كرّر نفس طلبات أميركا من لبنان بـ«لطف»!... توم باراك: لا ضمانات ولا تطمينات
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
حصاد اليومالأخبار: توماس باراك ليسَ عاموس هوكشتاين ولا هو بالتأكيد مورغان أورتاغوس، ولا حتى فيليب حبيب. لكنّ فيه من كل هؤلاء شيئاً ما.
أصوله اللبنانية، تتيح له معرفة بعض الجوانب التي تفيد الوسطاء عادة.
وهو وجد نفسه أمام «مهمّة مستعجلة»، كون واشنطن أرسلته في لحظة إقليمية حرجة جداً لـ «الحؤول دون توسّع رقعة النزاع».
لم يعمل سفيراً سابقاً في بيروت، لكنه صار مبعوثا بهامش أكبر للمناورة، ويختلف عمّن سبقوه، بأنّ «السياسية» ليست هي الأساس في تفكيره، وهو لا ينسى أنه رجل أعمال مقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والأخير أختاره مستشاراً له، ثم عيّنه سفيراً في تركيا، ليتبين أن أنقرة كانت مدخله نحو الملف السوري.
ومهمّة لبنان، تقرّرت في اللّحظة التي تقرّر فيها إزاحة أورتاغوس، التي تركت خلفها الكثير من الأوساخ، ما جعل أصدقاء أميركا في السلطة الجديدة في لبنان، يقودون هم، حملة لإطاحتها.
ليقع الاختيار على باراك، الذي حرص على إبلاغ بعض ممّن التقاهم في بيروت أمس، بأنّ تولّيه الملف اللبناني، هو مهمة مرحلية ومؤقّتة، إلى حين صدور قرار جديد من الإدارة بتعيين مبعوث جديد، للبنان، أو ترك أمره إلى السفارة ووزارة الخارجية كما يرغب نافذون في واشنطن.
أبلغ المبعوث الأميركي اللبنانيّين بأنّ مهمّته مؤقّتة، حتى تعيين خليفة لاورتاغوس في الخريف المقبل
ولأن الرجل اطّلع من مسؤولين في الإدارة، ومن أصدقاء لبنانيّين على ما أسماه أحدهم بـ«فظائع» مورغان، كان الرجل واضحاً في أنه يريد إضفاء صورة مختلفة جداً عن التي كانت موجودة.
فلم يسبق أي تهويل، إلا من جماعات لبنانية تمتهن هذا النوع من العمل السياسي. بينما قدّم الرجل نفسه بوصفه «الرجل الهادئ». لكن الاهتمام بالشكل، لا يلغي حقيقة المهمّة التي جاء فيها بارام، إذ إنه وفي في المضمون، كرّر باراك حرفياً ما سبقَ وأن قالته أورتاغوس عن ملف سلاح حزب الله والإصلاحات. طبعاً، مع إضافة تتعلّق بالتطورات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران، والخشية من عودة الحرب إلى جبهة لبنان مع كيان الاحتلال.
وقالت مصادر مطّلعة على جانب من لقاءات باراك، إنّ «النقطة المتصلة بالتطورات الأخيرة، أي الحرب المشتعلة بين إيران والعدو الإسرائيلي، كانت محلّ نقاش مع الرؤساء الثلاثة» جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام.
لكنّ الرجل، استفاض في الحديث عنه مع رئيس مجلس النواب، وهو خاطبه بأنه «يمثّل وجهة نظر حزب الله أيضاً». وسمع منه موقفاً حاسماً كما نقله زوّار عين التينة :«لبنان ليس في وارد الدخول في حرب مع إسرائيل».
وبحسب المصادر، فإنه يمكن اختصار زيارة المسؤول الأميركي في عنوانين: ضرورة حصر السلاح في يد الدولة، لأنّ هذا الأمر هو المدخل الوحيد لحلّ كل الملفات الأخرى، وضرورة تحييد لبنان الحرب الإقليمية، مؤكّداً أنّ «تدخّل حزب الله في الحرب الإيرانية -الإسرائيلية، سيكون قراراً سيئاً للغاية».
ونقل بعد لقائه برئيس الجمهورية بأنّ «الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب يرغب في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف والتحدّيات التي يواجهها»، مشدّدًا على «الدعم الأميركيّ للجيش اللبنانيّ وللإجراءات التي يتّخذها الحكم في لبنان على الصُّعُد الأمنيّة والاقتصاديّة والماليّة».
ومن عين التينة، قال في تصريح مقتضب «جئتُ لمساعدة لبنان كيلا تتكرّر الحرب»، أمّا في ما يتعلّق بالخروق الإسرائيليّة «فلو كان بإمكاني حلّ الأمر في دقيقتين لما كنتُ هنا».
أمّا رئيس الحكومة فكتب بعد لقائه باراك على منصة «إكس»: «أكّدت أثناء اللقاء تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، وشدّدتُ على أنّ الحكومة اللبنانيّة عازمة على مواصلة تنفيذ خطّتها الإصلاحيّة وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها»، و«أطلعت المبعوث الأميركيّ على الخطوات التي قامت بها الحكومة، وعلى التنسيق المستمرّ مع الجانب السوريّ لمعالجة الملفات العالقة، وفي مقدّمتها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيداً للوصول إلى ترسيم الحدود».
وعلمت «الأخبار» أنّ باراك «أبلغ الرؤساء أنّ تعيين خليفةٍ لأورتاغوس لن يكون قريباً وأنه سيحصل في الخريف المُقبل، وأنه سيتابع في هذه المدّة الملف اللبناني ربطاً بالملف السوري، بصفته المبعوث الخاص إلى سوريا».
بينما ركّز هؤلاء في كلامهم معه على «ضرورة استمرار الجهود الأميركيّة لإلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، خصوصاً لجهة الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة المحتلة، ما يتيح استقراراً يسمح للبنان بالشروع في إعادة الإعمار»، من دون أن يقدّم الرجل وعوداً في هذا الإطار، كما لم يعطِ أي ضمانات على عدم قيام إسرائيل بعدوان جديد في ظل الحديث عن تحضيرات لتنفيذ عملية استباقية ضد حزب الله.
وبينما ركّز الرؤساء الثلاثة الذين التقاهم على تصدير جو إيجابي عن المحادثات السريعة التي قام بها في بيروت، إلا أنّ جولته هذه لم تترك أثراً مريحاً، بل مخاوف عند البعض من إمكانية أن يكون لبنان عرضة للخديعة مجدّداً، كما كان يحصل حين كانَ هوكشتاين يتولّى الملف اللبناني، مستذكراً التصعيد الذي كان يحصل بعد كل جولة»، حتى إنّ البعض وصف أسلوبه بالـ «الهدوء الملغوم»!