اختتام الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية.. كيف بدت الأجواء التنافسية؟
klyoum.com
أُقفلت صناديق الاقتراع عند السابعة مساء في محافظتي الشمال وعكار، وبدأت على الفور عملية فرز الأصوات في الانتخابات البلدية والاختيارية. وقد أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات تفاوتاً ملحوظاً في نسب المشاركة بين أقضية المحافظتين.
وسجل قضاء طرابلس أدنى نسبة اقتراع، في مقابل قضاء المنية الضنية الذي سجل أعلى نسبة مشاركة، حيث بلغت نحو 51% من مجموع الناخبين المسجلين على لوائح الشطب، يليه قضاء البترون.
وبحسب آخر تحديث صادر عن وزارة الداخلية، جاءت نسب الاقتراع على النحو الآتي: عكار (47.77%)، طرابلس (26.70%)، زغرتا (39.22%)، بشري (32.45%)، المنية الضنية (51.17%)، الكورة (39.12%)، البترون (49.71%).
أما على مستوى المحافظتين، فقد بلغ عدد المقترعين في محافظة الشمال (225,552) ناخباً بنسبة اقتراع بلغت (36.72%)، وفي محافظة عكار (14,883) ناخباً بنسبة اقتراع بلغت (47.81%).
وشهدت محافظة لبنان الشمالي، في يوم انتخابي حافل، جولات من التنافس السياسي والعائلي في الانتخابات البلدية والاختيارية، وسط تفاوت في نسب الإقبال وتسجيل بعض الشوائب الإدارية والأمنية.
ففي مدينة طرابلس، التي تتركز عليها الأنظار في كل استحقاق انتخابي شمالي، خيضت معركة بلدية بصبغة سياسية بارزة، مع تسجيل إقبال لم يرقَ إلى مستوى التوقعات لدى اللوائح المتنافسة.
ست لوائح خاضت المعركة على المقاعد البلدية الأربعة والعشرين، حيث تشكّلت لائحة "رؤية طرابلس" من تحالف النواب فيصل كرامي وطه ناجي وكريم كبارة والوزير السابق أشرف ريفي، في مقابل لائحة "نسيج طرابلس" المدعومة من النائب إيهاب مطر، بينما أعلن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي عدم الالتزام بأي لائحة.
في جبل محسن، أدلى رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور ومحافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر بصوتيهما، مؤكدين ضرورة تمثيل كل أطياف المدينة في المجلس البلدي الجديد.
وفي الميناء، تكرّر المشهد التحالفي، حيث دعمت الشخصيات ذاتها لائحة "المينا منارة"، في مواجهة لائحة "الميناء أولًا" المدعومة من النائب مطر، ولائحة ثالثة حملت الطابع العائلي بعنوان "روح الميناء".
أما في البداوي، فتنافست لائحتان: إحداهما عائلية، والأخرى مدعومة من الجماعة الإسلامية. وفي القلمون، دعمت الجماعة الإسلامية لائحة واحدة، فيما دعمت قوى سياسية أخرى اللائحة الثانية.
وفي وادي النحلة، دار التنافس العائلي بين لائحتي "الكرامة والتنمية" و"وادي النحلة والمنكوبين".
وقد جرت العملية الانتخابية في قضاء طرابلس، أحد أقضية محافظة الشمال الستة، تحت رقابة أمنية مشددة، وسُجلت خلالها شوائب في تصاريح المندوبين وتوزيع رؤساء الأقلام.
البترون: تحالفات مفاجئة ومنافسة حادة بين الأحزاب التقليدية
في قضاء البترون، سادت الأجواء التنافسية معظم البلدات، مع بروز تحالفات سياسية غير معتادة. حوالي 63 ألف ناخب دُعوا للاقتراع في 68 بلدة، ثلاث منها فقط فازت بالتزكية.
مدينة البترون شهدت تحالفًا غير مألوف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة والكتائب، دعمًا للائحة رئيس البلدية الحالي مرسيلينو الحرك، في مواجهة لائحة ثانية غير مكتملة مدعومة من مستقلين وعائلات.
النائب جبران باسيل صوّت في البترون مؤكدًا أن الخيار وقع على لائحة تمثّل جميع مكونات المجتمع البتروني، بعيدًا عن التوازنات السياسية التقليدية.
وفي القرى الأخرى، كانت المنافسة أكثر حدة. في تنورين، خيضت معركة قوية بين لائحة مدعومة من القوات والكتائب ومجد حرب، وأخرى عائلية. في شكا، التنافس بين لائحتين: واحدة مدعومة من التيار الوطني الحر والمردة، وأخرى من القوات والكتائب، وشكلت اختبارًا سياسيًا بين الأحزاب المسيحية.
