اخبار لبنان

المرده

سياسة

افتتاحية "الديار": حماس توافق على مقترح ترامب بصيغة نعم ولكن

افتتاحية "الديار": حماس توافق على مقترح ترامب بصيغة نعم ولكن

klyoum.com

في تحول خطير ولافت قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» موقفها الرسمي من المقترح الذي قدّمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة موافقتها على المبادرة ضمن شروط وطنية واضحة، ومبدية استعدادها للدخول في مفاوضات فورية عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل.

وأوضحت الحركة، في بيان رسمي صدر عقب مشاورات معمّقة أجرتها مؤسساتها القيادية، وسلسلة لقاءات مع القوى والفصائل الفلسطينية والوسطاء الدوليين، أنّها تُقدّر الجهود العربية والإسلامية والدولية، وكذلك مساعي الرئيس الأميركي الهادفة إلى وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، وإتمام عملية تبادل الأسرى، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، مع رفض الاحتلال وسياسات التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

وأكدت «حماس» موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياءً وجثامين وفق الصيغة التي طُرحت في المقترح، مع توفير الظروف الميدانية اللازمة لإتمام العملية، مشددة على استعدادها للدخول فورًا في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل الفنية والعملية.

كما جددت الحركة تأييدها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط بالتوافق الوطني، استنادًا إلى دعم عربي وإسلامي يضمن نجاح المرحلة الانتقالية، مع التأكيد على أن القضايا السياسية والاستراتيجية الأخرى، بما فيها مستقبل القطاع وحقوق الشعب الفلسطيني، ستبقى خاضعة لحوار وطني شامل وفق القوانين والقرارات الدولية وبمشاركة جميع القوى، وفي مقدمتها «حماس».

على الصعيد اللبناني، «اوركسترا» محلية وخارجية وإعلامية تقوم بعمليات التهويل والتشكيك وتحديد التواريخ لعملية اسرائيلية برية لاجتثات حزب الله وسلاحه قبل عيد راس السنة نتيجة فشل الدولة والحكومة في هذه المهمة وعدم إعطاء الأوامر للجيش للقيام بدوره في هذا المجال، وتواصل الأوركسترا التشكيك بالعهد والعمل على تطويقه داخليا و خارجيا من بوابة مسايرة حزب الله وتمييع قرار نزع سلاحه، ووصلت الأمور بـ «الاوركسترا» الى التشكيك بالجيش وتقاريره بهدف جره الى الملفات الداخلية المتفجرة، رغم أن تقرير القوات الدولية الأخير تبنى تقرير الجيش اللبناني لجهة تحميل اسرائيل مسؤولية عرقلة انتشار الجيش في الجنوب وعودة الاستقرار، وكما بات معروفا فإن الجيش اللبناني دخل الى جميع مواقع حزب الله ومنشاته جنوب الليطاني وثبت حواجزه في كل مناطق الجنوب باستثناء التي تحتلها اسرائيل، كما سحب الحزب كل الأسلحة الهجومية والصاروخية من الجنوب واعطى الجيش كل المعلومات عن منشآته جنوب الليطاني باعتراف القوات الدولية، حتى ان الجيش صادر شحنات أسلحة لحزب الله جنوب وشمال الليطاني ولم يقم الحزب باي ردود أو إثارة الموضوع إعلاميا حرصا على العلاقة مع الجيش، وقد رفع الجيش تقريرا عن إنجازاته الى اللجنة الدولية المكلفة بوقف النار، ورفضت إسرائيل التقرير وشككت بصحته، وفي المعلومات، أن تقرير الجيش المتعلق بتنفيذ القرار 1701 والذي سيعرض في جلسة مجلس الوزراء الاثنين يتضمن ارتفاع نسبة انتشار الجيش في منطقة الجنوب إلى 90% وزادت نسبة الانتشار 5%، والعائق الوحيد أمام انجاز الانتشار الشامل خلال الأشهر الثلاثة حتى راس السنة وإنتهاء المرحلة الأولى من سحب السلاح جنوب الليطاني هو الاحتلال الاسرائيلي، وقام قائد الجيش أمس بزيارة ميدانية الى الجنوب واطلع على الأوضاع الميدانية وتفقد مراكز انتشار الجيش وأكد على أهمية التعاون مع القوات الدولية.

