عون زار أمن الدولة واليرزة ويجري محادثات مع أمير قطر في الدوحة اليوم
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
انتهاء تسليم الصناديق في قضاء البترون بإشراف القائمقامأكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن حزب الله لا يعتزم الانجرار إلى حرب جديدة، مشدّداً على أن عام 2025 سيكون عاماً لحصر السلاح بيد الدولة.
ورفض في مقابلة مع «العربي الجديد» قبيل توجهه إلى قطر، فكرة استنساخ تجربة «الحشد الشعبي» في استيعاب حزب الله داخل الجيش، لكنه أشار إلى إمكانية التحاق عناصر الحزب بالجيش والخضوع لدورات كما حصل مع أحزاب بعد الحرب الأهلية.
وأوضح أن التنسيق قائم بينه وبين الرئيس نبيه بري بشأن ملف السلاح، مشيراً إلى أن تنفيذ القرار سيتم بالحوار الثنائي مع حزب الله. كما لفت إلى أن حزب الله أبدى قدراً كبيراً من ضبط النفس أمام الانتهاكات الإسرائيلية.
كما أبلغ عون المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس أن إسرائيل تمنح حزب الله الذريعة عبر بقائها في خمس نقاط حدودية، مؤكداً أن لا مفاوضات أو تطبيع مع إسرائيل حالياً.
وكان رئيس الجمهورية واصل جولاته على الإدارات والمؤسسات العامة، فزار صباح أمس المديرية العامة لأمن الدولة في محلة الرملة البيضاء، ثم وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش.
أمن الدولة
بدأت جولة الرئيس عون في المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء، حيث استقبله المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندس ونائبه العميد مرشد سليمان ورؤساء الشعب في أمن الدولة، ثم انتقل الى مكتب المدير العام حيث عقد اجتماعا ضمّه واللواء لاوندس والعميد سليمان ورئيس الديوان العميد جميل طعمة، اطّلع خلاله رئيس الجمهورية على أوضاع المديرية وحاجاتها والعمل الذي تقوم به بعد التعيينات الأخيرة، والذي يفرض زيادة عديدها نظرا للمهام المركونة إليها.
بعد ذلك انتقل الرئيس عون الى قاعة الاجتماعات حيث ترأس اجتماعا ضم المدير العام ونائبه ورؤساء الشعب. وخلال اللقاء هنّأ رئيس الجمهورية اللواء لاوندس والعميد سليمان على تعيينهما، متمنياً لهما التوفيق بالتعاون مع ضباط المديرية وأفرادها. وقال: «ان من أبرز مهام جهاز أمن الدولة أن يكون عيون الدولة وآذانها في الإدارات والمؤسسات العامة للمساهمة في محاربة الفساد ومنع الرشاوى بهدف خدمة المواطنين وفقا للقوانين. لقد شبع اللبنانيون ممارسات غير قانونية في الإدارات وارتكابات وفساد ورشاوى، ودوركم في أمن الدولة أن تكونوا على قدر المسؤولية وتعملوا على إعادة ثقة الناس بدولتهم، وتمنعوا عنهم كل ابتزاز وخوات».
وشدّد على أن يكون العاملون في أمن الدولة قلبا واحدا ويدا واحدة لما فيه مصلحة الدولة اللبنانية التي ينظر إليها الداخل والخارج بكثير من الأمل والرجاء. وأضاف: «إذا واجهتكم صعوبات أو ضغوطات أو مضايقات عودوا إليَّ، فأنا أحميكم من كل ضغط وابتزاز مستندا بذلك الى القوانين التي ترعى عملكم. حتى أنا إذا طلبت منكم شيئا عكس قناعاتكم، وعكس مصلحة الجهاز والبلاد، اعتذروا وقولوا انكم غير قادرين على تلبية طلبي. أنا أعمل مع رئيس الحكومة وأعضائها يدا واحدة في سبيل النهوض بالبلاد من جديد وإعادة الأمل الى الناس، وعليكم مواكبتنا من أجل تحقيق هذه الأهداف. لا تتأثروا بأي طلب سياسي، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية، وبعد سنة الانتخابات النيابية، وستحرص الدولة من خلالكم والقوى الأمنية الأخرى على أن تكون هذه الانتخابات حرّة ونزيهة وفي أجواء من الديمقراطية. حققوا في كل شكوى عن فساد انتخابي أو رشاوى أو مغريات مادية وتصرفوا استنادا الى القوانين كي تكون الانتخابات معبّرة عن تطلّعات المواطنين وآمالهم. وأؤكد لكم انكم ستلقون كل الدعم مني ومن رئيس الحكومة والحكومة».