كما شهدت سلعاتا وعبرين مواجهات انتخابية، عكست أهمية توازن القوى السياسية في تحالفات رئاسة اتحاد بلديات البترون المستقبلية.
زغرتا: "أم المعارك" على رئاسة الاتحاد
المشهد الانتخابي في قضاء زغرتا اتخذ طابعًا سياسيًا وعائليًا معًا، مع تنافس في 26 بلدة من أصل 32، أبرزها زغرتا-اهدن ورشعين وإردة وسبعل ومرياطة، وشهدت هذه البلدات إقبالًا نشطًا منذ ساعات الصباح الأولى.
في مدينة زغرتا، خيضت المعركة بين لائحة "سوا لزغرتا واهدن" المدعومة من تيار المردة والتيار الوطني الحر والنائبين السابقين سليم كرم واسطفان الدويهي، مقابل لائحة غير مكتملة مدعومة من حركة الاستقلال والقوات اللبنانية والنائب ميشال الدويهي.
أبرز ما ميز الاستحقاق في زغرتا هو الصراع على رئاسة اتحاد البلديات. وقد بلغ عدد المرشحين 643 للمجالس البلدية و156 للمجالس الاختيارية، فيما بلغ عدد الناخبين 83,159 ناخبًا.
عكار: منافسة عائلية وتزكيات غير مسبوقة
في محافظة عكار، غلب الطابع العائلي على الانتخابات، مع تراجع حضور الأحزاب. ورغم بعض الإشكالات الأمنية المحدودة والشكاوى الإدارية، جرت العملية الانتخابية بسلاسة عامة.
في حلبا، مركز المحافظة، تنافست ثلاث لوائح مدعومة جميعها من آل الحلبي، وسط إقبال كثيف للناخبين.
بلدات فنيدق، جديدة الجومة، وعدبل شهدت حيوية انتخابية، لا سيما في أقلام النساء خلال ساعات الظهيرة. أما في وادي خالد، وسهل عكار، وبلدة برج العرب، فقد حُسمت المجالس البلدية بالتزكية لأول مرة، بجهود النائب محمد سليمان الذي سعى إلى "صفر انتخابات بلدية" في أوساط العشائر العربية الممتدة من البقاع إلى عكار.
فازت 44 بلدية و48 لائحة مخاتير في عكار بالتزكية.
المنية – الضنية: تنافس حاد وسط إجراءات أمنية
في قضاء المنية – الضنية، الذي يضم 36 بلدية وأكثر من 127,600 ناخب، جرت الانتخابات وسط مشاكل أمنية متنقلة في بعض البلدات، خصوصًا في جرود الضنية.
فازت 13 بلدية بالتزكية، بينما تنافس 932 مرشحًا على بقية المجالس. كانت أكبر بلديات الساحل المنية – النبي يوشع بـ21 عضوًا، تليها البداوي بـ18 عضوًا. العملية الانتخابية الساحلية كانت هادئة نسبيًا، أما في الجرود، فاحتدمت المنافسة واحتاجت إلى إجراءات أمنية مشددة، خصوصًا في بخعون، أكبر بلديات الجرود.
رغم الحماوة، لم تكن نسب الاقتراع على قدر التعبئة التي سبقت الاستحقاق.
الكورة: صراع على رئاسة الاتحاد وتدخل واسع للأحزاب
في قضاء الكورة، طغى التداخل بين السياسي والعائلي في المشهد الانتخابي، مع اشتداد المعارك في بلدات أميون، أنفه، دده، بزيزا، كفرعقا، وكفرحزير.
شهدت بعض البلدات تحالفات عائلية بدعم رجال أعمال ووجهاء، فيما تصدرت الأحزاب السياسية المشهد بشعارات إنمائية، أبرزها الحزب السوري القومي الاجتماعي، التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، تيار المردة، الكتائب، الحزب الشيوعي، والنائب جورج عبد المسيح.
بلغ عدد ناخبي القضاء نحو 63 ألفًا، حسمت التزكية عشرة مجالس بلدية من أصل 36، كما أُنجزت الانتخابات الاختيارية في 18 بلدة بالتزكية.
عيون المتنافسين كانت على رئاسة اتحاد بلديات الكورة، التي اعتُبرت هدفًا رئيسيًا في هذا الاستحقاق.
المصدر: موقع المنار