لبنان حاضر في القمة العربية الـ34 في بغداد… وتأكيد عربي على دعم فلسطين والسيادة
klyoum.com
انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أعمال القمة العربية الـ34، في خطوةٍ رمزيةٍ مهمةٍ تعكس رغبة الدول العربية في إعادة التلاقي على أرضٍ عراقية بعد عقود من التوتّرات والنزاعات التي شهدتها المنطقة. انعقدت القمة في المبنى الحكومي في المنطقة الخضراء بحضور قادة ومسؤولين من الدول العربية، بالإضافة إلى حضور دولي أبرزه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
السياق العام للقمّة وأجواؤها السياسية
تأتي هذه القمّة في وقتٍ عصيبٍ تشهده المنطقة، إذْ تعصف بها تحدّيات أمنية وسياسية معقدة، خصوصًا مع استمرار الحرب في غزّة وتصاعد حدّة الصراعات الإقليمية. الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في كلمته الافتتاحية، أكّد أنّ القمة تُعقد في ظروف بالغة التعقيد، مشدّدًا على أن "شبح الحرب يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة". كما رفض التدخلات الخارجية وسياسات الإملاءات، مشدّدًا على ضرورة الحلول السياسية والحوار الوطني لمعالجة الخلافات.
مواقف القادة العرب في القمة
العراق: قيادة متجدّدة ومبادرات عربية طموحة
عبّر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن حرص العراق على لعب دورٍ محوري في تحقيق الاستقرار وإعادة بناء المنطقة. السوداني تحدث عن رؤيةٍ عراقيةٍ شاملةٍ لنهاية الأزمات، انطلقت من تأكيد حق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة، ورفض الإبادة والتهجير القسري في غزّة. كما أعلن عن 18 مبادرة لتعزيز العمل العربي المشترك، بينها إنشاء "الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار"، بمساهمات مالية ملموسة لإعمار غزة ولبنان.
لبنان: التزام بالاستقرار ورفض السياسة الإسرائيلية
رئيس الحكومة اللبنانية نوّاف سلام أكد التزام لبنان بالإصلاح وحصر السلاح في يد الدولة، مع الإصرار على تطبيق القرار الدولي 1701، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والسيادة اللبنانية.
كما أدان السياسة الإسرائيلية، وعبّر عن ترحيبه برفع العقوبات عن سوريا، مع استعداد لبنان للتعاون مع دمشق في ملف عودة النازحين السوريين. كما اعتبر أن رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجابًا على لبنان. وشكر العراق دولةً وشعبًا على الوقوف الى جانب لبنان في أصعب الظروف.
البحرين: استمرار دعم القضية الفلسطينية
وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني شدد على التزام بلاده تنفيذ قرارات القمة السابقة، معتبرًا أنّ القضية الفلسطينية هي في صلب الأولويات العربية، ومشيرًا إلى دعم مملكة البحرين الكامل للحل السياسي ودعمها للتحالف الدولي من أجل حلّ الدولتين.
مشاركة دولية وإقليمية بارزة
شهدت القمة حضورًا دوليًا مهمًا، أبرزه:
• أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزّة، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته الإنسانية والسياسية.
• بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، الذي أعلن عن مشروع قرار إسباني للأمم المتحدة لإنهاء الحصار الإنساني على غزّة، معتبرًا أعداد القتلى في القطاع "غير مقبولة وتنتهك القانون الدولي". كما أكد دعم بلاده لحل الدولتيْن والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
القضايا المحورية في القمة
تصدّر الملف الفلسطيني مداولات القمة، وسط إدانةٍ عربيةٍ واسعةٍ لـ"لاعتداءات الإسرائيلية" في غزّة والضفّة الغربية. واستنكر القادة سياسة التهجير القسري والاعتداءات العسكرية التي تؤدّي إلى مجازر وانتهاكات إنسانية، ووصف رئيس الوزراء العراقي المشاهد في غزّة بأنها "إبادة جماعية". ودعا القادة إلى ضرورة فتح ممرّات إنسانية عاجلة وإدخال المساعدات، ودعم حقّ الفلسطينيين في حياة كريمة وحل سياسي عادل يضمن حقوقهم.
سوريا: دعم الاستقرار ورفض العقوبات
تناولت القمة أيضًا الوضع في سوريا، إذ أكّد العراق دعمه لجهود إعادة بناء الدولة السورية، والدعوة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها، مع التأكيد على وحدة وسيادة الأراضي السورية، مع تأكيد رفض أي تدخلات أو اعتداءات على سوريا، والحرص على دعم الحل السياسي الديموقراطي الشامل الذي يحترم الحقوق ويكافح الإرهاب.
لبنان: استقرار وسيادة في ظلّ التحديات الإسرائيلية
ركزت القمّة أيضًا على دعم لبنان في مواجهة الضربات الإسرائيلية المتكررة، مع الدعوة لتعزيز الاستقرار اللبناني ودوره الإقليمي. وأكد القادة العرب تضامنهم مع لبنان.
قضايا أخرى: اليمن، ليبيا، السودان، الصومال
شملت المداولات أيضًا دعم الاستقرار في اليمن عبر الوساطة العمانية، وتعزيز السيادة الليبية وخروج القوات الأجنبية، والتضامن مع السودان، ودعم جهود مكافحة الإرهاب في الصومال.
التحديات الإقليمية والدولية
تزامنت القمّة مع تغييرات إقليمية مهمة، من بينها محاولات الحكومة السورية الجديدة فتح صفحة جديدة مع العالم العربي والغرب، واستمرار الحرب في غزّة، بالإضافة إلى المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران التي تسعى إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران.
رسائل القمة ودلالاتها
تمثلت الرسالة الأساسية للقمّة في وحدة الموقف العربي حيال التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، خصوصًا الأزمة الفلسطينية، والحروب والنزاعات التي تهدّد استقرار دولٍ عدة. وحثّ القادة العرب على رفض التدخلات الخارجية وضرورة الحوار السياسي كحلول أساسية للأزمات.
كما حملت القمة تأكيدًا على دعم القضية الفلسطينية عبر وسائل متعدّدة، بينها الضغط السياسي والدبلوماسي لتخفيف المعاناة عن غزّة، ودعم الحلول العادلة.
من جهة أخرى، برزت في القمة جهود العراق للعب دور القيادة الجديدة للإقليم، مع تقديم مبادراتٍ عمليةٍ لدعم التعافي وإعادة الإعمار، لا سيما في غزّة ولبنان.