وردَّ اللواء لاوندس شاكرا الرئيس عون على زيارته وتهنئته، مؤكدا ان أمن الدولة سيكون ملتزما العمل وفق القوانين المرعية الإجراء.
وزارة الدفاع وقيادة الجيش
بعد ذلك انتقل الرئيس عون الى وزارة الدفاع في اليرزة حيث استقبله وزير الدفاع اللواء ميشال منسى والضباط العاملون في الغرفة العسكرية. وخلال الاجتماع في مكتب الوزير قدّم رئيس الجمهورية التعازي الى وزير الدفاع باستشهاد المعاون أول فادي الجاسم الذي استشهد أمس في انفجار جسم مشبوه في وادي العزية في صور، وتداول معه في عدد من المواضيع التي تهمّ وزارة الدفاع والمؤسسات التابعة لها. كما تطرق الى حاجات مختلف وحدات الوزارة.
إثر ذلك انتقل الرئيس عون والوزير منسى الى الساحة الخارجية لمبنى قيادة الجيش حيث كان في الاستقبال قائد الجيش العماد رودولف هيكل وأعضاء المجلس العسكري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي. وعقد رئيس الجمهورية اجتماعا مع العماد هيكل في حضور الوزير منسى قدّم خلاله التعازي باستشهاد المعاون أول الجاسم. وتطرق البحث الى عمل الجيش في مختلف المواقع التي ينتشر فيها، لا سيما في الجنوب وصولا الى الحدود. وتم عرض حاجات الجيش في المرحلة المقبلة في ظل اتساع المهمات الموكلة إليه.
وعلى الأثر التقى الرئيس عون في حضور الوزير منسى وقائد الجيش أعضاء المجلس العسكري: رئيس الأركان اللواء حسان عوده، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، المدير العام للإدارة اللواء محمد الأمين، المفتش العام اللواء فادي مخول واللواء المتفرغ اللواء يوسف حداد ومدير المخابرات العميد قهوجي. وهنّأ الرئيس عون الضباط على تعيينهم متمنيا لهم التوفيق في مسؤولياتهم الجديدة قائلاً «ان هذا التعيين أتى تقديرا لكفاءاتكم وانجازاتكم، والرتبة التي حصلتم عليها مسؤولية قبل أي شيء آخر، فكونوا على قدر هذه المسؤولية واعملوا يداً واحدة في خدمة الجيش ولبنان واللبنانيين الذين ينتظرون منكم الكثير». وشدّد الرئيس عون على ان مسؤوليات الجيش كبيرة ودقيقة، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمرُّ بها لبنان وفي ضوء المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وقال: «سنعمل من أجل أن نضع البلاد على السكة، والجيش كما غيره من المؤسسات، له دوره في عملية النهوض التي بدأت بالإصلاحات التي أجريناها، وسنستمر بها. وسنعمل على تأمين حاجات الجيش التي أعرفها جيداً بالتعاون معكم لأني على ثقة بقدراتكم وبأنكم ستحققون إنجازات كثيرة. لقد مرَّ لبنان بتحدّيات كبيرة، ولولا هذه المؤسسة لما بقي فاستمروا، قيادة وضباطا ورتباء وعسكريين، في عملكم في كل لبنان ولجميع اللبنانيين».
وأشار الرئيس عون الى ان مديرية المخابرات بإشراف العميد قهوجي، تقوم بدورها وستتابع ذلك بهدف تحقيق الأمن في البلاد.
