انتخابات عكار والمنية: فوضى وشكاوى وجهوزية للجيش اللبناني
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
شكران مرتجى بعد رفع العقوبات عن سوريا: بقيان بس نحب بعض!مع إنجاز المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار، بسلبياتها وإيجابياتها، يكون لبنان قد اقترب من إنجاز استحقاقٍ دستوري مؤجّل منذ سنوات، بعدما بات مطلباً داخلياً وخارجياً لا سيما مع بداية العهد الجديد، للرئيس العماد جوزاف عون.
فقد سادت أجواء انتخابية حامية ومحتدمة في العديد من القرى والبلدات العكارية، وطغى على اليوم الانتخابي الطويل، التوترات، والإشكالات، وضعف التنظيم الإداري واللوجستي، ما سمح بحصول العديد من المخالفات داخل أقلام الاقتراع.
بين السياسي والعائلي
توزّعت المعارك في البلدات والقرى العكارية بين السياسي والعائلي، مع تسجيل ظهور انتخابي تجييري واضح لـ "التيار الوطني الحر" و "حزب القوات اللبنانية"، في المناطق المسيحية، وانكفاء كامل لـ "تيار المستقبل" في القرى السنية، عوّضته العائلات وبعض النواب، لا سيما عضو "كتلة الاعتدال" الوطني النائب وليد البعريني، الذي بدا واضحاً في دعم لائحة في مسقط رأسه فنيدق، وفي عدد من القرى الأخرى. واشتدّ الضغط على أقلام الاقتراع في فترة ما بعد الظهر، ما تسبب بالعديد من الإشكالات. ومن الناحية اللوجستية والجاهزية، سجّلت مشاكل عديدة، بسبب الفوضى وسوء التنظيم، حيث لم تنجح ماكينات لوائح عدة سواء في عكار أو في المنية، من ضبط الأمور وإدارة عملية وصول الناس إلى أقلام الاقتراع بما يحدّ من الازدحام ويمنع الفوضى.
تفاوت في الإقبال
يمكن تسجيل ارتفاع في نسب الاقتراع في البلدات ذات الطابع المسلم، مردّه إلى غياب هذه الانتخابات لفترة طويلة، وانكفاء الناس عن المشاركة فيها بسبب التمديد. كما سجّل في عدد من البلدات العكارية، خرق للوائح والأجواء التوافقية، بلوائح غير مكتملة، خاض أفرادها الانتخابات اعتراضاً على فرض الأمر الواقع.
وخلال النهار الانتخابي الطويل، لم تسجل خروقات من ناحية التحالفات الحزبية والعائلية، بل كان هناك التزام باللوائح والتحالفات، سواء من الأحزاب أو العائلات. فقد تعاطى "التيار الوطني الحر" مع الانتخابات البلدية في عكار، في المناطق المسيحية، على أنها معركة لإثبات الحضور والوجود، قبل سنة من الانتخابات النيابية، بهدف التأكيد على حضوره في عكار.
إشارة إلى أن الانتخابات البلدية هذه المرة، قد شكّلت ثورة على المجالس البلدية القديمة، من خلال أعداد المرشّحين الشباب والأشخاص الفاعلين في المجتمع المدني، ومحاولتهم إحداث فرق في التغيير الذي تتوق إليه هذه المناطق، بعد سنوات من غياب الإنماء.
فوضى التنظيم
الفوضى التنظيمية التي شهدتها أقلام الاقتراع في محافظة عكار، تشبه إلى حد بعيد ما حصل في منطقة المنية الشمالية. هناك كان الاحتدام سياسياً بين لائحتين، فقد حاول عثمان علم الدين إظهار نفسه المنافس الوحيد بوجه النائب أحمد الخير في المنية، وعلى هذا الأساس حشد أنصاره ومحبّيه، للتصويت للائحة التي يدعمها "معاً ننهض". أما النائب أحمد الخير فكانت المعركة بالنسبة إليه بمثابة خطوة ضرورية، لإظهار نفسه بالمرجعية السياسية الوحيدة، القادرة على حسم الاستحقاقات الكبرى في المنية، لا سيما الانتخابات البلدية والاختيارية. علماً أن كلّاً من الخير وعلم الدين يعتبران المعركة بمثابة "بروفا"مسبقة للانتخابات النيابية المقبلة.
ومع إقفال الصناديق في تمام السابعة مساءً، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات عن نسب الاقتراع في المناطق. فقد بلغت النسبة في عكار .... أما في المنية فبلغت نسبة الاقتراع ...
زيارة وزير الداخلية
عدد الإشكالات والشكاوى التي وصلت بالمئات إلى وزارة الداخلية عبر الخط الساخن، دفعت بوزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار لزيارة عكّار، بعدما كان قد استعاض عنها قبل أيام، بزيارة قام بها إلى سراي طرابلس. وأرجع الحجار الإشكالات الحاصلة والشكاوى الكثيرة، إلى الاحتدام الحاد في التنافس بين العائلات والقوى في القرى والبلدات العكارية.
دور الجيش اللبناني
مع انتهاء اليوم الانتخابي، يسجّل للجيش اللبناني سرعة تعامله بانضباط مع فضّ الإشكالات التي كانت تشهدها مراكز الاقتراع خلال العملية الانتخابية شمالاً. وهذا الأمر إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على الجاهزية التي بات يتمتع بها الجيش اللبناني، وقدرته على فرض سلطته الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية.