اخبار لبنان

جريدة اللواء

منوعات

بعيداً عن أضرار المشروبات الصناعية... الكركديه يروي العطش، يعزّز الصحة ويحمي الخلايا من التلف بمضاد أكسدة فريد!

بعيداً عن أضرار المشروبات الصناعية... الكركديه يروي العطش، يعزّز الصحة ويحمي الخلايا من التلف بمضاد أكسدة فريد!

klyoum.com

ندى عبد الرزاق

في عصر تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، يُسلّط الضوء أحيانا على أنواع متعددة من المشروبات التي قد تكون مفيدة للصحة، لكن في المقابل، تبقي كثير من المشروبات الصحية الطبيعية غير معروفة لدى شريحة واسعة من الناس. من هنا، يزداد خلال فصل الصيف الحار، البحث عن مشروبات تروي العطش وتمنح الجسم الانتعاش والطاقة، لكن للأسف، يتجه كثيرون إلى مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية المحلاّة بكميات كبيرة من السكر، والتي تحمل في طياتها مخاطر صحية متعددة. بناء على ما تقدّم، تبرز أهمية العودة إلى المشروبات الطبيعية التي يمكن لأي شخص تحضيرها بسهولة في المنزل، والتي لا تقتصر فوائدها على ترطيب الجسم، بل تتعدّاها الى منافع غذائية وعلاجية مهمة.

بالاستناد الى ما تقدّم، فان هذه المشروبات، التي غالبا ما تُغفل أو يُتغافل عنها، تمثل خياراً علمياً وتغذوياً متوازناً يساعد في دعم الصحة العامة ومواجهة تأثيرات الحر الشديد. لذا تسلّط «اللواء» الضوء على أهمية استهلاك الكركديه سواء كزهورات، او شراب بارد، أو حتى على هيئة الجيلو، كونه يُعدّ مثالاً حيّاً على هذه السوائل ذات المنافع المتعددة والمهمة.

يحمي الخلايا

من جهتها، توضح اختصاصية التغذية كاتيا قانصو في حديثها لـ «اللواء» أن «الكركديه (Hibiscus) نبات مزهر ينمو غالبا في المناطق الاستوائية، ويشتهر بأزهاره الكبيرة ذات اللون الأحمر القاني. ويمكن استخدام هذه الأزهار لتحضير مشروب يُستهلك ساخناً أو بارداً، حسب الرغبة، ويتميّز بطعمه المنعش الذي يميل إلى الحموضة».

وتشير الى أن «هذا المشروب يحمل العديد من المزايا الصحية المتنوّعة. ومن أبرز فوائده، قدرته على خفض ضغط الدم المرتفع، إذ يعمل على توسيع الأوعية الدموية، ويملك تأثيرا مدرا للبول، مما يساهم في تقليل ضغط الدم بشكل فعّال. كما يُعتبر الكركديه مضاد أكسدة قويا، نظرا لاحتوائه على مركبات مهمة مثل الأنثوسيانين والفلافونويدات التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من تلف الخلايا، مما يعزز الصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم في تحسين صحة القلب من خلال خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، وهو ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب».

يتصل بالرشاقة!

وتؤكد انه «على صعيد إنقاص الوزن، يساعد الكركديه في تعزيز حرق الدهون وتقليل امتصاص النشويات، خصوصا عند تناوله بارداً وقبل الوجبات وبدون إضافة سكر، مما يجعله خياراً طبيعياً لدعم برامج التخسيس. كما يساهم المشروب في تنظيم مستوى السكر في الدم، حيث أظهرت بعض الدراسات أنه قد يقلل من مقاومة الإنسولين ويحسن التحكّم في سكر الدم، مما يفيد مرضى السكري أو من يعانون من اضطرابات في التمثيل الغذائي. من ناحية الهضم، يُخفف الكركديه من التلبك المعوي والانتفاخات، وقد يساعد في حالات الإمساك الخفيف، مما يعزز راحة الجهاز الهضمي. كما يدعم صحة الكبد من خلال دوره المحتمل في حمايته من التسمم وتراكم الدهون الزائدة. أخيرا، يمتلك الكركديه خصائص مضادة للالتهابات والبكتيريا، مما يقوي جهاز المناعة ويساعد في مكافحة الالتهابات البكتيرية الخفيفة، ليصبح بذلك مشروباً صحياً متكاملاً».