الستاتيكو الحالي مستمر

وفي ظل هذه الأجواء، فإن الستاتيكو «الحالي مستمر دون تغييرات تذكر، والمسؤولون محكومون بالتوافق وحل الملفات الخلافية على الطريقة اللبنانية» لاغالب ولامغلوب «وقادرون على إيجاد بدع وصيغ ومفردات لغوية للنقاط المتباين عليها في قانون الانتخابات، وفي المعلومات المؤكدة، ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها بايار على القانون الحالي اذا لم يتم الاتفاق على التعديلات المطروحة بالنسبة لاقتراع المغتربين، ورئيس الجمهورية حسم امام زواره إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها ووقوفه على الحياد بين الجميع، مع التأكيد بأن انطلاقة العهد القوية تبدأ بعد الانتخابات.

لكن مصادر عليمة تجزم بأن قرار إجراء الانتخابات أو تأجيلها قرار خارجي، وحتى الآن، لم تصدر أي إشارات سعودية واميركية تؤشر الى تأجيل الانتخابات، بل على العكس، هناك إصرار أميركي فرنسي سعودي على اجرائها في مواعيدها رغم تراجع احلام هذه الدول في خرق الكتلة النيابية الشيعية، وما كرس هذا الاقتناع كثافة الحشود الشعبية الضخمة في ذكرى استشهاد الا مين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله، وقد خضع المهرجان لمراقبة دقيقة من السفارات الكبرى العربية والإقليمية في بيروت، وكانت خلاصة التقارير مجمعة على احتفاظ حزب الله بحاضنته الشعبية رغم ما أصابه خلال الحرب الكبيرة التي شنت عليه بالتزامن مع الإعتداءات الاسرائيلية اليومية منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 29 تشرين الثاني 2024، ولذلك فإن القوى السياسية على مختلف مشاربها بدأت الاستعدادات الجدية للاستحقاق النيابي، و«الزفت الانتخابي» المخصص للنواب أفرج عنه ويغزو كل لبنان ويشمل الطرقات الخاصة والعامة وحاجات العائلات بالتزامن مع تكثيف الجولات الانتخابية ورفع مستوى المساعدات في المجالين المالي والصحي.

التواصل السعودي الإيراني

وتؤكد مصادر متابعة للملف السياسي الداخلي، ان التواصل السعودي الإيراني بشأن لبنان متقدم جدا بين وزيري خارجية البلدين وهناك توافق على «ترييح» الوضع الداخلي والتخفيف من المناكفات قدر الإمكان دون أن يعني ذلك تراجع الرياض عن موضوع حصرية السلاح بيد الدولة مقابل تقديرها لدور الرئيس نبيه بري واستمراره في رئاسة المجلس النيابي وهذا ما أبلغه الموفد السعودي يزيد بن فرحان للمسؤولين اللبنانيين فيما أكد أمام رئيس المجلس «ان الاعمار لن يكون إلا في رعايتك».

المخرج لأزمة إضاءة الصخرة

وفي المعلومات، ان الإجراءات القضائية التي اتخذت في ملف إضاءة صخرة الروشة وإصدار مذكرات توقيف واستدعاءات ناشطين، بالإضافة إلى تقديم وزير الداخلية احمد الحجار طلبا بحل جمعية رسالات وسحب العلم والخبر منها كونها خالفت الترخيص المعطى لها لإضاءة صخرة الروشة أدى إلى حلحلة الأمور، وعلم أن البند الأول في اجتماع الحكومة الاثنين يتضمن مناقشة الإجراءات القضائية المتعلقة بصخرة الروشة والبند الثاني سحب ترخيص جمعية رسالات، وحسب المعلومات فإن هذه الإجراءات شكلت المخرج الذي ارضى رئيس الحكومة ونتج عن ذلك توجيه الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء الاثنين في قصر بعبدا لمناقشة تقرير الجيش حول الالتزام بتطبيق الـ 1701، وهذا السيناريو التوافقي سيؤدي أيضا إلى عودة النشاط الى المجلس النيابي مع بدء دورة العقد العادي منتصف الشهر.

