كما في زحلة كذلك في جزين! نجِّنا من التجارب
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
بالصورة: نتنياهو يختار رئيسا جديدا للشاباككما في زحلة كذلك في جزين، لا تُدخلنا يا ربّ في التجارب ونجّنا من الشرير آمين. والشرير هنا ليس "التيار الوطني الحر" الذي لم يعد قادراً على حسم المعركة في جزين منفرداً بل "الثنائي الشيعيّ" الطامح إلى إعادة زمن وصاية عين التينة على عروس الشلال. أما التجارب التي نتضرع إلى الله أن ينجّيَنا منها فهي ضعف بعض النفوس أمام مغرياتٍ عازارية أو بعض "الحلو" من بيت الحلو.
المعركة في جزين هي معركة تأكيد هُويّة قضاء قرّر القضاء على هيمنة ورقة تفاهم مار مخايل مستعيداً سيادته فانتخب نائبة مشرّعة تليقُ بها النيابة غادة أيوب ونائباً متواضعاً وصلباً في آن عاش في جزين وشرب من مياهها سعيد الأسمر، بعدما ظنّ الجميع بأن جزين هي قلعة العونيين ومسقط رأس رئيس الجمهورية السابق والرئيس الفخري لـ "التيار الوطني الحرّ" ميشال عون.
جزين اليوم تخوض معركة مصيرية وهي حسمت على مستوى القضاء نتيجة اتحاد بلدياتها لصالح "القوات اللبنانية" في خطوة واضحة ومعبّرة عن ثبات المزاج الشعبي على خطى السياديين، لكنّ "القوات" تحتاج إلى الفوز في عاصمة القضاء لما لهذا الفوز من دلالات واضحة خصوصاً وأن المعركة ضد الجميع كما معركة زحلة. فالمتحالفون ضدّ "القوات" لكسرها في جزين هم: "التيار الوطني الحرّ" ، "حركة أمل" و"حزب الله"، الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، النائب السابق زياد أسود. جميعهم يخافون وصول رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع للاحتفال مساء السبت المقبل في ساحة جزين. جميعهم يخافون من صورة الحكيم مع سيدة المعبور، جميعهم يهالهم مشهد الانتخابات النيابية في الـ 2022 حين أشرقت شمس "القوات" على قلعة العونيين، لكنّ تحالف عازار بالتحديد اليوم مع العونيين يُعطي فرصة كبيرة للقواتيين المتحالفين مع العائلات الجزينية لتحقيق انتصار تاريخيّ وتحضيريّ للانتخابات النيابية المقبلة. ومن عوامل القوة أيضاً عند "القوات" اسم المرشح لـ "التيار الوطني الحرّ" وتاريخ شقيقه الذي كان رئيساً سابقاً للبلدية في جزين قبل الـ 2016 ولقيَ معارضة جزينية واسعة أدت إلى شلل في البلدية ناهيك عن شكاوى بحقه في أكثر من ملف.
وفي السياق يرى العونيون أن الانتخابات الحالية في جزين مصيرية فهُم خسروا اتحاد بلديات البترون واتحاد بلديات كسروان واتحاد بلديات المتنين الجنوبي والشمالي وخسروا زحلة والجديدة وجونيه والعديد من البلدات والمدن الكبيرة ويحتاجون إلى فوز في جزين يُعيد لهم بعضاً من خطاب النصر قبيل الانتخابات النيابية المقبلة.
في المقابل تتحدث الأرقام عن تقارب كبير بين المتنافسين، ففي حين ينطلق القواتيون من حوالى 2100 صوت في جزين المدينة يقابلهم "التيار" بحوالى 2000 صوت في جزين إلا أن الفارق لمصلحة "التيار" هو في عين مجدلين حيث يحظى التيار بحوالى 400 صوت مقابل 200 لـ"القوات اللبنانية"، وستكون الساعات المقبلة حاسمة في تحديد هُوية جزين السياسية للمرحلة المقبلة خصوصاً وأن رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل سيزور جزين غداً في محاولة لشدّ العصب العوني مقابل موجة شعبية كبيرة خلقتها نتائج انتخابات زحلة في قلوب الفريق السيادي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
يبقى أن جزين تحتاج نفسَاً سيادياً في ظل هيمنة سلاح "حزب الله" لسنوات وسنوات على قضائها وناسها وسياسييها، وهي مُحاصرة بمطار عسكريّ لحزب إرهابي وبعض الذين خافوا ولا يزالون من علمٍ أصفر هُنا وإصبع مرفوع هناك، وما علينا سوى تحفيز الجزينيين على الضرب بيد من حديد وحسم الخيارات في مواجهة الزاحفين إلى عين التينة والضاحية الجنوبية عبر صناديق الاقتراع.
نائب رئيس التحرير