اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: نظرة واشنطن للأزمة السورية: "سوء فهم" أم "صراع إرادات"!!.

خاص الهديل: نظرة واشنطن للأزمة السورية: "سوء فهم" أم "صراع إرادات"!!.

klyoum.com

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة 

يوجد اهتمام بمعرفة حقيقة الموقف الأميركي من أحداث السويداء.. ففي الساعات الأولى من بدء الحرب في مدينة السويداء وما رافقها من اعتداءات إسرائيل على سورية؛ وصفت واشنطن ما يحدث بأنه "سوء فهم"؛ وبدا هذا الموقف أنه تبسيط للحدث، وما دون المستوى المطلوب من دولة لها موقع وحجم الولايات المتحدة الأميركية. 

 

.. غير أنه مساء أمس وبعد مضي عدة أيام على أحداث السويداء، غرد وزير الخارجية الأميركي على موقع إكس مقدماً تفاصيل أكثر عن موقف واشنطن بخصوص أحداث جنوب سورية، وذلك من خلال التركيز على عدة نقاط؛ أبرزها أن المطلوب مساءلة الجهات التي ارتكبت الجرائم في السويداء بمن فيهم أولئك المنتمين لأجهزة الأمن؛ وأيضاً نبه إلى ضرورة إبعاد المسلحين المتطرفين عن السويداء؛ كما أوضح أن واشنطن منخرطة بجهود وقف النار مع الأردن ومع إدارة الشرع وإسرائيل.

وفي إطار آخر قالت معلومات من واشنطن أن ملف سورية بات بعناية وزير الخارجية والمتحدثة بإسم وزارة الخارجية والمبعوث توم براك.. وهذا المستجد يؤشر إلى أن إدارة ترامب تقدمت خطوة إلى الأمام للعناية أكثر بالملف السوري.

وبحسب معلومات فإن هناك نظرتين إثنتين في واشنطن للملف السوري؛ هناك "نظرة إدارة ترامب" التي يعبر عنها توم براك من ناحية؛ وهناك من ناحية ثانية "نظرة الإدارة الأميركية" التي تعبر عنها وزارة الخارجية والبنتاغون وضمناً وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. 

وبخصوص توم براك؛ فقد تميزت حركته تجاه الملف السوري بنوع من الشمولية؛ حيث أنه حاول ولا يزال يحاول أن ينجح في ملف الوضع السوري انطلاقاً من إثبات قدرته على النجاح في إرساء توازن وترتيب فعال ومعاش على الأرض في سورية، بين كل من تركيا وإسرائيل.. والواقع أن انفجار الوضع في السويداء، يعتبر نكسة لجهود براك في إنشاء تفاهم على تقاسم الأدوار والنفوذ بين أردوغان ونتنياهو في سورية. 

.. الآن يحاول براك تصحيح الوضع بين أنقرة وتل أبيب لجهة إعادة تنشيط مسار التفاوض بينهما حول سورية. وبمقابله فإن الرئيس أحمد الشرع عالق بين إلحاح حاجته لأن يقف عند نقطة نصفية بين ثلاثة مفارق: الأول مؤداه أن لا يتعمق بالتفاوض مع إسرائيل لأن هذا الأمر يستفز تركيا؛ والمفرق الثاني مفاده أن لا يبادر إلى إعطاء مواقع نفوذ عسكرية لتركيا في سورية لأن هذا الأمر تعارضه تل أبيب ولا تستسيغه السعودية؛والمفرق الثالث يتعلق بأن الشرع عليه في كل خطوة إقليمية يخطيها أن يأخذ في اعتباره أهمية الموقف السعودي الذي فتح باب ترامب أمامه، والذي من دونه لن تعود سوريا فعلياً إلى الحضن العربي.

أما وزير الخارجية الأميركي فهو بحسب ما نشره في إكس؛ يريد إنشاء عملية سياسية دولية وإقليمية تجاه سورية تقوم على نظرية ترامب بخصوص إعطاء فرصة لإدارة الشرع ولكن مع إضافة شروط بمقدمها محاسبة مرتكبي الجرائم بحق الأقليات داخل أجهزته الأمنية وأيضاً التقدم بالعملية التفاوضية مع إسرائيل ومع المكونات المختلفة داخل سورية.

ومن مجمل ما تقدم يلاحظ أن سورية تعيش سباقاً مع الوقت بين المعارضات التي تستعجل فشل تجربة الشرع وولادة يأس دولي وإقليمي منه؛ وبين القوى الإقليمية التي تستعجل جذبه إلى جهتها وهو في حالة من الضعف، وقبل أن يصبح رقماً صعباً داخل المعادلة السورية الداخلية. 

والواقع أن حدة الاستقطاب والتنافس على سورية وعلى أحمد الشرع، قد يأخذ مجمل محاولات التهدئة وإرساء الاستقرار هناك إلى لحظة التصادم والانفجار بدل التكامل والتوافق؛ ويصبح واضحاً أن الأمر ليس مجرد "سوء فهم" حسب واشنطن، بل صراع إرادات حسبما تكشفه وقائع الميدان السوري.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com