مُحرِّكات الاستثمار في لبنان انطلقت... وبيروت 1 في موعده!
klyoum.com
شكّل إعلان وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط عن مؤتمر بيروت 1 الاستثماريّ خطوة برّاقة في مسار الألف ميل الذي انطلق فيه لبنان للنهوض الاقتصاديّ والتعافي الحقيقيّ، في وقتٍ تبرزُ فيه الحاجة الحقيقيّة الى إطلاق مُبادرات قويّة تُعيد الأمل الى الدّاخل وتثبّت الإيمان بلبنان كبلدٍ مستحقٍّ للدعم والاستثمار في مقدّراته وفي شعبه بشكلٍ خاصّ. فكيف هي التّحضيرات؟ وهل المؤتمر قائم في موعده؟
يؤكّد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد لموقع mtv أن مؤتمر بيروت واحد سيُقام في الموعد المحدّد له في 18 و19 تشرين الثاني، والتّحضيرات تجري على قدمٍ وساق لإنجاح هذا الحدث الضّخم الذي خُلق ليكون بداية تدوير مُحرّكات لبنان كبلدٍ قابلٍ للاستثمار وجاذبٍ للمشاريع الكبيرة، فضلاً عن أنّه فرصة لمُختلف القطاعات المنتجة في البلد للمُشاركة والاستفادة.
تكمن أهميّة مؤتمر بيروت 1 في أنه يُعقد في بيروت، بخلاف مؤتمرات الدّعم السّابقة التي كانت تُنظم في الخارج، وتحمل هذه الخطوة رسالة جوهريّة بأنّ لبنان هو منصّة استثماريّة في المنطقة وهو شريك فاعل في بناء مُستقبله، ولا يُختصر بوفدٍ صغير يسافر الى عواصم العالم لحشد الدّعم والوعود والمّساعدات. ووفق المُعطيات، فإنّ 80 في المئة من الاستثمارات المتوقّع الحصول عليها ستكون من القطاع الخاصّ مقابل 20 في المئة من القطاع العام، فيما تسعى الخطة الطويلة الأمد للوزير بساط إلى استقطاب نحو 120 مليار دولار من الاستثمارات بحلول العام 2035، وذلك لرفع حجم الاقتصاد اللبنانيّ إلى نحو 60 مليار دولار.
ورغم أهميّة المؤتمر، عَلَت بعض الأصوات المنتقدة لتوقيته وأخرى ربطته بملفات مختلفة في البلد، وعن هذا الموضوع قال عربيد: الوقتُ مناسبٌ دائماً لهكذا مؤتمر، فهو بمثابة بداية نهضة استثماريّة لإبراز إمكانات لبنان الحقيقيّة، ونحن نتعاون مع وزير الاقتصاد لإتمام هذا الحدث، وستُوجّه دعوات لمُستثمرين في الدّاخل والخارج ومن البلدان العربية، بالإضافة الى الصناديق الاستثماريّة للقدوم الى لبنان والمشاركة، كما أنه سيكون هناك دورٌ كبيرٌ للمغتربين وللقطاع الخاصّ، مشيراً الى أنّ الوزير بساط سيُعلن قريباً عن كلّ التفاصيل، وهو صاحب الجهد الكبير في هذا المشروع بالإضافة الى الحكومة، ونحن إلى جانبه كمجلس لإنجاح المؤتمر الذي هو نفسٌ إيجابيّ ومساحة كبيرة للتفكير الخلاّق ولعرض الأفكار والمشاريع والاستثمارات.
وفي الختام، يُشدّد عربيد على أنّ مؤتمر بيروت 1 هو بداية حديث عن الإمكانات الاستثماريّة في لبنان، وعنوانه الأساسيّ استرداد الثقة والإيمان بالبلد، إنّه باختصار حالة تراكميّة من الإيجابيّة.
عينُ اللبنانيّين على تشرين الثاني الذي سيكون محطّة مفصليّة على أكثر من صعيد وخصوصاً مؤتمر بيروت 1 الذي سيُشكّل اختباراً حقيقيّاًّ لتحويل الوعود إلى مشاريع ملموسة واستثمارات فعليّة، وفرصة ذهبيّة للبنان لتعزيز الثقة فيه وللإعلان عن بداية حقبة اقتصاديّة جديدة.