يحافظ على الشباب ويقي من الشيخوخة

وتفصّل الخصائص الجمالية للكركديه، موضحة انه «غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تلعب دوراً هاماً في تفتيح البشرة ومكافحة التجاعيد، مما يعزز من نضارتها وشبابها. كما يُستخدم الكركديه في بعض الخلطات التجميلية لتقشير البشرة وتحسين ملمسها، مما يساهم في إزالة الخلايا الميتة وتجديد البشرة بشكل طبيعي. أما بالنسبة لمزاياه المتعلقة بالشعر، فإن منقوع أو مستخلص الكركديه يُستخدم لتقوية الشعر ومنع تساقطه، كما يساعد في تحفيز نمو الشعر عند تطبيقه موضعياً، مما يجعله علاجاً طبيعياً فعّالاً لدعم صحة الشعر والحفاظ عليه».

تأثيراته الجانبية «مخيفة»!

وتحذّر من «تناوله بكثرة، رغم فوائده العديدة، قد يسبب بعض الأضرار عند تناوله بكميات كبيرة أو بشكل مفرط. من أبرز هذه الأضرار خفض ضغط الدم بشكل مفرط، حيث قد يؤدي إلى دوخة أو إرهاق، وقد يصل الأمر إلى الإغماء، خصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من انخفاض ضغط الدم. كما تلفت إلى أن الكركديه قد يؤثر في الحمل والرضاعة، فهناك دراسات تحذّر من تناوله بكثرة خلال فترة الحمل بسبب احتمالية تحفيزه للرحم، وفي فترة الرضاعة لا تتوفر دراسات كافية، لذلك يُنصح بتجنّبه إلّا بعد استشارة الطبيب».

وتكشف لـ «اللواء» ان «الكركديه يتفاعل مع بعض الأدوية، حيث يزيد من تأثير أدوية ضغط الدم، وقد يخفض مستوى السكر في الدم بشكل زائد عند مستخدمي أدوية السكري، كما أن له تأثيرا مشابها لمدرات البول، مما قد يضاعف من تأثيرها. كذلك، يمكن أن يؤدي إلى خفض حاد في مستويات السكر عند تناوله مع أدوية خفض السكر، مما يستدعي الحذر الشديد». وفي ما يخص الخصوبة، تشير إلى أن «بعض الدراسات على الحيوانات أظهرت أن الجرعات العالية جدا من الكركديه قد تؤثر سلبا في الخصوبة، لكن الأدلة على البشر لا تزال غير مؤكدة».

وتنصح «بعدم الإفراط في تناوله أو استخدام مكملات مركّزة منه، لأنه قد يجهد الكبد على المدى الطويل، رغم فوائده المعروفة بجرعات معتدلة. وذلك لاحتمال حدوث تحسّس لدى بعض الأشخاص، ما قد يظهر على شكل حكة أو طفح جلدي، ما يستدعي الانتباه لأي أعراض غير معتادة عند استخدامه».

وتختتم بالتنويه الى «أن الجرعة الآمنة لمشروب الكركديه تتراوح عادة من كوب إلى كوبين يوميا، شرط أن يكون المشروب غير محلّى أو معتدل التحلية، وهو ما يُعتبر آمنا للبالغين الأصحاء بشكل عام». ومع ذلك، تؤكد على ضرورة «تجنّب الإفراط في تناوله، خاصةً للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة أو يعانون من حالات صحية مزمنة، وذلك للحفاظ على سلامتهم وتجنّب أي آثار جانبية محتملة».

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة