اخبار لبنان

ام تي في

سياسة

"الحنتوش" شهيد لا يموت ومؤسسة ستبصر النّور

"الحنتوش" شهيد لا يموت ومؤسسة ستبصر النّور

klyoum.com

أيام وتحلّ الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الحنتوش، اللقب الأحبّ إلى قلوب محبّيه وعارفيه. سنتان والياس الحصروني لم يفارق العينبليين والجنوبيين في دبل ورميش والقوزح والجوار. حاضر في ذكرياتهم ومناسباتهم، في شوارعهم ومنازلهم. في كلّ مكان ستلتقي به لتسمع صوته ولكنته البلدية الحلوة (ابن البلد)، لتشعر بطمأنينة عميقة، خلقتها روحه الطيّبة المصحوبة بصلابة الجبل وصفاء العين وشفاعة السيدة العذراء وصخرة الكنيسة التي تحمل اسمها. تلتقي به، أو بمعنى أدقّ، يُجبرك على اللقاء به. كيف لا، وللشهيد حصّته ودمغته في كلّ ما هو جميل. وجمال عين إبل وسحرها ورونقها ليست فقط بحيويتها وطبيعتها، بل في مواقفها وصمودها والحفاظ على هويتها، وللحصروني بصماته الراسخة فيها من جيلٍ إلى جيلٍ.

ظنّ قاتلوه أن جريمتهم سترحل معه بحادث سيرٍ مزعوم، أو بتلفيقات أقرب إلى نسج الخيال. لم يقووا على مواجهته، فغدروا به. هكذا سفكوا دماء الأحرار، بكاتم صوت، برصاصة، بتفجير أو بخطفٍ. هو شهيد على طريق عين إبل، الدرب المخضّب بالدماء والتضحيات في سبيل لبنان وحده فقط، حيث لا شريك له ولا إسناد لغيره. رحل قبل شهرين من الطوفان الذي هزّ المنطقة وغيّر توازناتها. كأنّ ذاك التزامن بين اغتياله ورمي الجنوب في أتون النزاعات وصراعات المحاور، هو مصارحة ومكاشفة، أو بالأحرى هو مقارنة بين خيارين وخطّين. بين الياس الحصروني وما يمثّله من قيم لبنانية، سيادية وتاريخية تُعلّم الولاء والانتماء للوطن فقط، وبين خط السلاح الذي هدّد وقتل واستباح الآخرين، قبل أن ترتدّ مفاعيله إلى بيئته، كونه كان السبب المباشر في زجّ الجنوبيين في حربٍ أدّت إلى تهجيرهم وموتهم وتدمير قراهم.

صحيح أنّ ملفّ اغتيال الحنتوش انضمّ إلى سجلات الجرائم النائمة في أدراج الحقّ، أي الواقعة بين إعجازين: كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، غير أن من ساهم في ضخّ الحياة بمجتمعه ومحيطه لن يرحل إلى غياهب النسيان. الياس الحصروني، الأب، العينبلي، الجنوبيّ، القوّاتي، الوطنيّ، هو شهيد ومؤسّسة. ولهذه الغاية، أعلنت عائلته ومنسقية القوات اللبنانية وبلدته وأصدقاؤه، عن مبادرة لإطلاق الجمعية الإنمائية الاجتماعية التي تحمل اسمه ووضع الحجر الأساس لمشروع مركز إطفاء في عين إبل يكون في خدمة البلدة والجوار. وستنظّم عشاءها السنويّ الأوّل في العاشر من آب المقبل بمناسبة مرور سنتين على استشهاده، إضافة إلى جناز في كنيسة البلدة، ومن ثمّ إزاحة الستار عن لوحة تحمل صورته عند النصب التذكاري الذي شُيّد في مكان استشهاده تخليدًا لذكراه.

تهدف الجمعية إلى حفظ إرث الحصروني، والتعبير من خلال المؤسسة عن حضوره وحركته وتأثيره القويّ والإيجابي على الأهالي والشباب حيث كان الداعم والسند الأكبر لهم. وستساهم في تعزيز التنمية المحلية حيث كان للحنتوش علامات بارزة في البلدة وخلق مشاريع عديدة فيها، إضافة إلى تقديم الدعم المعنوي والمادي أيضًا إذا وجب الأمر.

*المصدر: ام تي في | mtv.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة