زيت الزيتون والعسل اللبناني في صدارة الاهتمام
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
فضل الله: ليكن هذا أول ملف للحكومة بعد الانجاز البلديكما كل يوم، كان يوماً عامراً بالنشاط والعمل في وزارة الزراعة اللبنانية، حيث شهدت أروقتها سلسلة لقاءات وورش عمل ومبادرات نوعية تهدف إلى دعم القطاع الزراعي ورفع قدراته التصديرية وتعزيز تعاونه الإقليمي، وسط حضور كثيف من الخبراء والمزارعين والمسؤولين المحليين والدوليين.
افتتح وزير الزراعة الدكتور نزار هاني ورشة عمل متخصصة في آليات تسويق زيت الزيتون اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية، بحضور المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود، والخبير اللبناني الأميركي في التسويق الغذائي سام أبو جودة، وعدد كبير من مزارعي الزيتون وأصحاب المعاصر وخبراء التسويق الزراعي.
وأكد الوزير هاني، في كلمته الافتتاحية، أن زيت الزيتون اللبناني يحمل قيمة غذائية وثقافية واقتصادية عالية، لكن تسويقه لا يزال بحاجة إلى نقلة نوعية. وأعلن عن انطلاق سلسلة من اللجان القطاعية المتخصصة في الوزارة، تشمل لجنة العسل، لجنة الأسمدة، لجنة الأدوية الزراعية، إضافة إلى إعادة تفعيل لجنة إنتاج الزيتون.
وأوضح هاني أن الوزارة تعمل على خارطة طريق واضحة، تعتمد على التخصص والمعرفة، وتتقاطع مع فرص واعدة أبرزها رفع الرسوم عن زيت الزيتون اللبناني من قبل البرازيل، واستعداد إيطاليا لفتح أسواقها أمام هذا المنتج. كما أشار إلى أن سلسلة القيمة لهذا القطاع يجب أن تُبنى من الحقل إلى المستهلك، عبر تتبع دقيق للممارسات الزراعية والقطاف والتخزين والمعايرة والاختبار.
وقدّم الخبير سام أبو جودة عرضاً علمياً شاملاً حول الفرص المتاحة في السوق الأميركية، التي يتجاوز فيها حجم سوق زيت الزيتون 3 مليارات دولار. وشدد على ضرورة تبني استراتيجية تسويق شاملة تعتمد على بناء علامة تجارية لبنانية قوية، وعدم حصر التصدير بالجاليات، بل التوجه إلى المستهلك الأميركي العام.
وفي السياق نفسه، أعلن الوزير هاني عن إعادة تشغيل مختبرات وزارة الزراعة في كفرشيما خلال النصف الأول من حزيران المقبل، بطاقة تحليلية متقدمة تشمل 200 جزئية مختلفة في المنتجات الزراعية والغذائية، ما سيُشكّل نقلة في مجال التحقق من الجودة ومطابقة المواصفات التصديرية.
وأشار هاني إلى أن قطاع العسل في لبنان يتمتع بتنوع جغرافي وبيولوجي يجعله من أكثر الأنواع تميزاً في العالم، لكنه لا يزال بحاجة إلى تنظيم صارم، لاسيما في ما يخص مواصفات الخلايا والتوضيب والعصر والحفظ. وأكد أن الوزارة، بالتعاون مع الخبراء، بصدد إصدار قرارات تنظيمية من شأنها تحسين جودة العسل وتعزيز قابليته للتسويق الخارجي، على غرار ما تحقق في تسويق عنب المائدة والنبيذ.
وفي عرض قدمه الخبير أبو جودة، تم التشديد على أهمية تسويق العسل كمنتج مميز يحمل هوية لبنانية ذات طابع بيئي وصحي، مشيراً إلى فرص حقيقية في الأسواق الأميركية والدولية.
وفي محطة مهمة من يوم العمل الحافل، استقبل وزير الزراعة الدكتور نزار هاني نظيره السوري والوفد المرافق له، بحضور المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود وعدد من كبار موظفي الوزارة. وتناول الاجتماع آليات التعاون الزراعي بين لبنان وسوريا، ولاسيما في مجالات مكافحة الآفات العابرة للحدود، وتنظيم التبادل التجاري الزراعي، والتكامل في إصدار روزنامة زراعية موحدة.
كما تم خلال اللقاء استعراض تجربة وزارة الزراعة اللبنانية في التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في مجال الإحصاء الزراعي، وإنشاء بطاقة تعريفية للمزارع اللبناني بهدف تسهيل حصوله على الدعم والتقديمات.
وقد أبدى الوزير السوري ارتياحه العميق لأجواء التعاون، مشدداً على أن العلاقة بين البلدين يجب أن تكون تكاملية وليست تنافسية، واقترح اعتماد آليات مشتركة لتسويق المحاصيل الزراعية وتسهيل عبورها عبر المعابر الحدودية.
وفي ختام اللقاء، قدّم الوزير السوري درعاً تكريمياً إلى الوزير نزار هاني، تقديراً لجهوده في دعم وتطوير القطاع الزراعي وتعزيز العلاقات الزراعية الإقليمية.
وفي استكمال لبرنامج اليوم، عُقد اجتماع موسّع ضم وزيري الزراعة اللبناني والسوري، والمدير العام المهندس لحود، وممثلي النقابات الزراعية والمصدرين ومستوردي اللحوم والدواجن، إضافة إلى خبير من البنك الدولي. وتم خلال الاجتماع عرض أبرز العوائق أمام انسياب المنتجات اللبنانية إلى السوق السورية ومنها الرسوم المرتفعة، وطالب الممثلون بمنح المنتجات الزراعية اللبنانية ميزات تفاضلية.
وشدد الوزير هاني على أهمية إطلاق لجان عملانية مشتركة بين البلدين، فيما أكد الوزير السوري أن المطالب اللبنانية محقة، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت لترتيب الإجراءات التنظيمية. وتم التوافق على تفعيل اللجنة الزراعية المشتركة، ومكافحة التهريب، وتنظيم ورش عمل دورية في كل من بيروت ودمشق لتقييم التقدم المُحرز.
يوم آخر من أيام وزارة الزراعة اللبنانية الحافلة، أثبتت خلاله أن العمل التشاركي، والعلم، والانفتاح على الأسواق والتعاون الإقليمي، هو الطريق نحو اقتصاد زراعي منتج ومستدام. وتبقى أبواب الوزارة، كما قال الوزير هاني، مفتوحة أمام كل مزارع وطامح ومبادر يسعى لبناء مستقبل زراعي أكثر عدلاً وجودة وربحية.