اخبار لبنان

نداء الوطن

سياسة

المرأة الصيداوية تدخل المعركة البلدية وتكسر احتكار الرجال

المرأة الصيداوية تدخل المعركة البلدية وتكسر احتكار الرجال

klyoum.com

في شوارع صيدا وأحيائها، حيث تتقاطع الأزمات المعيشية اليومية مع النقاشات المحتدمة حول الاستحقاق البلدي، لم يعد الاقتراع مجرّد محطة دورية في الحياة العامة. لقد تحوّل إلى ساحة اختبار جديدة، عنوانها الأبرز مشاركة نسائية غير مسبوقة، مع ترشّح 31 امرأة من أصل 111، حاملات طموحات تنموية تعكس رغبة شريحة واسعة من المجتمع الصيداوي في التغيير.

هذا الحضور اللافت يواجه تحديات جدّية، أبرزها تعدد اللوائح والخشية من تشظي الأصوات، ما يثير المخاوف من ولادة مجلس غير متجانس، غارق في الحسابات السياسية ومقيّد الفعالية.

نساء صيدا يقتحمن السباق البلدي بثقة

وفقاً لمصادر صيداوية متابعة تحدثت إلى "نداء الوطن"، يُفهم هذا الحضور النسائي من جانبين أساسيين: أولاً، باعتباره محاولة لتعزيز العدالة الجندرية في العمل البلدي؛ وثانياً، كإشارة إلى رغبة حقيقية في كسر الحلقة التقليدية التي أبقت على وجوه مكرّسة لسنوات طويلة. فقد أسهم تراجع الثقة الشعبية بالأداء الذكوري، في ظل الانهيار العام الذي أصاب البلديات والإدارات الرسمية، في فتح المجال أمام نساء يقدّمن مقاربات جديدة ورؤى مختلفة.

وتضيف المصادر أن صيدا، للمرة الأولى منذ عقود، تشهد هذا الكم من الترشّحات النسائية، سواء ضمن لوائح أو بترشّحات منفردة. من سيدات ناشطات في الحقل العام، إلى مهندسات وطبيبات وأستاذات جامعيات وسيدات يعملن في مجال التجارة، تبرز أسماء نسائية صيداوية تحظى باحترام واسع، وتعكس نقلة نوعية في مشهد انتخابي طالما احتُكر من قبل الرجال.

وتؤكد المصادر أن هذا الحضور لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى تجربة صيداوية عميقة في ميادين العمل الأهلي والإنمائي والثقافي والسياحي والرياضي، حيث لعبت الصيداويات أدواراً محورية في إنجاح عدد من الجمعيات والمؤسسات الرائدة في المدينة. ما يحصل اليوم ليس مجرد حالة موسمية مرتبطة بموجة تعزيز التمثيل النسائي، بل هو معركة حقيقية ستُحسم على الأرض.

محمد السعودي لـ "نداء الوطن": روح الشباب قادرة على صنع بلدية نموذجية

في حديث خاص إلى "نداء الوطن"، أعرب رئيس بلدية صيدا السابق محمد السعودي عن تفاؤله الكبير باليوم الانتخابي في صيدا ومحافظة الجنوب، والمقرر أن يُجرى يوم السبت في 24 أيار، قائلاً: "أتوقّع أن يكون يوماً جميلاً للصيداويين؛ يوماً وطنياً بامتياز، عنوانه تجدّد الحياة التنموية بروح الشباب".

وأضاف السعودي: "اطّلعت على أسماء المرشحين، وجميعهم من فئة الشباب، يحملون طاقات واعدة يمكن أن تصنع بلدية من بين الأفضل على مستوى لبنان، خصوصاً مع الحضور اللافت للمرأة الصيداوية، سواء ضمن اللوائح أو بشكل مستقل، وهو أمر يعطي دلالة مختلفة وصحية جداً لهذا الاستحقاق".

وتوقف السعودي عند ميزة هذه الانتخابات قائلاً: "ما يميّزها أنها بعيدة عن المحاصصات الحزبية الضيقة، فالشباب يجتمعون ويحضّرون لوائحهم بإرادتهم، وهذه الروح المستقلة تبشّر بالخير للمدينة".

وختم بالقول: "أتمنى أن تمر الانتخابات بسلاسة، وأن يتحلى الخاسر بشجاعة تهنئة الفائز، لأن ما بعد 24 أيار هناك يوم آخر، والجميع مدعوّ للعمل معاً من أجل مصلحة صيدا ومستقبلها".

بين التمثيل والمناصفة الطوعية

تقول إحدى الناشطات في مدينة صيدا إن بعض المرشحات يخضن المعركة ضمن لوائح قوية تضم شخصيات ذات وزن اجتماعي وخبرة إدارية. وقد تبنّى عدد من هذه اللوائح ما يشبه "المناصفة الطوعية"، من خلال وضع نساء فاعلات في مواقع متقدّمة، ليس كحضور رمزي، بل كشريكات فعليّات في صنع القرار .

ومع ذلك، يُشكّل الترشّح النسائي الواسع في صيدا هذا العام رسالة تنموية اجتماعية، عنوانها: "التغيير قادم". قد لا تحسم النساء المعركة بمفردهن، لكنهن بالتأكيد دخلن المشهد وفرضن حضوراً لا يمكن تجاوزه بعد اليوم. المشاركة لم تعد ترفاً ولا امتيازاً، بل ضرورة تفرضها التحوّلات المجتمعية وحقوق المواطنة. وعلى الرغم من الطابع المحافظ للمجتمع الصيداوي، إلا أنه أظهر انفتاحاً ملحوظاً تجاه النماذج النسائية الجادة والفاعلة.

تنافس محموم... ولوائح متشعّبة

يتألف مجلس بلدية صيدا من 21 عضواً، بينهم إثنان من الطائفة الشيعية، وعضو واحد عن كل من الطائفتين المارونية والروم الكاثوليك. يتنافس في هذه الانتخابات عدد من اللوائح، أبرزها:

لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" برئاسة الصيدلي عمر مرجان.

لائحة "سوا لصيدا" برئاسة المهندس مصطفى حجازي، عضو المجلس البلدي الحالي.

لائحة "نبض صيدا" برئاسة المهندس محمد دندشلي.

ورغم التوقعات بمشاركة نحو نصف الناخبين من أصل حوالى 65 ألفاً، لا يزال المشهد الانتخابي مفتوحاً على احتمالات ومفاجآت، في ظل تنافس محتدم بين المرشحين، وإمكانية حصول عمليات تشطيب وخروق فردية .

لكن السؤال الأعمق يبقى: هل سينجح المجلس البلدي الجديد في إطلاق مسار تغييري فعلي يمنح النساء والشباب والكفاءات المستقلة فرصة تمثيل حقيقية؟

الإجابة تنتظر ما ستقوله صناديق الاقتراع، وما إذا كان الصيداويون مستعدّين فعلاً لمشاركة وازنة تُبرز دور المرأة والشباب في التنمية وتعزّز مشاركتهم في القرار المحلي.

*المصدر: نداء الوطن | nidaalwatan.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com