اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: أحزاب الطوائف وبلديات العائلات: لعبة التخفي والظهور..

خاص الهديل: أحزاب الطوائف وبلديات العائلات: لعبة التخفي والظهور..

klyoum.com

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة

سوف تصفق جميع الأحزاب لنفسها بمناسبة إعلان نتائج الانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى التي جرت أمس في جبل لبنان وسيبارك زعماؤها الذين هم زعماء أحزاب الطوائف لأنفسهم لأن مختار هذه الضيعة أو تلك لديه بطاقة حزبية تتبع حزبه أو أن قريباً للمختار المتتخب عينه أو ممولاً له، لديه علاقة نسب أو قربى حزبية منه. إن زعماء أحزاب الطوائف وزعماء الطوائف من غير أحزاب بارعون في علم إعطاء الانطباع عن انتصارات حقوقها فوق صفيح الركام.. قديماً كان يقال أن بريطانيا العظمى هي احتلال بلا علم؛ واليوم يمكن القول أن زعماء أحزاب الطوائف هم مخاتير بلا أختام حزبية وأعضاء مجالس البلديات بلا "بنديرات"…

 ونفس هذا المشهد سيتكرر تعقيباً على إعلان نتائج انتخابات بلديات المحافظات الأخرى التي ستجري خلال الفترة القادمة من هذا الشهر البلدي اللبناني..

بدوره الإعلام سيصف الانتخابات البلدية بأنها "عرس ديموقراطي"، والدولة ستقول أنها نجاح واضح لمجرد أن هذا الاستحقاق الدستوري جرى ولو متأخراً ثلاث سنوات عن موعده .

غير أن الحقيقة حول انتخابات بلديات ٢٠٢٥ تظل مختصرة في وقائعها وفي نتائجها ضمن عدة مؤشرات أساسية:

المؤشر الأول هو أن الانتخابات البلدية ليس فيها لا منتصرين ولا مهزومين؛ فأحزاب الطوائف اختبأت بالعائلات وبالفعاليات الاجتماعية والاعتبارية؛ فيما الأخيرون استسلموا للعبة علاقة المختار بالنافذ المالي والسياسي بنفس الطريقة التي يظهرها الأخوان الرحباني في مسرحياتهم.

المؤشر الثاني تتمثل بأن كل أحزاب الطوائف حاولت في هذه الانتخابات البلدية أن تهرب من طوائفها من خلال الاختباء بعائلاتها حينما أمكنها ذلك ومن خلال ترميم صيغ عائلية ببعد حزبي حينما توفر لها هذا الأمر.

المؤشر الثالث تجسد بأن أحزاب الطوائف تتهيب الإعلان صراحة عن أمر تضمره وهو أن الانتخابات البلدية هي بروفا لما يمكن أن تسفر عنها الانتخابات النيابية العام المقبل.

قصارى القول أن بلديات لبنان ذهبت لانتخابات من دون أحزابها، عدا مدن لبنان التي خصصت لأحزاب الطوائف مقاعد من بين المقاعد المخصصة لوجهاء الصف الأول الذين هم مفاتيح صناديقها الانتخابية.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة