فيديو من مستشفى في السويداء يثير الجدل… تنديدات بالحادثة والداخلية السورية تتعهد بمحاسبة الفاعلين
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
إيران: نزع سلاح الحزب أوهام باطلةبعد أن شهدت محافظة السويداء الواقعة جنوب سوريا، اشتباكات ومواجهات استمرت أسبوعاً بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية تطلبت تدخلاً من قوات الأمن الحكومية لوقف المواجهات بين الدروز والبدو، وسعت إلى عقد اتفاق لوقف النار بين الجانبين بينما نزح نحو 200 ألف جراء النزاع وفق تقديرات الأمم المتحدة، عادت تلك الأحداث لتثير الجدل اليوم، إذ طالب عدد من الناشطين الحقوقيين السوريين على مدى الساعات الماضية، بإجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف التي وقعت الشهر الماضي في السويداء ذات الغالبية الدرزية، بعد نشر مقطع فيديو، أمس الأحد، يظهر مسلحين زعم أنهم من قوات الأمن يقتلون مسعفاً متطوعاً في مستشفى.
وأظهرت اللقطات التي أخذت من كاميرا مراقبة من المستشفى الرئيسي في مدينة السويداء يوم 16 تموز، مجموعة من الأشخاص يبدو أنهم من الموظفين جاثين على ركبهم في أحد الممرات.
فيما بدا في الفيديو عدد من المسلحين يقفون أمامهم، بعضهم يرتدي زياً عسكرياً.
كما وثق المقطع عراكاً قصيراً بين مسلح ورجل بدا أنه أحد المتطوعين مع الكوادر الطبية في المستشفى، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وبعد ذلك، أطلق المسلح النار على الرجل، وجرّت جثته بعيداً، وقد بدت آثار الدماء على الأرض.
الداخلية السورية: "سنحاسب”
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان، فجر اليوم الاثنين، أنها تابعت "الفيديو المؤلم المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أُشير إلى أنه صُوّر داخل المشفى الوطني في السويداء في وقت سابق".
كما أكدت إدانتها لهذا الفعل بأشد العبارات، وشددت على أنه "ستتم محاسبة الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم"، وفق تعبيرها.
وأوضحت الوزارة أنه تم تكليف اللواء عبد القادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان الوصول إلى الجناة وتوقيفهم بأسرع وقت ممكن.
لبنان يندد بالحادثة
في هذا الإطار، أشار المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز إلى أنّ "الفيديو المصور من كاميرا مثبتّة داخل المستشفى الوطني في السويداء، والذي نشرته وسائل إعلامية ومواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، يثبت بما لا يقبل الشكّ أنّ الفعل الإجرامي واللا إنساني واللا أخلاقي الهمجي، الذي نفذّته عناصر أمنية بحق أحد الكوادر الطبية في المستشفى، إنما يستدعي إجراء التحقيقات السريعة اللازمة وتحديد المسؤوليات وتنفيذ المحاسبة القانونية، بحق من ارتكب هذه الجريمة النكراء وباقي الجرائم والفظاعات، التي حصلت في المدينة والجهات التي تقف وراءها".
ودعا المكتب الإعلامي في بيان، "الجهات الدولية المعنية ومؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المختصة، للنظر بالملفات المتعلقة بالانتهاكات والاعتداءات، التي وثّقتها الصور والمشاهد بحق المدنيين العُزّل من شيوخ ونساء وأطفال، وإجراء المقتضى بهذا الشأن".
وأثنى المكتب في هذا السياق على "قرار مجلس الأمن الدولي، بخصوص مساءلة جميع مرتكبي أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء وتقديمهم للعدالة".
كما صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي:
“إنّ الحزب التقدمي الإشتراكي يدين بأشدّ العبارات الارتكابات التي حصلت داخل المستشفى الوطني في مدينة السويداء، بحسب ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أقل ما يقال فيها إنها بعيدة عن الانسانية والأخلاق.
ويذّكر الحزب بأنه أول من طالب بتشكيل لجنة للتحقيق الجدّي في الاعتداءات التي وقعت في محافظة السويداء والمحاسبة الفعلية للمسؤولين عنها إلى أي جهة انتموا”.
وبدوره كتب رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان على منصّة "إكس": "وصلني هذا الفيديو حول المجزرة التي ارتُكبت في مستشفى السويداء على يد ما يُسمّى بالسلطة الحاكمة في دمشق، في مشهد مقزّز ومقرف يعكس حجم الهمجية والوحشية التي مارسها عناصر ما يُسمّى بالأمن العام، لتضاف إلى مسلسل الجرائم البشعة التي يرتكبونها بحق أبناء الوطن السوري، بغضّ النظر عن انتمائهم المذهبي أو العرقي. هذا يؤكد، مراراً وتكراراً، أنّهم مجموعة لا تمتّ إلى البشرية أو الإنسانية بصلة، هؤلاء يجب أن يُحاسَبوا أمام أعين العالم بأسره، وإذا كان لسوريا أن تبقى واحدةً موحّدة بجميع أطيافها وتنوّعها، فيجب أن يُعدَموا في ساحة المرجة في دمشق أمام الناس، وأمام الرأي العام السوري والعربي والإسلامي والدولي، ليكونوا عبرةً".
وختم: "إذا لم تتم محاسبتهم، فإنّ الأمور في سوريا ذاهبة نحو مزيد من التخبط وحمّامات الدم، ما سيقضي نهائياً على الأمل في أن تبقى سوريا واحدة موحّدة. فكل يوم يمرّ، تزداد الأحقاد والضغائن بين المكوّنات السورية البريئة من هذه الأعمال البربرية، وستدخل البلاد في نفقٍ مجهول ومسار طويل يقضي على ما تبقّى من بصيص نور لمستقبل أفضل".