وشكر العماد هيكل رئيس الجمهورية على زيارته وتهنئته لأعضاء المجلس العسكري، وقال: «ان الجيش باقٍ كما عهدتموه، سوف يكمل ما بدأتم به وان شاء الله ستذلل كل العراقيل ويكون الجيش وفيّا لقسمه».
وعصر أمس وصل رئيس الجمهورية يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الى العاصمة القطرية الدوحة، حيث كان في استقباله لدى وصوله الى مطار حمد الدولي، وزير المواصلات الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني الى جانب السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفيرة لبنان في قطر السفيرة فرح بري وعدد من موظفي السفارة.
وبعد استعراضه ثلة من حرس الشرف الأميري، توجه الرئيس عون والوفد المرافق الى مقر الاقامة في فندق كيمبنسكي Kempinski -The Pearl، حيث عقد اجتماعين في حضور الوزير رجّي، مع كل من السفيرة بري والسفير سعود بن عبد الرحم آل ثاني، تم خلالهما البحث في أبرز المواضيع التي سيتم بحثها في اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية بأمير قطر.
وبُعيد وصوله إلى مطار حمد الدولي، أعرب الرئيس عون في تصريح لـ«وكالة الأنباء القطرية» عن سعادته بتلبية دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وقال: «ليس سراً ان العلاقات بين لبنان وقطر لطالما كانت قائمة على الاحترام المتبادل والحرص على القيام بكل ما هو ممكن لتعزيز أواصرها، وهي ترجمة لحرص أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الارتقاء بهذه العلاقات الى أعلى الدرجات، ولبنان بدوره، ينظر بكثير من التقدير والاحترام الى دولة قطر الشقيقة، والى دورها الإيجابي في مساندته والوقوف الى جانبه في مختلف الظروف».
أضاف: «من الطبيعي أيضاً أن أبحث خلال الزيارة، الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر، مع الأشقاء العرب والأصدقاء، لمساعدة لبنان على النهوض من كبوته التي طالت، والمساهمة في تعزيز سلطة الدولة وجيشها على كافة الأراضي اللبنانية، وإعادة الثقة الى العلاقة التي تجمعه مع دول العالم، وهو عمل حثيث أسعى، بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب، الى القيام به وقد بدأنا بالفعل خطوات ملموسة في هذا المجال».
وقال الرئيس عون: «ليس غريباً على قطر وقوفها الى جانب لبنان في مختلف الظروف التي مرّ بها، وهي لم تتردد أيضاً في التنسيق مع باقي الدول الشقيقة والصديقة لتوسيع الجهود من أجل إنقاذه، خصوصاً مع تفاقم الأزمات. وقد التقت قطر مع الدول المحبة للبنان، على وجوب تحقيق الاستقرار وصمود المؤسسات اللبنانية والجيش اللبناني من خلال المساعدات المالية والإنسانية التي قدمتها. ولا شك ان الدور القطري سيستمر في هذا المجال، وبالأخص إذا ما نجحنا كلبنانيين، في إنجاز ما يجب علينا القيام به وما هو مطلوب منا على صعيد التنمية والإصلاح ووضع خطط مالية واقتصادية وإعمارية وتنفيذها بشكل يوحي بالثقة للمانحين والمستثمرين، فيما يتم العمل على الاستقرار الأمني والعسكري لفرض السيادة اللبنانية على كامل الأراضي، وحصر السلاح بالجيش والقوى الأمنية الرسمية، والانتقال من مرحلة هشّة الى مرحلة أخرى تعطي الامل للبنانيين والعالم بأن لبنان عاد الى سابق عهده».
ومن المقرر أن يجري الرئيس عون اليوم محادثات رسمية مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة الى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على أن يلي المحادثات مأدبة غداء يقيمها أمير قطر على شرف الرئيس اللبناني، قبل أن يغادر رئيس الجمهورية والوفد المرافق بعدها الدوحة عائداً الى بيروت.