجود برادات، وطالبت الدولة بالالتفات الى أحوالهم ومساعدتهم على تحمل المعاناة من خلال تقديم الحاجات الاساسية التي تساعدهم على البقاء والصمود.
"وضعنا صعب ويتطلب تدخلاً عاجلاً نأمل من الدولة المساعدة"، بحزن وأسى تقول ام حسين، "بالامس القريب كان لدينا منزل نسكن فيه ونحمي نفسنا من الشتاء ومن حرارة الشمس، والآن نسكن في خيمة من صنع اليد لا تحمينا من شيء بل على العكس عندما يأتي المطر تغمرنا المياه أثناء النوم وعند طلوع الشمس نختنق من شدة الحرارة".
واضافت الوضع لم يعد يطاق ابدا والخوف هو سيد الموقف فعندما نسمع اي صوت في الليل نخاف ونكاد لا نستطيع الوقوف، مؤكدة ان اولادها لم تعد لديهم القدرة على تحمل هذه المعاناة والمأساة، وفي الختام طالبت الدولة بالتحرك السريع وتحقيق مطالبهم لأن احوالهم صعبة جداً والقدرة على الاستمرارية اصبحت شبه معدومة.