لبنان عالق بين تعويم "الحزب" وتحذيرات براك
klyoum.com
جاء في "الانباء الإلكترونية":
يعيش البلد أسابيع حرجة مع تصاعد وتيرة الضغوط الدولية عليه للدفع نحو تنفيذ قرار حصر السلاح، في حين يتصلّب موقف حزب الله أكثر، مدعوماً بقرار إيراني بالعودة إلى الساحة اللبنانية من بوابة إعادة تعويم "الحزب" كورقة لا يزال يعتبرها رابحة على طاولة المفاوضات.
المواجهة بين "الحزب" والحكومة قد لا تنتهي عند مشهد الروشة، في حين تتجه الأنظار، بحسب معلومات جريدة الأنباء الالكترونية، إلى موقف رئيس الحكومة نواف سلام مطلع الأسبوع، حيث لا مواعيد على جدول أعمال السراي يوم الاثنين، بحجة التزام سلام بالجلسة التشريعية المرتقبة.
إلا أن المعلومات تؤكد أن رئيس الحكومة مصرّ على إعادة الاعتبار للقرار الرسمي الذي كُسر يوم الجمعة.
عامٌ على الاغتيال
بالتزامن، شكلت ذكرى مرور عام على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، فرصة جديدة لجمهوره للتعبير، بعد أشهر صعبة دفع خلالها "الحزب" فاتورة غالية على مستوى حضوره العسكري والميداني، والأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب الأخيرة من دمار واغتيالات.
فقد شخصت الأنظار، السبت، إلى الاحتفال الرسمي الذي أقامه حزب الله حيث شكل الحدث الأبرز على الساحة الداخلية، بمشاركة لافتة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني وشخصيات سياسية وحزبية وسط حشد شعبي واسع.
وخلال المناسبة أطلق الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سلسلة مواقف تصعيدية وعالية اللهجة، مواكبةً للمرحلة، بالقول: لن نترك الساحة ولن نسلم السلاح، لافتاً إلى أن حزب الله يعيش زمن الانتصارات العظيمة.
وتوجه قاسم للحكومة قائلاً ارتكبتم خطيئة بنزع سلاحنا، محذراً من أن السفينة ستغرق بالجميع.
بين لاريجاني وبراك
وبالتزامن مع ذكرى نصرالله، حط لاريجاني في بيروت بقصد المشاركة في إحياء الذكرى، حيث كانت لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. وأشاد لاريجاني بمبادرة قاسم تجاه السعودية، لافتاً إلى مشاورات بين البلدين في هذا الصدد، واصفاً موقف قاسم بالصائب تماماً لدعم وإراحة الشعب اللبناني.
تصريحات لاريجاني قابلتها مواقف عدّة أطلقها المبعوث الأميركي توم برّاك، لافتاً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه لبنان يتضمن شروطا لم تتحقق حتى الآن، مشيراً إلى أنّ لبنان يقول إن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاق وإسرائيل تقول نفس الشيء والمشكلة أنهما لا يتحاوران".
ورأى برّاك أن المشكلة تكمن في أن إسرائيل ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا ينفذ وأن حزب الله يعيد بناء قدراته، مشدداً على أن إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشًا واحدًا فعليهم نزع سلاح حزب الله ومنع نشوب حرب أهلية.
مقدّرات "الحزب"
وفي قراءة لواقع "الحزب" بعد عام من الاغتيال، استذكر العميد المتقاعد ناجي ملاعب ما حصل منذ السابع والعشرين من أيلول 2024، لافتاً إلى أنَّ عملية البيجر قضت على الكثير من الإداريين ومن لوجستيات الحزب ما أعاق عمله بشكل كبير، رغم الحديث عن انه تعافى وعاد إلى موقعه مبدئياً.
ملاعب أشار في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى اغتيال قادة الحزب على المستويات الثلاثة، ثمَّ العملية البرية واستبسال المقاومة أمام العدو، ما جعلها تفقد الكثير من قادتها وعناصرها ومازال هناك تحت الركام عدد من المفقودين لم يعرف مكانهم بعد.
وفي الإطار، شدد ملاعب على رسالة إسرائيل الواضحة، باعتبارها حققت أمناً استباقياً مهماً وكبيراً بفضل الدول الغربية، وما وضعته بين أيديها من عمليات تجسس ومخابرات، لافتاً إلى أن هذا الوضع أوصل حزب الله إلى ما آلت إليه الأمور، إلّا أنَّ تشييع نصرالله أثبت أن الحزب لا يزال على متسوى من التنظيم ولازالت بيئته موجودة وتثق به، وبالتالي فهذا المشهد خذل كل من اعتقد أن حزب الله انتهى. أمّا المحطة الأخرى فكانت الانتخابات البلدية حيثُ أثبت الثنائي أن صدقه ومصداقيته مع البيئة الشيعية وعلاقته القوية والمتماسكة معها، ركيزة أساسية لوفائها، وكانت المبادرة بالمقابل عبر إرسال 1200 مهندس إلى كل من الجنوب والضاحية والبقاع للكشف على المنازل والتعويض على المتضررين فيما الدولة لم يكن باستطاعتها سوى فتح الطرقات، كما أنه لم يلحق بالموازنة أي بند يتعلق بملف إعادة الإعمار.
المحور انتهى ولكن!
وفي وقتٍ، شكل خطاب قاسم تحدياً واضحاً لقرارات الحكومة الأخيرة بما يتعلّق بحصرية السلاح، لفتَ ملاعب إلى الجمع الذي شارك في المناسبة، إذ يبدو أن البيئة فعّلت أن يكون هذا الخطاب قوياً لهذه الدرجة، فالحضور القوي والتنظيم منحا الثقة لقاسم بالتحدي، مشيراً إلى أن حزب الله بما تبقى لديه من أسلحة ومن إرادة، أصبحَ خارج الخدمة ودوره انتهى، وفي حال لم يسلم السلاح للدولة فهو يغامر بشكل كبير.
وإذ رأى ملاعب أن محور المقاومة انتهى، لكن رأس المحور لا يزال يحتفظ بأسلحة تزعج إسرائيل، ذكر ان من سلح حزب الله، ومن يحتفظ بالاسلحة ومن يفعّل هذه الاسلحة هي إيران، وكل ما تفعله أميركا تحديداً وإسرائيل هو سلوك طريق القضاء على أي تهديد مستقبلي لإسرائيل.
ملاعب تطرق إلى مشاركة لاريجاني، لافتاً إلى أن زيارته اليوم كما سابقاتها، إذ ما لم يتم التوصل إلى انهاء الوضع القائم بين إيران وأميركا فلا أمل من فتح كوة دبلوماسية، وشهدنا خطاب نعيم قاسم بنفس الاتجاه، وهكذا سيبقى طالما أن الامور لم تتغير بين الولايات المتحدة وإيران.