عون- سلام: مُقاربات مُختلفة لملف حزب الله تهدّد بتفجير العلاقة بينهما؟!!
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
ابنة رئيس عربي سابق في قبضة الأمنكتبت بولا مراد في "الديار"
ليس نشاط "الروشة" وما سبقه وتلاه، أول اختبار لعلاقة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون برئيس الحكومة نواف سلام. فالعلاقة الحديثة الولادة بينهما، باعتبارها تعود لأشهر فقط حين تولى الرجلان السلطة التنفيذية في البلد، تشهد ومنذ انطلاقتها صراعا خفيا على الصلاحيات اعتدناه في العهود المتعاقبة، وها هو يُستكمل اليوم في ظل سعي عون ليكون عهده عهد الانقاذ الكبير، وارادة سلام ان يكون "الصقر" بمواجهة حزب الله وسلاحه، واستعادة الدولة هيبتها.
ولم يعد خافيا أن لعون وسلام مقاربتين مختلفتين لملف سلاح حزب الله، وهو ما بدا جليا في طريقة التعامل مع نشاط الروشة. فبالرغم من اقتناعهما بوجوب "حصرية السلاح"، الا ان لكل منهما رؤيته ونظرته حول كيفية تحقيق ذلك. فالرئيس عون يعطي الاولوية للسلم الأهلي، وللمحافظة على الاستقرار الداخلي القائم، وان أخّر ذلك تطبيق قرار مجلس الوزراء الشهير في الخامس من آب، وفاقم الضغوط الدولية على لبنان. بالمقابل، يعتبر سلام أنه آن الأوان للانتقال لمرحلة تطبيق القرارات المتخذة لجهة اعادة هيبة دولة وانجاز "حصرية السلاح"، وان استدعى ذلك آداء حاسما وحازما من الأجهزة الأمنية.
وكانت المواقف التي صدرت عن الرئيس عون أمس الاثنين واضحة جدا، لجهة اعطائه الاولوية لـ"السلم الأهلي"، الذي قال إنه "يبقى أسمى من أي اعتبارات، ومن واجب الجيش والقوى الأمنية المحافظة عليه"، مشددا على أنه "ليس من المقبول أن يوجّه أحد سهام الانتقاد أو الاستهداف إلى الجيش والقوى الأمنية، فهي خط أحمر".
كما أن قرار الرئيس عون تقليد قائد الجيش العماد رودولف هيكل وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر "تقديراً لعطاءاته وللمهام القيادية التي يتولاها"، لم يكن مصادفة، بل رسالة رئاسية قوية لكل من يعنيهم الأمر أن قيادة الجيش بحماية الرئاسة الأولى، وبأنه ممنوع التعرض لها ولضباطها، ويأتي ذلك بعد أيام عما أشيع عن نية سلام تحميل مسؤولية عدم تطبيق القانون في الروشة لأحد قادة الأجهزة الأمنية، وهم جميعهم محسوبون على الرئيس عون.
وبالرغم من كل ذلك، يؤكد قريبون من رئيسي الجمهورية والحكومة أن لا خلافات بينهما، انما مجرد مقاربات مختلفة لبعض الملفات، وآخرها التعامل مع نشاط الروشة.
وتقول مصادر مطلعة على أجواء الرئاسة الأولى لـ"الديار" إن "التواصل مع سلام لم ينقطع، حتى أثناء تواجد الرئيس في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة"، لافتة الى "ان لقاء قد يُعقد بينهما في أي ساعة".
وتنبه مصادر ناشطة على خط السراي- بعبدا أن "هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة بين عون وسلام، وخلق هوة بينهما غير موجودة، لعلمه بأن ذلك يؤدي لتضييع البوصلة المركزة حاليا على حصرية السلاح". وتضيف المصادر: "الرئيسان يعيان تماما هذا الواقع كما دقة المرحلة، ولن يسمحا بجرهما الى خلافات جانبية تعيق عملية النهوض التي يقودانها معا"، مرجحة أن يحصل في الساعات المقبلة "لقاء غسل قلوب يضع ما حصل في الروشة خلفهما".