“القبة الذهبية”… هل تقود الى عصر تسلح جديد؟
klyoum.com
منذ اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع “القبة الذهبية”، والتي اعتبرت مشابهة أو نسخة متطورة من استراتيجية “حرب النجوم (Star “wars)، أو “مبادرة الدفاع الاستراتيجي”، التي أطلقها الرئيس الأميركي رونالد ريغان عام 1983 خلال الحرب الباردة، أثار موجة قلق في العالم، خصوصاً من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، اذ اعتبرت تصرف ترامب تهديداً لتوازن الردع العالمي، كون هذه الدول تعد الحجر الأساس ورأس حربة المعسكر المعادي للأميركيين، ووصفت الخطوة حينها بـ”الاستفزازية”.
صوابية القرار
ألا أن الحرب بين إسرائيل وإيران، أظهرت صوابية توجه ترامب نحو بناء مشروع “القبة الذهبية”، فالصواريخ الايرانية، تمكنت من اختراق منظومات الدفاع الاسرائيلية، وضربت عدداً من المدن في مختلف المناطق، إن كان في الجنوب، أو حيفا وتل أبيب، حيث أظهرت المقاطع المصورة حجم الدمار الذي تسببت فيه.
ويرى محللون أن هذا النجاح الايراني للصواريخ الفرط صوتية بتجاوز منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية، من الأسباب التي تؤكد صوابية قرار ترامب في بناء “القبة الذهبية” وتطوير منظومات بلاده الدفاعية.
ويعتبر المحللون أيضاً أن الحرب الروسية الأوكرانية هي من ضمن الأسباب والدوافع، فضلاً عن النجاح الذي حققته روسيا والصين وكوريا الشمالية في تطوير صواريخ فرط صوتية بعيدة المدى بإمكانها الوصول الى الأراضي الأميركية. وبحسب المحللين، تطور الصواريخ هذه، يتفوق على منظومة الدفاع الجوي الأميركية المضادة للصواريخ، لذلك يجب تطويرها.
وبحسب المحللين، الولايات المتحدة في الوقت الحالي لا تمتلك نظام دفاع جوي أو صاروخي داخلي شامل يغطي أراضيها، على الرغم من وجود بعض المواقع المجهّزة بقدرات محدودة لكنها لا تُعدّ نظاماً متكاملاً وشاملاً مثل “القبة الذهبية”.
“القبة الذهبية”
هذا المشروع عبارة عن نظام دفاعي صاروخي جوي متطور ومتقدم، يضم العديد من الأسلحة، قادر على حماية الولايات المتحدة الأميركية، والتصدي لمختلف أنواع القذائف والصواريخ الباليستية مثلاً أو تلك الفرط صوتية، الى جانب التصدي للمسيّرات، وأي هجوم فضائي، اذ يعتمد المزج بين أنظمة الدفاع الأرضية والبحرية والتكنولوجيا الفضائية، فتكون عبارة عن شبكة واسعة من الأقمار الصناعية والأسلحة في مدار الأرض.
تكلفة
ترامب اعتبر أن كلفة البدء ببناء مشروعه ستكون 25 مليار دولار، لكن التقديرات تشير الى أنها تصل الى 175 ملياراً، خلال 3 سنوات من البناء، أي في فترة حكمه. في المقابل، حذر مكتب الميزانية التابع للكونغرس من أن تكلفة الأجزاء الفضائية وحدها ستبلغ 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، وهو ما أكده المعارضون والمنتقدون للمشروع، اذ يرون أن تكلفته ستتخطى الـ 500 مليار دولار على مدى الأعوام العشرين المقبلة، الى جانب التحديات التقنية والسياسية للاستمرار في تنفيذ المشروع.
كندا
وأعلنت كندا عن نيتها الانضمام الى المشروع، وهو ما لا يعارضه ترامب الا إذا دفعت 61 ملياراً كمساهمة، ولم يوضح إن كان هذا المبلغ كدفعة أولية أو كامل المبلغ. وانضمام كندا الى المشروع يواجه اعتراضات كندية عديدة.
“منهاتن” الجديد
شركة صناعة الأسلحة الأميركية الشهيرة “لوكهيد مارتن”، اعتبرت أن مشروع “القبة الذهبية”، مشابه لمشروع “منهاتن”، وهو برنامج القنبلة الذرية الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية، بسبب عدة نقاط تشابه، منها أهميته العسكرية وقدرته وقوته، وتكلفته العالية.