زيارة باراك إلى بيروت: أجواء إيجابية وتأكيد رسمي على دور الدولة في قرار السلم والحرب
klyoum.com
وصل اليوم إلى بيروت الموفد الأميركي توم باراك، في زيارةٍ تأتي ضمن الجهود الدبلوماسية الأميركية الهادفة إلى دفع المحادثات قدمًا. وقد تسلّم باراك الردّ اللبناني الرسمي على الورقة التي كان قد طرحها في وقت سابق، مؤكدًا بعد اللقاء: "تسلّمت الرد اللبناني… وأملي كبير!".
وفي تفاصيل الزيارة، استهل باراك زيارته من بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون. في حين أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان، ان الرئيس عون سلّم باراك، أفكارًا لبنانيةً لحلٍّ شاملٍ خلال الاجتماع في قصر بعبدا.
باراك من بعبدا: أنا ممتن جدًّا للرد اللبناني
وبعد لقائه الرئيس جوزاف عون قال الموفد الأميركي توماس باراك : "أنا مسرور جدًا بوجودي هنا ولقد أجريت اجتماعًا مع الرئيس عون وفريقه وجميعنا ممتنّون للسرعة وللهجة المتّزنة التي أتت ردًّا على اقتراحاتنا".
وأضاف: "هذه أوقات مهمّة للبنان والمنطقة وهناك فرصة في الأجواء ولا أحد أفضل من اللبنانيين باقتناص هذه الفرص".
ولفت إلى أنّه "حان الوقت فالمنطقة تحرّرت وكل شيء يتحرّك إلى الأمام وكل الدول حولنا تتغيّر".
وأشار باراك إلى أنّ "رئيس الولايات المتحدة الأميركية لديه احترام كبير للبنان وهو يقف وراء لبنان ويريد أن يساعده على الوصول إلى السلام والازدهار".
وفي تعليق على الردّ اللبناني على ورقته، قال: "أنا ممتن للردّ اللبناني وراضٍ جدًا وحصلت على الجواب قبل 45 دقيقة ونحتاج لفترة تفكير".
وفي ردّ على سؤال لـ"هنا لبنان"، أكّد باراك أنّ "المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهنا يكمن التحدي، لبنان هو لؤلؤة المتوسط والجسر بين الشرق والغرب وهو الشعب الأكثر صمودًا".
وأوضح للصحافيين أنّ "الحكومة اللبنانية تقوم بملء الفراغات المُتعلّقة بآلية تطبيق وقف النار"، مضيفًا: "باعتقادي إسرائيل تريد السلام مع لبنان وإنّ حزب الله حزب سياسي ولديه ايضًا إطار عسكري وهناك تقاطع أيضًا لإسرائيل بالسلام والازدهار".
ورأى باراك أنّ "انهيار اتفاقية وقف إطلاق النار ليس لمصلحة كل الأفرقاء"، موضحاً "ألّا رابط بين ما يحدث في لبنان وبين المفاوضات مع إيران".
واعتبر أنّه "ليس على لبنان أن يلتزم بأيّ جدول زمني بل على لبنان الوصول إلى صيغة بما يريده ونحن كأميركيين نستطيع أن نساعد"، لافتًا إلى أنّه "لدينا 15 نقطة والردّ اللبناني كان مسؤولًا للغاية والحلّ المطروح هو على أساس دبلوماسي ودور الجيش".
وقال باراك إنّ "التعديلات اللبنانية على الورقة الأميركية مؤلّفة من 7 صفحات لكنّني لم أطّلع عليها بشكل كامل".
وفي موضوع حزب الله، أوضح أنّ "حزب الله هو حزب سياسي في لبنان وعلى اللبنانيين حلّ المشكلة"، مضيفًا: "أنا أعتقد حقًا أنّ إسرائيل لا تريد حربًا مع لبنان وتحترم الثقافة والجميع سئم من مسألة الحرب وتعب".
وتطرّق المبعوث الأميركي إلى ما يحصل في سوريا قائلًا: "سوريا مذهلة لماذا؟ لأنّها انتقلت من فوضى مطلقة إلى أمل بوقوف العالم إلى جانبها بمسألة إعادة البناء"، وسأل: "لماذا لا يبدأ لبنان؟ وكيف يمكن أن تقبلوا بالبقاء "وراء" العالم؟".
وأوضح أنّ "الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ، وعلى لبنان إعادة خلق فرصة الحوار مجدّدًا".
وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول: "كنتم سويسرا الشرق ويمكنكم الاستفادة من الفرصة حان الوقت الآن لديكم رئيس أميركي يشجّعكم وخرج على محطات تلفزيونية وقال إنّه يرعى لبنان ولكنّه لا يملك الصبر الطويل، الأمن والسلام هما الأساس ولن يأتي أحد إذا كنتم بحرب".
لقاء إيجابي بين بري وباراك
كما التقى باراك في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أن "الاجتماع كان جيدًا وبناءً آخذًا بحرصٍ كبيرٍ في الاعتبار مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافّة، وكذلك مطالب حزب الله".
ووصف المبعوث الأميركي باراك اللقاء مع الرئيس بري بـ"الممتع"، قائلًا: "نتفاوض مع متمرّس بالعمل السياسي".
وأضاف باراك في حديث تلفزيوني: "عندما نتعامل مع محترف تصبح الأمور أسهل".
وتابع: "أنا متفائل ومتشجّع، ونحن هنا لنساعد ونوجّه، لكن إصلاح الأمر يقع على عاتقكم".
سلام بعد لقائه باراك: حصر السلاح أولوية
بدوره، أكد رئيس الحكومة نواف سلام بعد لقائه المبعوث الاميركي توماس باراك أنّ "حصر السلاح وبسط سلطة الدولة أمر توافق عليه اللبنانيون منذ اتفاق الطائف".
واشار سلام الى أن "حزب الله جزء لا يتجزّأ من الدولة اللبنانية ونوابه صوّتوا على البيان الوزاري، أمّا الدرون والاعتداءات في الجنوب والبقاع فمستنكرة من الجميع، ونسعى لتجنيد الدعم الدبلوماسي العربي والدولي لوقف الاعتداءات".
وقال سلام: "إن باراك تسلم من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورقةً فيها مجموعة ملاحظات مني ومن الرئيس نبيه بري".
وأوضح أن "ورقة باراك تحتوي على ترتيباتٍ لوقف العمليات العدائية وحصر السلاح بدءًا من الجنوب".
وأكد رئيس الحكومة أنّ "الدولة وحدها التي تملك خيار الحرب والسلم وهذا ما ناقشناه".
كما أكد أنّ "لا وجود لما يسمّى "ترويكا" بل تداول وتواصل بين الرؤساء وهناك مجموعة أفكار لبنانية جديدة تُبحث".