الانتخابات النيابية

الملفات المتفجرة اللبنانية تحل على طريقة «تبويس اللحى»، وهذا ما حول كل الأحاديث عن تأجيل الانتخابات الى «فقاقيع صابون»، لأنها حسمت في مواعيدها، والبلاد قادمة على حماوة نيابية بالتزامن مع رفع سقف الخطابات السياسية والمالية والبيئية والاجتماعية المغلفة بحقوق الطوائف والغبن اللاحق بها، وكل ذلك بخلفيات انتخابية، وسيكون لحزب الله النصيب الأكبر من الانتقادات والهجمات.

وحسب المتابعين للملفات الانتخابية، فان الأحزاب السياسية بدأت التحضيرات المحصورة حتى الآن بغربلة الاسماء، من سيدخل المجلس الجديد ومن سيخرج منه، وعلى الصعيد الدرزي بات محسوما ان وليد جنبلاط سيحتفظ بالاسماء الحاليين باستثناء مروان حمادة في الشوف مع حسم موضوع عودة اكرم شهيب رغم وضعه الصحي، فيما التحالف مع طلال ارسلان ليس بحاجة لاي نقاش، وفي المعلومات، ان جنبلاط التزم مع طلال ارسلان نيابيا وليس مع نجله مجيد، أما معركة فراس حمدان ومارك ضو لن تكون سهلة مطلقا.

أما على الصعيد السني، فقد أبلغت السيدة بهية الحريري أفراد مكتبها الإداري الترشح للانتخابات النيابية عن المقعد السني في صيدا والتأكيد على خوض المستقبل الاستحقاق في كل الدوائر وتشكيل لوائح تمثل المستقبل والدائرين في فلكه والتحالفات مفتوحة مع الجميع باستثناء القوات اللبنانية، وحسب المعلومات سيتم اهداء الانتصار اذا حصل الى المملكة العربية السعودية، مع الجزم بأن سعد الحريري سيشرف شخصيا من بيروت على المعارك الانتخابية بعد استقراره فيها بعد عيد راس السنة، اما في طرابلس فإن اللاعب الأكبر يبقى الرئيس نجيب ميقاتي، والسؤال المطروح،كيف ستتعامل السعودية انتخابيا في ظل سعيها للتحكم بالكتلة السنية؟

أما على الصعيد الشيعي، فإن التحالف بين أمل وحزب الله ثابت الى يوم الدين والآخرة، لكن امكانية خرق الكتلة الشيعية يبقى أمرا واردا جدا في الدائرة 16 المخصصة لـ6 نواب من المغتربين، في حين بات التحالف بين التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي محسوما في كل المناطق وكذلك مع كل الدائرين في فلك المقاومة. وتبقى المعركة الانتخابية الحقيقية محصورة في الشارع المسيحي الذي يعطي «رونقا ونكهة» للحياة السياسية والنيابية، ومن دون الساحة المسيحية لا حماوة انتخابية ولا معارك جدية، وبالتالي فإن الساحة المسيحية ستشهد معارك احجام بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والمردة والمستقلين ومن ينال الأكثرية يمهد الطريق لدخول القصر الجمهوري عام 2030، وبالتالي فإن المعارك في الساحة المسيحية ستحدد الى حد كبير اي لبنان نريد ؟

*المصدر: المرده | elmarada.org
اخبار لبنان على مدار الساعة