هل ينجح ترامب في إنهاء حرب السنوات الثلاث؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
بيان توضيحي لشركة طيران الشرق الأوسطبعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط 2022، تلوح في الأفق بوادر دبلوماسية جديدة قد تمهد الطريق لوقف إطلاق النار، وذلك عقب الإعلان المفاجئ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه إجراء محادثات هاتفية مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. الإعلان جاء في توقيت حساس أعقب جولة مفاوضات مباشرة جمعت الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول يوم الجمعة الماضي، لكنها انتهت سريعاً ودون نتائج ملموسة.
ورغم أجواء التشاؤم التي خيمت على تلك المحادثات، فإن التحركات الأميركية الجديدة، بتنسيق مع الأوروبيين، أعادت إشعال بصيص الأمل في إمكانية وقف نزيف الحرب، ولو مؤقتاً.
ترامب يدخل على خط التهدئة
في منشور له على منصة “تروث سوشيال”، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيجري مكالمة هاتفية مع بوتين اليوم الاثنين يتبعها اتصال بالرئيس زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي (ناتو). ترامب قال بالحرف إنّ “موضوع الاتصال سيكون وقف سفك الدماء الذي يودي بحياة أكثر من 5000 جندي روسي وأوكراني أسبوعياً”، مضيفاً أن “وقف إطلاق النار سيحدث، وهذه الحرب العنيفة التي لم يكن يجب أن تحدث أساساً، ستنتهي. بارك الله فينا جميعاً!”
ويأتي هذا التحرك ضمن مساعي ترامب التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية بـ”إنهاء الحرب خلال 24 ساعة” في حال عودته إلى البيت الأبيض، وهو ما تحقق مطلع العام الجاري. ولم يستبعد ترامب السفر إلى تركيا إذا تحقّق أي اختراق في المحادثات بين موسكو وكييف.
ضغوط أوروبية منسقة
الرئيس الأميركي لم يتحرك منفرداً. قبيل مكالمته مع بوتين، تحدث ترامب إلى قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، الذين دعوه إلى الضغط من أجل وقف إطلاق نار “غير مشروط”، وضرورة أن يأخذ الرئيس الروسي محادثات السلام “بجدية”.
في المقابل، كان زيلينسكي قد اجتمع في روما مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، مؤكداً أن بلاده منخرطة في “دبلوماسية حقيقية” من أجل وقف إطلاق النار، رغم تشكيكه في نوايا روسيا.
مفاوضات إسطنبول
في 16 أيار، استضافت إسطنبول أول مفاوضات مباشرة بين الجانبين منذ ثلاث سنوات، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين. إلا أن الاجتماع، الذي لم يدم أكثر من ساعة وأربعين دقيقة، انتهى دون نتائج تذكر، سوى اتفاق وحيد على تبادل الأسرى يشمل ألف شخص من كل طرف، بمن فيهم مدنيون وأطفال.
لكن مصادر أوكرانية أكدت أن هذا الاتفاق لم يكن نتيجة تفاهم مباشر بين الوفدين، بل جاء استجابة لاقتراح تركي بعدما وصلت المباحثات إلى طريق مسدود.
وكان لافتاً غياب الرئيسين عن هذه الجولة، حيث وصل زيلينسكي إلى إسطنبول لكنه رفض الحضور في ظل عدم حضور بوتين، الذي دعاه زيلينسكي شخصياً لعقد لقاء مباشر. وردّ الرئيس الأوكراني بوصف الوفد الروسي بأنه “صوري”، لترد موسكو عليه بوصفه بـ”المهرج الفاشل”.
مطالب روسية “غير مقبولة”
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أوكراني قوله إن روسيا قدمت في إسطنبول مطالب اعتبرتها كييف “غير مقبولة”، أبرزها انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق واسعة تخضع لسيطرتها حالياً، كشرط لوقف إطلاق النار.
وأكد النائب الأوكراني أوليكسي هونتشارينكو أن روسيا أعادت على الطاولة شروطاً تعني عملياً الاستسلام، من بينها إعلان أوكرانيا الحياد، عدم المطالبة بتعويضات، واحترام حقوق الناطقين بالروسية. كما أصرت موسكو على اعتراف أوكرانيا “بسيادة روسيا” على خمس مقاطعات هي لوغانسك، دونيتسك، زاباروجيا، خيرسون، والقرم.
في المقابل، طالبت أوكرانيا بانسحاب روسي كامل من أراضيها، وضمانات أمنية من الغرب، وهو ما تعتبره موسكو شروطاً غير واقعية.
إردوغان: استضافة المفاوضات “خطوة مهمة”
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتبر في تصريحات له أن استضافة بلاده للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا “خطوة بالغة الأهمية” نحو إنهاء الحرب، مشدداً على أن جمع الوفدين في إسطنبول يعكس دور تركيا كوسيط إقليمي فاعل.
ورغم أن التقدم كان محدوداً، فإن تركيا تأمل في مواصلة هذا المسار، خاصة في ظل تأكيد مسؤولين أوكرانيين على أن جولة جديدة من المحادثات مع روسيا “ممكنة، لكنها غير مقررة” بعد.
هجوم غير مسبوق وتضاؤل فرص السلام
تزامناً مع الحراك الدبلوماسي، أطلقت روسيا أعنف هجماتها بالطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب، مستخدمة 273 طائرة مسيّرة مفخخة وأخرى خداعية ضد مناطق أوكرانية متعددة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتعقيد جهود التهدئة.
وتبدو فرص التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في المدى القريب ضئيلة، في ظل تمسك كل طرف بشروطه القصوى، وغياب الثقة المتبادلة، وتصاعد العمليات العسكرية على الأرض.